توسيع دائرة العاصمة العربية

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3942 - 2012 / 12 / 15 - 00:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

فكرة العاصمة كمدينة مركزية لكل دولة عربية نشأت تحت التأثير الاوربي في ما يسمى بتوسيع دائرة المعنى بسبب وجود الحكومة في غالبا اكبر مدينة او المدينة الرئيسية في بلد معين قارن اللاتينية capital من caput اي (الرأس) قارن العربية (قبوط) من اللاتينية caput لانه يحصن و يحمي من البرد. اما فكرة العاصمة العربية فهي المدافعة او المحصنة قارن (اعتصم) و هذا يفسر علاقة (العصمة) بالعفافة و (عصمة النكاح) او (فك عصمتها من زوجها) قارن ايضا (المعصوم من الخطأ) و العاصمة اسم كنية المدينة القديمة.

فكرة العاصمة اليوم بعيدا عن (الاعتصام) كمركز للبلد نشأت عند تأسيس الدول و بعد تغير دور (العاصمة) من المدافعة و المحصنة الى المركز الثقافي و المالي و و الحكومي او بعبارة اخرى الى صورة مصغرة للبلد لدرجة ان العاصمة اصبحت مكان تركيز لجميع مؤسسات البلد اي ان العاصمة اصبحت تعني البلد نفسه لذلك لم تتجاوز سلطة الحكومات العربية العاصمة نفسها اي ان سقوط العاصمة على ايدي اصحاب الانقلابات العسكرية كانت كفيلة بتبديل نظام الحكم في البلد كله مما ادى الى اهمال المدن الاخرى بشكل كبير بعكس النظام الاتحادي الفيدرالي الذي يترك لكل مدينة اغرائها و اهميتها لتخرج من ظل العاصمة.

هناك امثلة اخرى على توسيع دائرة المعنى بعد التأثر بالثقافة و الصناعة الاوربية اهمها المحطة و القطار السيارة و الحضارة. كانت كلمة الحضارة تشير الى منطقة قريبة من المدن (الحضر) بالمقارنة مع حياة البدو البدائية و تحولت السيارة او القافلة العربية الى العربية و المحطة كمكان لوقوف الباصات و القطارات او محطة الاذاعة.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات