أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - آمنه سعدون البيرماني - عقدة المثقف














المزيد.....

عقدة المثقف


آمنه سعدون البيرماني

الحوار المتمدن-العدد: 3941 - 2012 / 12 / 14 - 15:28
المحور: كتابات ساخرة
    


عقدة المثقف
بقلم :امنه البيرماني
قد يوافقني الكثيرون من ان بعض (مثقفي )العراق في كل المجالات يعانون مما يمكن تسميته عقدة المثقف او مدعي الثقافه ! ربما لان اغلب هؤلاء هم ينطبق عليهم مصطلح انصاف المتعلمين او حتى انصاف المثقفين ,فواحدهم ما ان قرر سلوك طريق الادب او الصحافه وكتب مقالتين او نشر قصيدتين كما يقول المثل ,حتى شمخ بانفه ونظر الى الرعيه (المقصود هنا عامه الناس الراكضين وراء لقمه الخبز ) بتأفف وتقزز ورغم ان بعضهم يكتب عن المعاناه او يحاول ان يتعاطف على الورق مع مشاكل هذا الوطن اليوميه والتي لا ينجو هو ايضا من اثارها ,الا انه في واقع تعامله الشخصي مع الناس يرى انهم دون مستواه الفكري والايديولوجي وكل ما ينتهي ب(اولوجي ) ! وهو يشعر بالذعر و التهديد اذا ما عبر مسيرة حياته يوما من هم اكثر منه علما او ثقافه او حتى من يمتلكون شهادة اكاديميه في غير اختصاصه ! والمصيبه لو حاول احد هؤلاء ان يدخل في مجال الادب او الشعر كهوايه او حتى احتراف فالمعروف ان القابليه الشعريه او الادبيه لا تختص بالدراسه لوحدها فلو كان هذا صحيحا لتحول كل مدرسي ومدرسات اللغه العربيه الى شعراء فطاحل ! لذا تراه يتعامل مع هؤلاء بازدراء ويحاول دوما تسفيه اراءهم او كتاباتهم . هذا النوع من المثقفين اغلبهم لم يكمل دراسته الاكاديميه والبعض منهم لا يمتلك حتى الشهادة الثانويه كما اخبرني صديق لي يعمل في هذا المجال ! والحق اني استطيع ان اقول بكل ثقه ان اول رد فعل لكل من عرف ان دراستي الاكاديميه علميه (فانا خريجه هندسه ) هو العبارة الخالدة ( ايش جاب الشعر عالهندسه !) كما يقال بالعراقيه الدارجه ! ورد فعلي نفسه في كل مرة اذ اكرر ان من افضل كتاب وشعراء الوطن العربي من هم اطباء او سياسيون او حتى تجار ! فالدكتور المبدع علاء بشير من ابرز نحاتي ورسامي العراق وهو جراح تجميلي لا يشق له غبار ! وكل من يوسف ادريس وانيس منصور طبيبان وهما من اعلام الروايه والقصه في الوطن العربي والشيخ مانع سعيد ال عتيبه وهو وزير النفط الاسبق في دوله الامارات وهو حائز على دكتوراة في الاقتصاد الدولي ولكن من منا لا يشعر بالرومانسيه الرقيقه في قصيدته (مستقيل ) والتي اشجى اسماعنا بتلحينها كاظم الساهر ؟! والكثير الكثير من امثال هذه الاسماء اللامعه سواء في عالمنا العربي او حتى الغرب والتي لا مجال لذكرها هنا ,فما هي المشكله الاساسيه ؟ ,برأي البعض ان المشكله هي عقدة النقص وعدم ثقه هؤلاء برقي الماده التي يكتبوها ربما انطلاقا من موروث اجتماعي او نفسي مرتبط بتقييم المجتمع العراقي المعروف بنقديته اللاذعه ,للابداع والتفوق وحصره بالشهاده العلميه وهذا ما لا نراه في الغرب فهناك كل عمل هو محترم وكل شهادة محترمه فيتساوى الطبيب مع النحات او حتى مع السمكري البارع في مجال عمله! فالتقييم يهتم بالبراعه والكفاءة فقط , فالمبدع لا يحتاج سوى الى موهبته وكفاءته لاثبات نفسه وبالتالي لن ينتقص من الغير على هذا الاساس والا اتهم بالسطحيه والضحاله ! ولا يخشى ان يعترف بجهله لموضوع ما لانه لا يدخل ضمن اهتماماته .
ولكن المثقف هنا يحتاج العبارات الفخمه او المشفرة العويصه , او ادعاء الثقافه لتغطيه النقص في الشخصيه او الجهل المطبق بكل ما هو جديد وحتى رفض الجديد وحتى رفض محاوله التعرف عليه ,مشكله اخرى تبرز لدى هؤلاء ,فهم يتكتلون مع بعضهم البعض في حلقاتهم المغلقه ذات الابراج العاجيه الكارتونيه ,مبتعدين عن المألوف وفاتهم ان اشهر شعراء القرن العشرين او ادباؤه اتسمت كتاباتهم كما يحلو لي ان اسميها ب(البساطه الانيقه) فمن شعر احمد مطر الذي يمس شغاف القلب والوجدان العراقي بشكل لا مثيل له ,الى سعيد عقل ,جورج جرداق , نزار قباني الى جبران و السياب وصولا الى نجيب محفوظ وهو يعد بحق سيد الواقعيه .وحتى شاعر العرب الاكبر الجواهري رغم ان شعره يوصف احيانا بالغموض الا ان تمكنه العالي من اللغه وصياغته المحكمه تجعل هذا الشعر الصعب لغويا على البعض, سلسا مفهوما وجميل الوقع على الاذان وهذا سبب من اسباب شهرته ,كما فات هؤلاء ايضا ان الزمن يتغير ,فما كان( موضه) دارجه في الستينات او السبعينات فقد بريقه في عالم الانترنت والايباد والتويتر !بل ان جيلا كاملا او اكثر من الشعراء او الكتاب المعاصرين العراقيين او العرب برز الى الساحه العربيه ومنها الى العالميه وهم لا يعرفون حتى اسماؤهم ! كل هذه الاسباب مجتمعه ,تجعل من المشهد الثقافي العراقي مثقلا بعقد لا حل لها واوجد تكتلات ولوبيات هنا وهناك وهي متناحرة فيما بينها بشكل يثير الرثاء ! فالمهرجانات الشعريه تقام وتنتهي بدون ان يعلم بها احد الا من نظمها وربما يصل خبر مهرجان مهم الى سمع احدهم من صديق شاعر او اديب من خارج العراق وهو يبدي تعجبه لعدم حضور صاحبه او دعوته للمهرجان ! اعلم تماما ان كلامي هذا لا يعجب الكثيرين ولكن هذا هو الواقع وبالتاكيد يوافقني الكثيرون ايضا .



#آمنه_سعدون_البيرماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة (الحب في الخريف)
- قصيدة جديده بعنوان (هل تذكر ؟)
- قصيدة (العيد وطفله ) من ديواني الثاني (خطابات مفتوحه) الصادر ...
- قصيدة (سنين الخوف) من ديواني (خطابات مفتوحه) الصادر عن دار ا ...
- قصيدة (همهمه المدينه )من ديوان (خطابات مفتوحه ) الصادر عن دا ...
- قصيدة (ماذا لو؟) من ديواني الثاني (خطابات مفتوحه ) الذي صدر ...
- قصيدة (نحن البشر ) من ديوان (اعطوني عدلا )
- قصيدة جديدة بعنوان (لون عينيه ) من ديوان امنه البيرماني الجد ...
- (عدو نفسه)
- (بلا عنوان)
- كوني الحياة
- المراة العراقيه بين التشرد وضياع الحقوق
- المراة العربيه ونظرة المجتمع
- (أسرَّ لي القمر )
- قصيدة (كلمات الى ابي) من ضمن ديواني الجديد الذي سيصدر عن دار ...
- الحريه المنضبطه
- الحريه الكامله (هل لها وجود)
- قراءتي النقديه في روايه(نصيبك في الجنه) للروائيه نرمين الخنس ...
- قصيدة (الحق الضائع) من كتاب اعطوني عدلا
- مقاله بعنوان (هل النفط في العراق نعمه ام نقمه)


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - آمنه سعدون البيرماني - عقدة المثقف