أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم الخندقجي - بَرَدَى يهجرُ مجراه














المزيد.....

بَرَدَى يهجرُ مجراه


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 3940 - 2012 / 12 / 13 - 23:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



و الطريق إلى دمشق طويلٌ طويل .. و مُزدحمٌ بالشرايين المتشابكة و الخاوية من الأفق و الدماء منارةٌ تُشعوذ ولا تُنير إلاّ دروب الخراب و إلتباسات المرحلة ..

ما الذي يجري هناك الآن ؟ من سيدفع حساب هذه الوجبة ذات الحجم الشعبي التي تقطر دماً و دماراً ؟

منذ الأزل و الطريق إلى دمشق سباقٌ مسعورٌ يقبل القسمة على أكثر من إثنينْ منذ الآشوري و البابلي و الفرعوني و الفارسي و ما تبقى من أحلام الإسكندر الكبير و تنازع أسلافه على المتن السوري كل هذا التاريخ المثقل بالأشلاء و الهزائم و الإنتصارات مر من هنا ليكتب على الساحل السوري الممشوق القوام ذكوريته الفجّة المُدَمّرة ..
بَرَدى يئنّ يردى ينتابه الصدأ سئم العويل جفَّ .. بكى .. فاض .. فغير مجراه و لكن إلى أين يمضي بَرَدى يا دمشق في مجراه الجديد إلى الشرق أم الغرب أم هو مجرى لا شرقيٌ ولا غربيٌ مُزدانٌ بالأُبّهة العربية ؟

أيها النهر العتيق تذكر معي آخر الأمراء المطالبين بمملكة .. تذكر معي فيصل الهائم في لورنس و كيف على أمجاد الغياب كان "الشريف" حسين يكتب الرسائل من حبر الوهم إلى الثعلب الإنجليزي مكماهون في أجواء من خطب الود و السعادة و حذف لواء الإسكندروينة من الإمتداد العربي و الخريطة القديمة نذكر أيها النهر أعواد المشانق في بيروت و دمشق و ردّد معي وصايا الشهداء الأخيرة تألق بوميضهم و إعتنق إيمانهم بالدولة العربية الموحدة ..
هكذا كان الرَكبْ على طريق دمشق يسير بعلميْن من أزرق و أحمر عاد الإسكندر مرة أخرى على شاكلة فرنسي أنيق إسمه بيكو و إنجليزي بارد الأعصاب إسمه سايكس لتقسيم ما لا تجب وحدته أبداً ..
و كان الأمير يسير يمتطي نافته و في حضنه لورنس يطمئنه قائلاً له :"لا تقلق أيها الأمير فيصل إن حكومة جلالة ملك بريطانيا العظمى ستفي بوعودها و عهودها التي قطعتها لكم رغم وعد بلفور و المصالح الإستعمارية المشتركة مع الدولة الفرنسية"
لم يطمئن الأمير وسأل الجنرال المعظم إللّنبي الطمأنينة فأجابه فارس الهيكل : سأعرض عليك عرضاً هي لعبة سباق طويل " من يسبق يَلبُق" أي من يصل أولاً إلى دمشق سيكون سيدها وسيد العرب أجمعين ها .. ماذا قلت ؟"
و الطريق طويل و الركب مُثقلٌ بالأماني و الأحلام و التوطئة و الخديعة في مؤتمر الصلح في فرساي ..
و كانت دمشق تنتظر و العثماني ليس بمُصدّق ..لا يقوى على فعل شيء فلملم أشلاءه و مضى بعد أن منحته الدول العظمى تركيا كرشوةٍ أو جائزة ترضية غالباً ما يجري التعاطي بها في الحروب فيصل يصل دمشق و كسب و السباق و لكنه خسر أمة كاملة إذ من الغرب آتٍ فارسُ هيكلٍ آخر .. الجنرال غورو الذي قال فوق الضريح :"ها قد عدنا يا صلاح الدين" مُردداً صدى إللّبني الذي قال في التاسع الأسود من ديسمبر العاصف من عام 1917 يوم سقوط القدس عن متن الهوية العربية:"الآن إنتهت الحروب الصليبية"
صدّق فيصل "كِشْ ملك" أين لورنس ؟ أين إللنبي ؟ أين جمال باشا؟
أحترقت أعواد المشانق و أصاب الطاعونُ الأحلام ..
أمهلَهُ غورو بعض الوقت إذ قال للأمير :"ستغادر بعد قليل لن تكون ملكاً عليها لأن شاعرك أحمد شوقي سيقول فيما بعد :

سلامٌ من صبا بَرَدى أرقُّ ودمعٌ لا يُكَفكفُ يا دمشقُ

و كانت ميسلون أشرف معارك العرب بعد موقعة "ذي قار" شرفاء الأمة لم يرفعوا بياض الخيبة و واجهوا غورو بجيوشه الفرنسية العاتية أرادوا أن ينالوا حقهم في كتابة هامشهم في التاريخ . أما فيصل فقد مضى في قطار درعا إلى حيفا حيث شارع الملوك الذي أمضى به إلى العراق قيّماً على محمية بريطانيا و هُزمتْ العرب و كان ظلام و بردى يهجر مجراه اليوم فأين يكون مجراك أيها النهر و أين ستصبّ .. في أي بحر ؟؟



#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطا في العنوان
- أوراق من المعتقل . الورقة الثانية عشر . المناقشة و الانتقاد
- أوراق من المعتقل . الورقة الحادية عشر . مركزية ديمقراطية أم ...
- أوراق من المعتقل . الورقة العاشرة . الصحوة الإسلامية
- الفلسطيني السلبي
- أوراق من المعتقل . الورقة التاسعة . كيفية التفاهم مع الظروف ...
- أوراق من المعتقل . الورقة الثامنة . إعادة إنتاج النظرية .
- أوراق من المعتقل . الورقة السابعة . عن أية اشترا كية نتحدث ؟ ...
- أوراق من المعتقل . الورقة السادسة . الاشتراكية المنسجمة مع خ ...
- اوراق من المعتقل . الورقة الخامسة : يسارنا .. اليسار الجديد ...
- ثمة شيئ مُحدد
- اوراق من المعتقل . الورقة الرابعة : من الثقافة إلى الممارسة ...
- اوراق من المعتقل .. الورقة الثالثة : الصراع في المجتمع المدن ...
- اوراق من المعتقل .... الورقة الثانية :الهوية الفكرية -ولبرلة ...
- اوراق من المعتقل . الورقة الأولى:الضمانات التنظيمية وبوصلة ا ...
- أوراق من المعتقل
- ليس ثمة شيء مُحدد
- كرمةٌ من أجلِ التخلّي
- غيمةُ الروح
- النهائية


المزيد.....




- السعودية.. وزارة الداخلية تعدم سودانيا قصاصا وتكشف عن اسمه و ...
- بدء معاينة الأضرار التي خلفتها حرائق الغابات في مناطق أتيكا ...
- مصدر: القضاء على 5 من قوات الإنزال الأوكرانية بمقاطعة كورسك ...
- آب روسيا اللّهاب من كورسك الى كورسك
- رئيس كوريا الجنوبية: توحيد الكوريتين مهمة تاريخية يجب تنفيذه ...
- 7 سلوكيات غريبة تدل على العبقرية
- أفغانستان.. 2,5 مليون فتاة يحرمن من حقهن في التعليم
- ترامب يعلن نيته الإبقاء على -أوباما كير- إذا أصبح رئيسا.. وي ...
- العقيد ماتفيتشوك يتحدث عن المعارك في منطقة كورسك
- حماس ترفض المشاركة في مفاوضات مع إسرائيل


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم الخندقجي - بَرَدَى يهجرُ مجراه