أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الوندي - -سليمة مراد- نقش على ذاكرة الفن الماضي














المزيد.....

-سليمة مراد- نقش على ذاكرة الفن الماضي


محمود الوندي
(Mahmmud Khorshid)


الحوار المتمدن-العدد: 3940 - 2012 / 12 / 13 - 20:30
المحور: الادب والفن
    


تقدم قناة الشرقية في عالم مسلسلاتها عن الشخصيات العراقية المبدعة ذات العطاء ، وتسليط الضوء على ما يعانيه مبدعون من ظروف عصيبة والتي عاصر العراق فيها حقب تاريخية وسياسية مَر بها البلاد طيلة تلك الفترة ، لان العراق كان نبراسا لكل البلدان في الشرق الاوسط والبلدان العربية بعد مرحلة نشوء الدوله الحديثه في النصف الاول من القرن المنصرم بسبب انتاجه غزيرا في شتى المجالات ، وكان يرفد المجتمع العراقي والعربي بالكثير من المبدعين العلميه والادبيه والسياسيه والفنية .
قدمت قناة الشرقية من خلال شهر الرمضان المنصرم والذي يعاد بثه هذه الايام ، مسلسل الذي يتناول سيرة حياة الفنانة العراقية اليهودية " سليمة مراد " التي اشتهرت بلقب " سليمة باشا " نظرا لصوتها الجميل وطلتها المحببة ، وأغانيها المتميزة ، حيث اجتذبت الكثير من الجمهور نحو صوتها . تستعرض حلقات مسلسل سليمة مراد مختلف المراحل والمحطات الهامة في حياة الفنانة العراقية التي أثبتت موهبتها في عالم الغناء ( امتدحها العديد من كبارالمطربين والمطربات ولعل أشهرهم كانت كوكب الشرق ام كلثوم في زيارتها للعراق ) ، كما يتناول مسلسل سليمة مراد علاقتها بزوجها الفنان المعروف ناظم الغزالي ، وما تعرضت إليها من عواصف غيرت من مجرى حياتها أكثر من مرة .
المسلسل الذي كتبه فلاح شاكر من انتاج الفنان صلاح كرم واخراج الفنان باسم قهار والذي قدم سيرة الفنانة سليمة مراد بطريقة درامية ، كان ذو قيمة فنية كبيرة بالقائه الضوء على تاريخ صوت نسائي من أشهر الأصوات العراقية بل والعربية . يتضمن المسلسل بعض الشخصيات والوقائع والأماكن المختلفة والتي تمت للحقيقة بصلة ، وتجسد الفنانة آلاء حسين دور الفنانة الراحلة ، في حين يجسد الفنان علي عبد الحميد دور المطرب الكبير ناظم الغزالي . ويؤدي الفنان سنان العزاوي بدور حسقيل مدير اعمالها ، وتشارك الممثلة سناء عبد الرحمن في دور شقيقة سليمة مراد . وقدمت سليمة مراد من خلال المسلسل عدة اغاني من الحان صالح الكويتي وداود الكويتي بشكل متميز ، ومن أشهر اغانيها (ايها الساقي اليك المشتكى) و(قلبك صخر جلمود) و(يا نبعة الريحان) و(الهجر) وغيرها .
حيث قدم مسلسل سليمة مراد قصة حياة الفنانة العراقية بكل ما فيها ما ثراء فني واجتماعي ، لان كانت الفنانة سليمة باشا مغنية قديرة و تـُعدُّ من ألمع نجومه المشيعة ما يتيح لها انطلاقها في الغناء من الأنس ومراح النفوس ، واخذت من الفن حظا وافرا وصيتا بعيدا فكانت فيه البلبلة الصداحة المؤنسة ، حيث فتنت المسؤولين والشعراء والكتاب الذين ألفوا عنها ونقلوا ما كانت تقول من كلمات مغناة ، وانها صدحت بأرق الكلمات وأعذبها أيام كانت بغداد تحتضن الفن والطرب ، لقد تبين من المسلسل كيف حظيت باهتمام بالغ عند جمهورها والمسؤولين في الدولة بحيث يترك المسؤولين مقار اعمالهم ومن بينهم مدير الشرطة العام علي حجازي والضباط لوحداتهم العسكرية من أجل أن يحظوا بليالي الحب والحنان في ملهى من ملاهيها لستمعوا الى صوتها الغلابة ، وينظروا في وجهها وجسمها الممتلئ وتتمايل مثل غصن البان ، لان قلما تجد فنانا تجتمع فيه الخصال : الشعر والموسيقى والاداء والصوت .
حيث جرى تصوير مجمل مشاهير وأحداث المسلسل في أجواء مدينة بغداد القديمة وفي البيوت الأثرية البغدادية ، لتجسيد البيئة التي عاشتها المطربة في محلات بغداد القديمة والمشاكل التي تعرضت لها في حياتها ، ومن خلاله يلقي في مجمله الضوء على احوال اليهود في العراق في ثلاثينات القرن الماضي والتي عاصرت سليمة مراد فيها حقب تاريخية وسياسية مَر بها يهود العراق طيلة تلك الفترة ، وكشف المسلسل لأن عملاء الموساد في العراق كانوا يقومون بإرهاب يهود العراق لدفعهم للهجرة إلى إسرائيل ، وكانوا يلقون المتفجرات على أمكنة تجمع اليهود العراقيين لدفعهم للهجرة وترك العراق وذلك بمساعدة الحكومة العراقية التي شُرِّع قانون إسقاط الجنسية العراقية عن اليهود العراقيين وتسفيرهم إلى إسرائيل ، وهذا يعيد المسلسل لأفهامنا ذكريات ما وعيناه من الأحداث السياسية التي وقعَتْ في غضون بداية القرن العشرين .
وأشر المسلسل الى شخصية يهوديَّة معروفة وقتذاك في الوسط الثقافي العراقي هي : أنور شاؤول المحامي الأديب والصحافي والقاص والشاعر وجسد هذا الدور الفنان "طلال هادي"، ومعلنا فيها ولاءه لوطنه العراق وارتباطه بالشعب العراقي وثقافته وتاريخه ، صيدته في استذكار مؤامرات الصهيونية واستنكارها ، غير أنـَّه بعد مدَّة حنث بما ادَّعاه وهاجر من العراق ، ميمما وجهته صوب إسرائيل . وجرت الاشارة الى احدى العوائل لاحتضانها الفن والادب وجسدت هذا الدورالفنانه المتالقه سوسن شكري والمبدع كاظم القريشي الذين فتحوا دارهم لاستقبالهم فيه ضيوفهم ، وذلك رعيا منهم للأدب والفن ، وكان يحضره ابرز رجالات السياسة والادب والفن والثقافة في بغداد .
لقد تبين من المسلسل سيرة ذاتية لـ " سليمة مراد " وحضورها المتميز في ذاكرة الفن العراقي من خلال أكثر السنوات التي زخرت بعطائها الفني ومنحها دفئاً وراحة وطمأنينة الى المجتمع العراقي ، وتمسكها بعراقيته ورفض الهجرة الى اسرائيل . وكذلك يتناول سيرة عن حياتها على الصعيدين الفني والشخصي من سن المبكر الى وفاة زوجها " ناظم الغزالي " ، التي لعبت دوراً مزدوجاً بين الفن والمجتمع .



#محمود_الوندي (هاشتاغ)       Mahmmud_Khorshid#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأمين الخبز والخدمات خير من العسكرة والحركات
- - الحب والسلام - احداث في ذاكرة العراقيين
- لمصلحة من هذا التحامل على شعبنا الكوردي
- شوكت كمال .. باقيا في القلب دوما
- نحن بحاجة الى وطنية -قمبر علي- من جديد
- جدلية النظام الفيدرالي واستهواء المحاصصة عملا
- قف!! ايها المحاصص فهذه ليست ديمقراطية
- خانقين في دموع الوند أغنية تبكيني
- الاخفاق الدرامي في مسلسل -باب الشيخ-
- زعامة الزعيم عبد الكريم وسذاجة بعض السياسيين
- متى يفقع الاصبع البنفسجي بعض حثالات الساسة؟
- الواعظين الجدد وطرق إفسادهم للديمقراطية
- الطفل بين تربية المنشأ ورقي المدرسة
- الكورد الفيلية.. بين اضطهاد الامس وتهميش اليوم
- ارتشاف الكورد الفيلية من المؤتمر القادم
- الكورد الفيلية بين الأماني والواقع
- وزير الصحة في حكومة اقليم كوردستان يحارب مهنة الطب الصيني
- الكتل السياسية العراقية - اتفقوا على ان لا يتفقوا -
- الصحافة بين الحرية والمسؤولية الاخلاقية والاجتماعية (الجزء ا ...
- الملكية العامة والملكية الخاصة لوسائل الاعلام وتأثيرتها على ...


المزيد.....




- انهيار فنان مصري خلال جنازة سليمان عيد
- زمن النهاية.. كيف يتنبأ العلم التجريبي بانهيار المجتمعات؟
- كفن المسيح: هل حسم العلماء لغز -أقدس- قطعة قماش عرفها التاري ...
- الإعلان عن سبب وفاة الفنان المصري سليمان عيد
- الموت يغيب النجم المصري الشهير سليمان عيد
- افتتاح الدورة السابعة والأربعين لمهرجان موسكو السينمائي الدو ...
- السوق الأسبوعي في المغرب.. ملتقى الثقافة والذاكرة والإنسان
- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الوندي - -سليمة مراد- نقش على ذاكرة الفن الماضي