أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد حماد - مصر ليست هبة الرئيس














المزيد.....

مصر ليست هبة الرئيس


محمد حماد

الحوار المتمدن-العدد: 1139 - 2005 / 3 / 16 - 09:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مصر ليست هبة الرئيس، مصر هبة نفسها وشعبها، وليس لأحد فضل عليها، وفضلها على الجميع، الرؤساء قبل المواطنين، ومشكلة مصر الحقيقية حكامها، والحل أن نخرجها من جعبة الحاكم، أن نحررها من الرؤساء لمدى الحياة، بأن يعود الحاكم إلى صفوف البشر، لا أن يبقى في مصاف الآلهة !
إخراج مصر من جعبة الحاكم يعنى أن تحدد هي بنفسها مدة حكمه، لا أن يمد الحاكم لنفسه إلى ما لا نهاية، ويفتح المجال لأن يرثه أبناؤه في حكمها سواء بالاستفتاء أو بالانتخاب المقيد!.
إخراج مصر من جعبة الحاكم مهمة أهل الدستور من فقهاء وقانونيين ومثقفين يعكفون على تنقيته من صلاحيات تجعل الحاكم ربا للعباد والبلاد، وتجعل منه الآمر الناهي صاحب الحل والعقد، المتصرف في شئون البلاد بدون حسيب أو رقيب!
مصر تتطلع إلى عصر ينتهي فيه الكلام عن أن الرئيس يعرف مصلحة البلد أكثر من غيره، فالشعب أدرى بمصالحه من أي فرد فيه كبر أم صغر، وإجماع أهل مصر الآن على دستور جديد بدلا من تلك الخرقة البالية المسماة زوراً بالدستور! الناس يطالبون قبل تعديل مادة في الدستور تلغى الاستفتاء وتضع بدلا منه الانتخاب المقيد، يطالبون بتعديل النظرة إلى موقع الرئيس..
بدون تقليص سلطات رئيس الجمهورية ستبقى مصر رهينة فى يد الرئيس ، ولو ورثها لأنجاله سيجد من يصفق لقراره التاريخي!
والدستور الحالي جرى اختراقه على أكثر من صعيد، وجرى إدخال تعديلات أرادها الحاكم إلى نصوصه، وكبرت مساحة الترقيع فيه حتى أصبح دستوراً لا يصلح للاستخدام الآدمي؟
ما يدفعنا إلى تعديل الدستور أن النظام السياسي في مصر مهدد بالتحول القسرى إلى نظام وراثي، يعتمد حكم "العائلة" في الواقع، رغم نصوص الدستور التي جعلت الرئيس يحلف بأغلظ الأيمان على أن يحافظ مخلصا على النظام الجمهوري!
نحن لا نطالب بدستور يتحول إلى نصوص على الورق لا قيمة لها ولا وزن أمام رغبات الحاكم وأهوائه، ولكننا نريد دستوراً يحكم الحاكم لا أن يتحكم فيه الحاكم ويغيره متى شاء ولا يغيره إذا أراد.
لابد أن نغير هذا الدستور حتى لا يصبح شرط الاستمرار فى منصب الرئاسة مجرد أن يبقى الرئيس على قيد الحياة.
لابد أن نعيد النظر في هذا الدستور لنمنح أنفسنا دستورا يعامل الرئيس بوصفه واحداً من البشر يصيب ويخطيء، لا دستورا يجعل من الرئيس صاحب القرارات التاريخية، ومصدر التوجيهات الحكيمة لمرؤوسيه في أشياء تخصصوا فيها، ولا يعرفها السيد الرئيس ولا يعرف عنها إلا ما تعرفه خالتي صفية، ومع ذلك يقف الواحد منهم وبلاهة الأطفال في كلماته يقول إنه فعل كذا بناء على تعليمات السيد الرئيس!
نريد دستورا يعيد الاختصاص إلى الشعب الجدير دون غيره بأن يكون وحده، ولا أحد غيره الذي يختار رئيسه بنفسه، وبدون أية واسطة، ومن بين أكثر من مرشح وعن طريق الاختيار الحر المباشر، دون قيود أو عوائق، أمام أى كفاءة وطنية لخوض معركة الانتخابات الرئاسية!.
نريد دستوراً لا تكون كل قيمته نصاً مهجوراً عن أن الإسلام هو دين الدولة وأن الشريعة هى المصدر الرئيسي للتشريع، وتحت هذا النص تجرى عملية استخدام الدين لترسيخ واقع الاستبداد والانفراد بالحكم والانتقال من نظام رئاسي مستبد إلى نظام عائلي وراثي أكثر استبداداً، وأشد تخلفاً!
نريد دستوراً ينقلنا من نظام رئاسي استبدادي إلى نظام ديمقراطي برلماني تتوازن فيه السلطات الحاكمة، ويتحول فيه المركز الرئيسي فى النظام من فرد إلى مجموعة مؤسسات لها من الصلاحيات ما لا تفتئت به على الأخرى، ولا تنقص دورها ولا تصادره.
البند الأول في هذا الإصلاح الدستوري الشامل ليس تعديلاً محدوداً يخص طريقة انتخاب الرئيس، بل يكون تعديلاً للنظام السياسي الحاكم برمته، وتحويله ـ عبر نصوص دستورية ـ من نظام استبدادي شمولي إلى نظام برلماني دستوري، تتوازن فيه السلطات الحاكمة مع سلطة المجتمع الممثلة في هيئاته المدنية ونقاباته وجمعياته الأهلية، ويعود التوازن بين السلطات الحاكمة نفسها، فلا تجور سلطة على أخرى، ولا تبقى كل السلطات الحقيقية في يد شخص أياً كان، وأياً كانت الظروف!
مصر ليست بالسذاجة التي يصورونها عليها، وهى لا تفرح ولا تطلق الزغاريد من أجل تعديل مادة في الدستور، مصر لا تفرح إلا حين تنتخب لجنة تأسيسية لإعداد دستور جديد لا يدخلها في حريم السلطان!
مصر يمكن أن تقبل مد الفترة الرئاسية الحالية شهورا إضافية حتى يتم الانتهاء من التعديل الشامل للدستور، وللعلم الدستور الحالي لا يمنع ذلك..
نريد دستورا لا يجعل مصر هبة الرئيس، ويجعلها فوق كل الرؤوس، ساعتها تصبح مصر حقا هبة المصريين.



#محمد_حماد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحديد مدة الرئيس أهم ألف مرة من انتخابه
- لا صوت يعلو فوق صوت المبايعة
- عين رايس الحمراء
- مجلة الغد العربي تحاور
- !!آه ياخوفي من التعميق الديموقراطي
- عن -مسخرة- حكام القاع
- الإخوان المسلمون لا يحتاجون إلى مراجعة واحدة بل إلى مراجعات
- من يحكم مصر الآن؟
- المعارضة المصرية على المحك
- مصر عزبة الحزب الوطني ام عزبة لجنة السياسات؟
- متى يحسم الناصريون موقفهم من تعديل الدستور؟
- الجمهورية البرلمانية هي الحل
- نسأل الرئيس مبارك؟
- كفاية استقرار واستمرار
- قمة اشهار العجز
- استعباط القائد التاريخي
- الأخ قائد ثورة الفاتح سابقًا المغلق حالياً
- سؤال بريء - ديمقراطية بالتدريج الممل


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد حماد - مصر ليست هبة الرئيس