اللهو الخفى .. والرئيس العفى

سمير حبشى

الحوار المتمدن-العدد: 3940 - 2012 / 12 / 13 - 08:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

اللهو الخفى .. والرئيس العفى

عزيزى القارئ : عندما تجد نفسك فى وسط شعب يغلب شره الأصيل على خيره الزائف .. عندما تسمع الصرخات فى الآذان من المآذن لتضج كل المضاجع المحيطة بالمنطقة تماما كالبرق الصاعق ، ويكون أداة لهدم العلاقات الإتسانية بشكل عام .. عندما تسمع عن وحوش كاسرة تنفذ مخططاتها الدنيئة ، لتحفر المقابر للآمنين المسالمين بمخالبها الجارحة .. عندما تعجز عن لحصول على إجابات شافية لأسئلة تشرح مفهوم الإنسان الذى يعيش فى مستنقعات الغش والنفاق ، ويعوم على وجهها كأفاعى تنشد النشيد العام " الله أكبر وحى على الجهاد " .. عنما ترى قطار الظلم يسير مسرعا يغتال الحقوق مع طلعة كل شمس، ويكون أحد سائقيه هو السلطات المعنية بالأمن والأمان .. عندما تتحول الصلوات والإبتهالات إلى لباس يخفى قبح القلب ، الذى يطلب من الله أن يحرق الآخر ، ويميت الآخر ويرمل نساء الآخر .. وأخيرا عندما تتحول الجريمة بكل مقاييسها العفنة الإجرامية إلى دين .. تعرف لأول وهله أنك فى إحدى البلاد الإسلامية .. أما إذا كانت كل هذه المصائب مجتمعة فأنت بلا منازع فى وسط السيرك الكبير الذى يسمى بجمهورية مصر العربية .. إن الأفعال التى نراها هذه الأيام توضح - بكل أوجه الإيضاح - شكل المستنقع أو الهاوية التى يريد الإخوان المسلمون إلقاء مصر فيها .. ويظهر ذلك جليا فى عبارتين .. الأولى أن المرجعية الإسلامية تعنى أن تكون الشريعة مرجعا أعلى من الدستور .. والثانية تنفى الشريعة الإسلامية الوظيفة التشريعية للمجالس النيابية وتحل محلها وظيفة الفتوى والتى سيقوم بها مكتب الإرشاد .. وهذا معناه بكل بساطة إلغاء كل الكوادر البرلمانية والدستورية ، والعودة إلى الوراء آلاف السنين وترى مصر العجب من فتاوى هى أساس الشريعة والسنة المحمدية .. ولن يجد الآخر مكانا بين عقول متأهبة لغزو كل ما هو غير مسلم ، والقضاء عليه إما بالزج به وراء القضبان بتهمه التفوه بكلمات ضد النظام ، أو الإسلام ، أو كتابة أحرف مضمونها معارضة النظام أو سرقة ما يمتلكه أو قتله والإستيلاء على ماله ، كغنائم وسبى حريمه حتى يكن تبع ملكات اليمين .. وتبا لكل من يفتح فاه عن العولمة والتقدم الآدمى وحرية الإنسان ، فهو كافر وزنديق .. ويكفى أن تعيش مصر فى بركات هيئة كبار العلماء الذين سيغرقون مصر فى بحار الفتاوى ..
ويلعب الإخوان أقذر دور لإستخدام الدين حيث أنهم يحاولون إظهار أن مرجعيتهم هى مستقاة من تعاليم القرآن ، والذى يعطيهم الحق فى الكذب فى ثلاث والتسربل بأوسع عباءات آية التقية .. وتصرفات الصحابة والنهج الإسلامى الذى بُنى على الجهاد ، والغزوات وقهر الآخر والإستيلاء على ما يملك , إن جميع التصرفات الهمجيه التي قام بها الأخوان المسلمون على مر العصور كان ملهمهم فيها القران والسيره النبويه ، ولكن هل سيظل الإخوان يحكمون مصر ، وهم يشكلون هرما بُنى على أنقاض الأخلاق والمبادئ إلى الأبد ، وخاصة أنه بعد أن وضعوا بالتزوير وكيلوات السكر ، وزجاجات الزيت ، مرسى على سدة الحكم .. والشواهد حولنا تفصح بكل جلاء أنهم يتسربلون بعباءة الوهم والخيال المريض .. أقولها لهم بأعلى صوتى وبإيمانى بدماء شباب الثورة المسروقه ، أنه لن يستمر السارق فى الإحتفاظ بالمسروقات ، فحقوق الشعب وثورته لابد وأن تُسترد ، بعد أن أصبح مرسى دكتاتورا لم تر مصر مثله فى تاريخها كله .. إن ما صنعه مرسى من تدمير لمصر فى عدة أشهر لم يستطع أعتى الحكام فعله فى سنوات طويلة .. فالوضع الأمنى أصبح شديد الخطورة ، ويزداد سوءا منذ تولى مرسى الحكم ، والحالة الاقتصادية بالغة الصعوبة ، بينما الحكومة عاجزة عن التعامل معها لأنها لا تملك الشرعية التى تتيح لها اتخاذ القرارات الضرورية ، ودولة القانون مهددة تحت وطأة مفاهيم الإخوان ، وتاهت مؤسسات القانون وأصبح الوطن منقسم ، وانقسامه خطير ، وبات الشعب يبحث عمن يعيد إليه الأمل فى بناء مستقبل جديد ، ويخرجه من حالة الإحباط التى أصابته بسبب ما يفعله مرسى والإخوان المسلمون فى مصر . لقد عرف الشعب من هو اللهو الخفى هذا الخيال الذى كان يختبئ وراءه الإخوان المسلمون ويلقون عليه جرائمهم .. فقد ظهر جليا من كان وراء موقعة الجمل ، وكل حالات الإستشهاد والدم المراق لأبناء مصر .. فخرج الشعب ينادى بسقوط الإعلان الدستورى ثم تصاعدت الصيحات إلى إرحل إرحل .. يسقط يسقط حكم المرشد .. ولكن أصبحت الحناجر الآن تنادى بدم الشهداء والقصاص من الإخوان .. ويتعلل مرسى فى كلمات خطابه المضحك بأنه لن يترك مصر للفلول حتى لا تخرب .. فهل رأت مصر خرابا أكثر مما عاشته فى شهور حكمه .. يستعفى مرسى العياط بفلول الإخوان المسلمين والسلفيين الذين يساندونه لإرساء دعائم الشريعة .. والتى هى القيود الحديدية لكل حقوق البشر .. ولكنى اقول له : يا مرسى يا عياط لقد فقدت الشرعية ، فأنت أصبحت ليس رئيسا لكل الشعب ، وكرسى الرياسة لا تصنعه ورق ولا صناديق إنتخابات ، فالكرسى الحقيقى هو قلوب أبناء مصر التى قد لفظتك عندما إكتشفوا غش ضميرك، وكذب سريرتك ، وما تحمله من ظلم لمصر فى طويتك .. لقد أعجبنى بيت شعر لا أعرف من هو كاتبه ، ولكنه يمثل تماما كلماتى عنك احب أن أختم به هذه الكلمات .. ضحك الحزن لتبكي الابتسامة ، ورمى القبر من الجوف عظامه ، لصراع بين سياف وهامة

#سمير_حبشى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات