|
تقرير حول مفهمة مفهوم العنف
عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .
الحوار المتمدن-العدد: 3939 - 2012 / 12 / 12 - 23:42
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
في هذا الإنجاز ؛ عملنا على الإتيان بثلاث صور ؛ الصورة الأولى، والتي تتموقع في الأعلى تعلقت بثلاثة حيوانات تنتمي لنفس النوع الذي هو الأحصنة، وفي الصورة الثانية ؛ طفل يتعارك مع طفل آخر ؛ بينما في الصورة الثالثة إحالة إلى عنف جماعي مميت بين مجموعات بشرية . إن الهدف من هذا التوظيف هو جعل التلميذ يكتشف المفهوم إنطلاقا من فعل الرؤية، وذلك بدل الإنتقال المباشر نحو المفهوم ؛ بل أكثر من ذلك عملنا على توجيه أسئلة دقيقة تتوخى رسم طريقة، أو منهج يوصل التلاميذ إليه، وهذه الأسئلة مفادها معرفة طبيعة السلوك، ثم شكله ؛ هل هو فردي أم جماعي ؟ وعلى ماذا يقوم ؟ بمعنى : هل يقوم على استخدام اللين أم القوة ؟ ثم ضد من يوجه ؛ هل ضد الأنا أم الآخر ؟ وانطلاقا من أجوبة التلاميذ المنتقاة، والمبنية بعناية ؛ توصلنا إلى مفارقة ؛ حينئد بلورنا بشكل جماعي سؤالا، وهذا السؤال تأسس على مجموعة من الإجابات ؛ من بينها : " إن السلوك الماثل في الصور هو سلوك عنيف " ؛ الشيء الذي قادنا إلى استنتاج ؛ أننا بصدد مفهوم العنف ؛ بعدها طرحنا سؤالا عن شكله، وأوضحناه ؛ هل هو فردي أم جماعي ؟ فكانت إجاباتهم أنه " جماعي "، وفي نفس الوقت ؛ " فردي " ؛ أما فيما يخص الأساس الذي يقوم عليه هذا السلوك ؛ فأجمعوا على كونه يستخدم " القوة "، وعبر هذا الجواب طرحنا سؤالا يستشف دلالته : " ضد من هي موجهة هذه القوة ؟ "، فكانت الإجابة : " ضد الآخر " ؛ عندئد تبلور السؤال التالي : " هل العنف سلوك فردي توجهه دوافع غريزية ؛ أم سلوك جماعي تقف وراءه عوامل اجتماعية ؟ " . عقب طرح السؤال ؛ تم طرح المجال ؛ أو المفاهيم التي تؤطره، وفي الأخير تم الإقرار أنه يندرج ضمن ثلاثة مفاهيم رئيسية، فماهي ؟ المفهوم الأول، والمركزي هو العنف ؛ بعد ذلك قمنا بتحديد دلالته الإشتقاقية، و اللغوية، و الفلسفية انطلاقا من معجمي :La philosophie d’ A à Z ثم petit robert ، ونفس الشيء بالنسبة لمفهومي الغريزة، والمجتمع. عن طريق تلك التعاريف التي شملت المفاهيم الثلاثة ؛ استشففنا ؛ أن المفهوم المركزي بقدر ما تجاوره مفاهيم ؛ تناقضه أخرى، وعلى سبيل المثال : بالنسبة للمفاهيم المضادة ؛ عثرنا على القانون – الإرادة – المشاعر – العفوية – اللين – الحياة – التصرف الإنساني ؛ أما بالنسبة للمفاهيم المجاورة ؛ وجدنا : الإضطهاد – المعاداة – التعسف – السلطة – الإغتصاب – التخويف – القوة – الغريزة. بعد استخلاصنا لهذه المفاهيم ؛ سواء التي مرت مباشرة، أو بطريقة ضمنية انطلاقا من تعاريف المفاهيم الثلاثة ؛ التي جملت العنف كله في التعسف، وفي ممارسة السلطة، وفي اغتصاب لشيء ما، وخرقه، وأيضا في معاداة الحياة، و الإرادة، والتي جملت الغريزة في كونها كل ميل فطري عنيف مشترك بين كافة الكائنات، والمجتمع في كونه كل علاقة تربط بين أفراد مرفوقة بعقاب ؛ قمنا من جديد باستشكال السؤال لمعرفة من يقف وراء المفاهيم ؛ من هم الفاعلون ؟ أو بتعبير أدق هل العنف، والمفاهيم التي تدخل في حقله الدلالي وراءها ؛ أو مصدرها : المجتمع أم الغريزة ؟ انطلاقا من التحليل النفسي ؛ أعطينا نبذة عن المدرسة ؛ عن مؤسسها ( سيغموند فرويد )، وعن أهم مؤلفاته ؛ ثم بينا رؤيته للغريزة ؛ إذ اعتبرها منطلق العنف، فهي تحوي جميع القوى اللاواعية، والمتمثلة في الهو ؛ هذا الأخير تتقاسمه نزعتان ؛ الأولى نزعة الحياة، والثانية ؛ نزعة الموت، وما يلفت النظر أنهما نزعتان تدميريتان، ونفس الطرح يؤكده لورنتز، وهو عالم فزيولوجي نمساوي ؛ إذ يقول أن العنف يسكن الإنسان، و هو الوحيد الذي يدمر بني جنسه ؛ نظرا لغياب كوابح فزيولوجية، وهذا على عكس الحيوان الذي ينتمي لنفس النوع . في الوقت الذي الذي انتهينا من التيمة ( الموقف ) الأولى ؛ بينا للتلاميذ أن هناك تيمات أخرى تناقض هذه التيمة، وتعتبر أن الغريزة ما هي إلا آلية في يد المجتمع، وذكرنا هنا الأبحاث المتؤخرة التي قام بها فرويد ؛ إذ بين أن العنف تبلور في المجتمعات البيدائية على شكل عنف عضلي ؛ سرعان ما تحول بواسطة الأدوات إلى عنف عقلي – جماعي تنفذه الحضارة، ويعزز هذا الإتجاه الأبحاث السوسيولوجية الراهنة، وأبرزها أبحاث السوسيولوجي الفرنسي ؛ بيير بورديو ؛ إذ اعتبر العنف فعل اجتماعي مبنين مصدره قوى اجتماعية تستدمجه في الأجساد عن طريق العنف الرمزي، وتعيد إنتاجه مؤسسات اجتماعية ؛ لم يقف الأمر عند هذا الحد ؛ بل أبرزنا تيمة ثالثة، و تتمثل في نيتشه ؛ الذي أبرز أن الأخلاق هي مصدر العنف، وتتمثل في أخلاق السادة التي تستبيح أخلاق العبيد ؛ فالأولى طامحة تمجد إرادة الحياة ؛ بينما الثانية عمادها الإستكانة، والركون، وقتل الحياة، وهنا وظفنا قولة نيتشه مؤكدة هذه العلاقة : " إن الإنسان الحر، أو بالأحرى الروح التي تحررت يدوس بقدميه الهناء الذي يحلم به تجار صغار ؛ مسيحيون، وأبقار، ونساء إنجليز، وغيرهم من الديمقراطيين ؛ إن الإنسان الحر محارب " . إن هذه المفاهيم المتضاربة قادتنا إلى طرح سؤال إشكالي تأزيمي على التلاميذ ؛ ما هو العنف ؟ ما مصدره ؟ ما أشكاله ؟ ما دوره في التاريخ ؟ ومن الذي يحتكر هذا العنف ؟
عن طريق تلك التعاريف التي شملت المفاهيم الثلاثة ؛ استشففنا ؛ أن المفهوم المركزي بقدر ما تجاوره مفاهيم ؛ تناقضه أخرى، وعلى سبيل المثال : بالنسبة للمفاهيم المضادة ؛ عثرنا على القانون – الإرادة – المشاعر – العفوية – اللين – الحياة – التصرف الإنساني ؛ أما بالنسبة للمفاهيم المجاورة ؛ وجدنا : الإضطهاد – المعاداة – التعسف – السلطة – الإغتصاب – التخويف – القوة – الغريزة. بعد استخلاصنا لهذه المفاهيم ؛ سواء التي مرت مباشرة، أو بطريقة ضمنية انطلاقا من تعاريف المفاهيم الثلاثة ؛ التي جملت العنف كله في التعسف، وفي ممارسة السلطة، وفي اغتصاب لشيء ما، وخرقه، وأيضا في معاداة الحياة، و الإرادة، والتي جملت الغريزة في كونها كل ميل فطري عنيف مشترك بين كافة الكائنات، والمجتمع في كونه كل علاقة تربط بين أفراد مرفوقة بعقاب ؛ قمنا من جديد باستشكال السؤال لمعرفة من يقف وراء المفاهيم ؛ من هم الفاعلون ؟ أو بتعبير أدق هل العنف، والمفاهيم التي تدخل في حقله الدلالي وراءها ؛ أو مصدرها : المجتمع أم الغريزة ؟ انطلاقا من التحليل النفسي ؛ أعطينا نبذة عن المدرسة ؛ عن مؤسسها ( سيغموند فرويد )، وعن أهم مؤلفاته ؛ ثم بينا رؤيته للغريزة ؛ إذ اعتبرها منطلق العنف، فهي تحوي جميع القوى اللاواعية، والمتمثلة في الهو ؛ هذا الأخير تتقاسمه نزعتان ؛ الأولى نزعة الحياة، والثانية ؛ نزعة الموت، وما يلفت النظر أنهما نزعتان تدميريتان، ونفس الطرح يؤكده لورنتز، وهو عالم فزيولوجي نمساوي ؛ إذ يقول أن العنف يسكن الإنسان، و هو الوحيد الذي يدمر بني جنسه ؛ نظرا لغياب كوابح فزيولوجية، وهذا على عكس الحيوان الذي ينتمي لنفس النوع . في الوقت الذي الذي انتهينا من التيمة ( الموقف ) الأولى ؛ بينا للتلاميذ أن هناك تيمات أخرى تناقض هذه التيمة، وتعتبر أن الغريزة ما هي إلا آلية في يد المجتمع، وذكرنا هنا الأبحاث المتؤخرة التي قام بها فرويد ؛ إذ بين أن العنف تبلور في المجتمعات البيدائية على شكل عنف عضلي ؛ سرعان ما تحول بواسطة الأدوات إلى عنف عقلي – جماعي تنفذه الحضارة، ويعزز هذا الإتجاه الأبحاث السوسيولوجية الراهنة، وأبرزها أبحاث السوسيولوجي الفرنسي ؛ بيير بورديو ؛ إذ اعتبر العنف فعل اجتماعي مبنين مصدره قوى اجتماعية تستدمجه في الأجساد عن طريق العنف الرمزي، وتعيد إنتاجه مؤسسات اجتماعية ؛ لم يقف الأمر عند هذا الحد ؛ بل أبرزنا تيمة ثالثة، و تتمثل في نيتشه ؛ الذي أبرز أن الأخلاق هي مصدر العنف، وتتمثل في أخلاق السادة التي تستبيح أخلاق العبيد ؛ فالأولى طامحة تمجد إرادة الحياة ؛ بينما الثانية عمادها الإستكانة، والركون، وقتل الحياة، وهنا وظفنا قولة نيتشه مؤكدة هذه العلاقة : " إن الإنسان الحر، أو بالأحرى الروح التي تحررت يدوس بقدميه الهناء الذي يحلم به تجار صغار ؛ مسيحيون، وأبقار، ونساء إنجليز، وغيرهم من الديمقراطيين ؛ إن الإنسان الحر محارب " . إن هذه المفاهيم المتضاربة قادتنا إلى طرح سؤال إشكالي تأزيمي على التلاميذ ؛ ما هو العنف ؟ ما مصدره ؟ ما أشكاله ؟ ما دوره في التاريخ ؟ ومن الذي يحتكر هذا العنف ؟
#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خواطر زقومية - 2
-
خواطر زقومية
-
نقد ذاتي-1
-
فاطمة ؟!!
-
عائد إلى دواري
-
براثين كاسر
-
مماتك يا سلاسلي مماتك
-
تشظي
-
من أنا ؟ أين أنا ؟
-
أكتب للأمل
-
أناي الشاردة
-
نسيمات من أرض الماء
-
رحلة ملتوية
-
لقد أعجبتني
-
إحساس غريب ؟؟!!
-
قراءة في حوار مع الباحث عبد الصمد الديالمي ( المعركة الجنسية
...
-
أحبك
-
بني كرزاز في قلبي
-
من أجل إنسانيتي
-
عنفوان أيروس
المزيد.....
-
هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
-
علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
-
ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
-
برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي
...
-
رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف
...
-
مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم
...
-
منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص
...
-
ترامب -يعلن الحرب- على دعم فلسطين داخل المؤسسات التعليمية
-
لوبان لا تستبعد استقالة ماكرون
-
ترامب يوقع أول قانون بعد عودته إلى المنصب
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|