أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سونيا ابراهيم - أن تثق فيمن لا يثق بنفسه .. وهمٌ آخر في الأراضي المحتلة














المزيد.....


أن تثق فيمن لا يثق بنفسه .. وهمٌ آخر في الأراضي المحتلة


سونيا ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3939 - 2012 / 12 / 12 - 12:16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أكثر شعور مؤلم هو ألا تستطيع الاعتماد على غيرك ؛ فمثلاً المواطنة الفلسطينية التي تعيش في الأراضي المحتلة لا تستطيع الاعتماد على / أو الشعور بالثقة تجاه ممثلات / ممثلين الشعب الفلسطيني ، الذين يحومون حول العملية السياسية و هم يبذلون أقصى جهودهم على إقصاء نتائج هذه العملية السياسية في وطن أصبح أكثر من ممزق !

لا تستطيع المواطنة الفلسطينية الاعتماد على ضمائر الإداريين في المؤسسات الحكومة ، مثل المستشفيات ، أو المدارس ، أو باقي المؤسسات الحكومية .. الأسوأ من ذلك الفساد الذي يتمتع بحصانته رجال الأمن و الشرطة ( بكلا شاطريها ) في ظل هذه الحكومات المدجنة تحت الاحتلال !

بإكراه المواطنة الفلسطينية على تقبل المعاملة السيئة ، بل الاستغلال و القمع و الرضوخ في هذا الواقع يصبح الحلم هو الهجرة خارج الوطن .. أما بالتعامل مع أفراد مفترض أنهم مهمون في المجتمع تشعر المواطنة الفلسطينية و كأن هذه المدينة - غزة أو حتى باقي المدن الفلسطينية الواقعة تحت ظلم الاحتلال ما هي إلا رماد
لمخلفات عفا عليها الزمان!

في المدن الفلسطينية التي تعاني الاحتلال ، و التي تقاوم فيها المرأة بصلابتها ، و تمسكها بعائلتها كل يوم ، يصبح التحدي الأكبر هو أن تعيش مع نسخ متكررة لشخصية ( سي – السيد ) و إن كانت هذه الشخصية تحتاج لنوع من التصنع ، و التعنت الذكوري فإن الرجل الفلسطيني بشكل خاص ، و الشرقي بشكل عام ، سوسيولوجيا ، و سيكولوجيا و حتى عقائدياً هو الأكثر عنفاً ، و همجية .. اذن لا بد أن يعترف الرجل الفلسطيني بأن الدور السلبي ، التي تلعبه السلطات تحت الاحتلال ، و عنصرية الاحتلال الصهيوني ترك أثراً خطيراً على علاقته بنفسه ، و بالمجتمع من حوله .

الرجل الفلسطيني الذي تحمل تعصب العائلة / القبيلة ، و الذي تعاملت معه الحكومات بكل قمع و استهتار لحقوقه كإنسان .. يزداد في الرضوخ يوماً بعد يوم لهذا الظلم المحاط به ، و هو يمثل دور الشخصية السلبية التي تنتظر موعد الانتصار مع العدو إما بتبعيته للأحزاب السياسية التي لا تمثله ، أو بخضوعه لفكر المجتمع المنكوب ؛ فنجد حتى أكثر الرجال تقدمية في عمله و فكره يتعامل بذكورية ، و رجعية مع زوجته ، و أبنائه في المنزل !

أما نوعية الفكر التي أصبحت مسيطرة على الرجل الفلسطيني في غزة – على سبيل المثال فهي امتداداً مخيفاً للتطرف و الهمجية القبلية ، التي نتجت عن فشل ممثلين / ممثلات الشعب الفلسطيني بتوصيل رسالة الشعب الفلسطيني للعالم بالطريقة الإنسانية التي تليق بعمق هذه القضية تاريخيا على مدى سنين طويلة من ظلم و عنصرية من احتلال .

الأسوأ من ذلك انه الرجل الفلسطيني بشكل خاص ، و العربي بشكل عام من الصعب عليه أن يعترف بحاجته للتغيير بعد كل هذه النكبات ، و الويلات التي تحملها . ما يزيد الأمر سوءاً هو التواكل على صورة مجتمع مشوهة يزيفها رجال السياسة ( المخصيين ) بمساعدة رجال الدين و مخاتير العائلات / رجال المجتمع ، و هم يدوسون كل يوم على رقبة النساء و الأطفال .. و كأن الطريقة الوحيدة لهذا الرجل الفلسطيني لتجميل صورة وطنه المحتل هي بقتل روح المرأة مع استمراره بالمثول لهذه العقلية الشرقية الذكورية ، التي تعبر عن القضيب بأرقى صوره في مواجهة قضيب الآخر .. لا بأي شئ سوى بالسلاح !!

و حينها فقط تصبح المواجهة دائما بين الرجل صاحب الحق و الرجل العدو لإظهار همجية أكبر ، و تعصباً أكثر .. و من يدفع الثمن هو النساء ، و الأطفال على هذه الأرض !

و لذلك يجب على المثقفات / المثقفين الفلسطينيات و الفلسطيني أن يخلعوا جلابيب آبائهن /م و عائلاتهن/م القبلية و قبول نوع آخر من السلام بالتمرد على كل أشكال التفرقة بغض النظر عن العرق ، الدين ، اللون ، و الجندر . هذه ستكون أفضل طريقة حضارية لمقاومة الاحتلال !

سأترككم لباقي هذه الأسئلة أعزائي : هل ستدرك حينها المرأة أن بإمكانها البدء بعائلتها و أبنائها ؟ هل سيكون الوطن ، و المجتمع حاضناً لهن أم سيخضعهن لتعنته ؟ إرادة المرأة .. و الزمن و حدهما من سيقرران الإجابة على باقي هذه الأسئلة التي أتركها لكم !



#سونيا_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا يقول - الشعب - لحكام الفساد : كنت دائماً لوحدي !
- هل يحب الآباء الفلسطينيون أبناءهم ؟
- تحية مباركة و إغلاق مبكر
- متلازمة ستوكهولم .. هل بعض الفلسطينيون مصابون بها ؟؟
- العدوانية
- من أجل رقي حركة حماس
- الهوس الجنسي في غزة
- صورة عن الشرق المرئي في غياب الحل الأوسط
- حجة خروج
- متعة الفراق المذّل
- مشهدٌ لعمقِ امرأة كانت تعشق صوتَ النوم
- ذكور ممتنعون عن الرجولة
- نختارُ أن نحلم بوطن
- حياة تسقط في الوجوه .. هنا غزة
- مشاهدات في مدينة يحتقرها الإله .. غزة تحت أنقاض الحياة
- العنف الأسري
- صرخات أنثى غزية
- البحر والسينما في غزة قد ماتا
- مدير علاقات عامة تحت بند - الاسلام السياسي-
- آلام امرأة غزية


المزيد.....




- هل سيشملها دعم المكرمة الملكية ؟ .. الموارد البشرية توضح متى ...
- بيان للتوقيع: نداء عالمي للتضامن النسوي .. نداء عاجل لإنقاذ ...
- سوريا: تكليف لجنة من سبعة أعضاء بينهم امرأة بصياغة مسودة إعل ...
- الكويت.. الداخلية تعلن ضبط رجل وامرأة عاطلين وتكشف ما قاما ب ...
- مفتي مصر السابق يجيب على سؤال طفلة: -لماذا أغلب أهل النار من ...
- زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت بالجزائر 8000 دينار..الوك ...
- دراسة: النساء يتحدثن أكثر من الرجال بـ -فارق كبير-
- زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت بالجزائر 8000 دينار..الوك ...
- سرعة بديهته أنقذها من الموت.. شاهد رد فعل ضابط أمام امرأة تغ ...
- ما هي شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت وكيفية التق ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سونيا ابراهيم - أن تثق فيمن لا يثق بنفسه .. وهمٌ آخر في الأراضي المحتلة