|
السياسة بين التعقل والاستفزاز!!!
عبد الزهرة العيفاري
الحوار المتمدن-العدد: 3938 - 2012 / 12 / 11 - 14:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السياسة بين التعـقـل والاستفــزاز!!! (1) لا يختلف اثنان في كون المواطنون العراقيون مظلومين في بلادهم . على ان هذا الظلم لم يأت من خارج الحدود . بل ان مصدر الظلم هذا يأتينا وينشر اجنحته السوداء في اوساطنا من رموز لها سحنة قومية وطائفية معينة موجودة بيننا .. والاصح : انه يأتينا من الكيانات السياسية التي لها عنوان في الخارطة السياسية العراقية . ومنها من له صوت مضمون دستوريا بارادة من الشعب العراقي الكريم الذي اقر ان تؤسس الاخوة العربية ـــ الكردية ليس فقط على صفحات قلوب المواطنين بل وعلى صفحات القوانين الحكومية العراقية والامـــر الاعظـم ليس هذا حسب بل ان العـراق كدولة ، وبارادة الشعب العراقي نفسه هو الذي قرران يكون متآخياً ( عربا واكراداً واطرافا شعبية اخرى ) ... وما هذه الفيدرالية الا معلما من معالم التآخي الذي باركته كل مكونات العراق ، و باشتراك الاخوة الاخــرين في الوطن كالتركمان والآثوريين وابناء الطوائـف الدينية العراقية العظيمة . الا اننا اخذنا نواجه في ايامنا هذه ما يدعـو الى الاسى والاسف بقدر ما ذكرنا من شعور بالعزة وبالفرح المرتبطين بالتآخي !! . ففي الايام القليلة الماضية لاحظ العراقيون ومنهم رجال القوات المسلحة العراقية ان آليات عسكرية ثقيلة قادمة من جهة كردستان العراق وفوهات مدافعها باتجاه المدن الكائنة بالجزء العربي من البلاد وهي جاهزة ان تقتل وتـد مــر وتحصد ما تحصد من شباب العراق . فمن هـو الذي اوعز لاسلحة الموت ان تتهيـأ لتنفذ الجريمة الشنعاء وفـقاً لجريمة الشروع بالقتل الجماعي . ؟؟؟ اهو ارهابي ؟؟ ام العدوالاسرائـيـلي ام هو عسكري متخلف عقليا اختلط عليه امر السيـا سة الدولية وتصور انه يعيش في زمن هتلر. ولا مانع اخلاقي يمنعه من الاعتداء على الشعوب الامنة وخصوصا تلك الشعوب التي تقاسمت وتتقاسم قطعة الخبز مع ابناء الشعب الكردي ؟؟؟ !!! . ومن الـقـرف الفضيع ان الامر كله ابتدعه رئـيس اقليم كردستان العراق بدون ادنى حق وبدون دراية الشعب الكردي ، الاخ الشقيق للشعب العربي في العراق بكل طوائفه المؤلفة من مسلمين ومسيحيين وصابـئـة وازيدية وغيرهـم ؟؟؟ و ان السيد مسعود ( حتى بعد ان افتضح الامـــر ) لم يعتذر من فعلته الشنيعة هذه . مما يدل عـلى انه لم يحترم الشعب الكردي ولا العربي ولا التقاليد الاخلاقية للمجتع الدولي . ان السيد مسعود ، كما يبدو ، متعطش للدماء !! وانه ناكر لحقوق الاخوة الوطنية . الا يحاسب نفسه ان الدبابات والاسلحة الثقيلة التي وجه فوهات مدافعها نحو بغداد هي دستوريا ذات ملكية حصرية للحكومة العراقية الاتحادية وقد استولى عليها الاقليم بدون وجه حق باعتبارها من بقايا اسلحة الجيش العراقي القديم ويجب ان تعود لحكومة بغداد ليمكن استعـمالها للدفاع عن العراق بما فيه محافظات اربيل والسليمانية ودهوك ! . وهي لـهـذا غير قابلة للسلب والنهب والسرقة وهي الان يجب ان تعود لصاحبها الشرعي بدون مماطلة . ولكن السؤال للسيد مسعود : اراد يقتل من بهذه الاسلحة الثقيلة ؟؟ هل اراد ان يقتل شباب العراق من العرب ؟ عـلـيه اذن ان يتذكر ان لهؤلاء الشباب الذين اراد قتلهم رفاق و اخوان وربمــا آباء موجودون على هــيــئـة رفات تحت تراب كردستان العراق . و ان سلاسل الدبابات التي امرها مـسـعود بالزحف عل بغداد قد داست على رفات الشباب العرب الذين تطوعوا للحركة الكردية ايام حكم البعث !!! . وقد قتل قسم منهم في ( حـلـبـجـة ) مع سكان تلك المدينة . وحــبـذ ا لو تـعـلـم ايها السيد مسعود ان لي اصدقا ء ( عرب وكرد ) استشهدوا سوية في جبال كردستان وقد سقطوا صرعى من اجل الديمقراطية والحقوق للشعب الكردي منذ الخمسينات . ولي رفاق اكراد ايضا كنا قد قضينا معا سنوات السجن والمنفى فـى اوائل الخمسينات من القرن الماضي . وكان شعارنا حينذاك " على صخرة الاخوة العربية الكردية يتحطم الاستعمار " ؟؟!! وقد استشهد الكثير منهم في بغداد والاهوار على ايدي البعث عام 1963 . ولكن لم يحسب احد منا ان ( كرديا اسمه مسعود ) سيكبر بالعمر ويصبح رئيس في الشمال ( الشمال حسب تسميات ذلك العصر ) وهو ... وليس غيره ... " سـيقود " " حملة " على العراق !! هذا الوطن الام الذي يحتضننا جميعا . كما ينتتظر منا بناء العراق سوية بايدينا !!!! ؟؟ ولقد عملت الحكومة العراقية وقائد القوات المسلحة شخصيا بتعقل وحكمة و تعامل دولة رئيس الوزراء مع هذه الـفـعـلة الشنيعة من جانب السيد مسعود البرزاني بالحسنى والتعقل ثـــم حاول وهو يحاول حتى الان تفـويت الفرصة على عشاق الاحتراب والموت ولكي تبقى راية السلم ترفرف على بلادنا . ولكن مع ذلك بقي الامر للشعب الكردي ! فهل يوافق على هذا التصرف الاستفزازي للبرزاني ؟؟؟ وهل سيسمح بالقفز عل مصلحة الكرد كشعب وعلى العراق كوطن ؟؟؟ من قبل السيد مسعود الذي تصرف ـــ كما يبدو ـــ كرئيس عشيرة وليس كقائد للفيدرالية الكردستانية .!!!! ان السيد البرزاني اظهر نفسه للدول الكبرى والصغرى ولرؤساء تلك الدول انه غير مضمون الجانب من حيث العلاقة معـــه كسياسي على الساحة العراقية . . ذلك لا نـــه مستعد لطعن بلاده بخنجر في الظهر ( بدون انذار ) فكيف سيتصرف مع الاخرين ؟؟؟ وتتذكر الدول الكبرى والئيس الامريكي بالذات ان "" رئـيس الاقليــم "" طلب منه بالحاح ان لا يوافق على تقوية الجيش العراقي ، كما طلب منه عدم بيع اسلحة للعراق ؟؟؟!!! ثم اخذ يصرح للفضائيات باستعداده للاحتراب بنفس الحقد على البلاد العراقية التى يعيش فيها ويتنفس هواءها ؟؟ فهل يحق له ان يبقى رئـيسا للفيدرالية ؟؟ التي هي للشعب الكردي وليست للبرزاني ؟؟ !!! ولذا يجب رفع امره للشعب الكردي لكي يحاسبه وقد يقرر اعفاءه من وظيفته كرئيس للاقليم !!! . فبين الشعب الكردي الكريم قادة وطنيون حقاً ويتميزون بالتعقل والحصافة السياسية بحيث تتعاونون مع الحكومة الاتحادية للخلاص من جرثومة الارهاب ومن الفساد المالي والاداري لكي يقوم العرب والكرد ببناء البلاد سوية وبصورة حضارية . وفي ختام المقال اود ان اتوجه الى الحكومة العراقية مطالبا منها مرة اخرى .....واخرى باستعادة الاسلحة التي تركها النظام البائــد عند سقوطه . وكذلك الحزم والشدة تجاه المفسدين واكمال المشاريع الاقتصادية المتروكة من قبل المقاولين ومحاسبة المذنبين في ذلك . فعراقنا ينتظر الايادي الوطنية لكي تقوم ببنائـه . وعندنا كل اللوازم الضرورية للبناء .
11/12/2012
#عبد_الزهرة_العيفاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وهكذا .... جاءت ساعة قعقعة السلاح !!! ؟؟؟
-
مرحى للشعب السوري العظيم والنصر لثورته الوطنية
-
لكي لا يتلعثم اللسان عند ا لمسا ء لة !!! ( 1 )
-
لا يا حكام العراق ! لا تبذروا اموال البلاد!!عليكم ان تتوقفوا
...
-
اما الاسد واما خراب البلد
-
فساد مالي مع سبق الاصرار في العراق !!!
-
حول الثروة النفطية والمستقبل الاقتصادي للعراق
-
ثورة الشعب السوري اعجوبة من عجائب التاريخ العالمي
-
لماذا تدقون طبول الاحتراب في العراق ايها السادة؟؟؟
-
فشل الحكومة في بناء الاقتصاد واشكالية - الهروب - الى الفيدرا
...
-
اصرار الحكومة العراقية على ابقاء بلادنا متخلفة اقتصادياً
-
هل فكرتم بخسائر البلاد ... خلال التناحر في سبيل الكراسي ايه
...
-
ليتوقف تهريب العملة الصعبة من العراق !!!
-
شهداء سوريا وشهداء العراق رفاق في النضال الوطني
-
ماذا يراد للعراق ؟؟ البناء ام التخريب ؟؟!!
-
المعجزة السورية تصرخ بوجه المجرمين : ان الشعب السوري سينتصر
...
-
محنة العراق تبدأ من دستوره !!!
-
كذب السياسة في سباق مع سياسة الكذب .. والخسارة يتحملها العرا
...
-
هل المؤامرة تقترب من بغداد ؟؟؟
-
الفيدرالية والتخطيط الاقتصادي المركزي في العراق !!!
المزيد.....
-
-أرض العجائب الشتوية-.. قرية ساحرة مصنوعة من كعكة الزنجبيل س
...
-
فيديو يظهر ضباط شرطة يجثون فوق فتاة ويضربونها في الشارع بأمر
...
-
الخارجية اليمنية: نعتزم إعادة فتح سفارتنا في دمشق
-
تصفية سائق هارب اقتحم مركزا تجاريا في تكساس (فيديو)
-
مقتل 4 أشخاص بحادث تحطم مروحية تابعة لوزارة الصحة التركية جن
...
-
-فيلت أم زونتاغ-: الاتحاد الأوروبي يخطط لتبنّي حزمة العقوبات
...
-
مقتل عنصر أمن فلسطيني وإصابة اثنين آخرين بإطلاق للنار في جني
...
-
بعد وصفه ضرباتها بـ-الوحشية-... إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب
...
-
أكاديمي إسرائيلي: بلدنا متغطرس لا تضاهيه إلا أثينا القديمة
-
كيف احتمى نازحون بجبل مرة في دارفور؟
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|