أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - واقع الطفولة في البلدان العربية ( الجزء الثاني ) .















المزيد.....

واقع الطفولة في البلدان العربية ( الجزء الثاني ) .


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3937 - 2012 / 12 / 10 - 15:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بحث قُدم في الندوة الثقافية التي أقامها التيار الديمقراطي العراقي في نيوزيلاند بتأريخ 8 / 12 / 2012 وبمساهمة :
جمعية الثقافة العربية النيوزيلندية المتضامنة .
جمعية المرأة العراقية النيوزيلندية الثقافية .
جمعية الصابئة المندائيين في نيوزيلندا .
محاور البحث
1 – أسباب وفاة الأطفال في البلدان العربية .
2 – العُنف ضد الأطفال .
3 – أُمية الأطفال وتسربهم من الدراسة .
4 – عمالة الأطفال .


2 – العُنف ضد الأطفال

لقد تعرض الأطفال في البلدان العربية للعنف بأنواعه الفردي والمجتمعي , أما الفردي فهو في داخل الأُسر ومن قِبل المدرسين والإدارات المدرسية , وأما المجتمعي فيقوم به المجتمع بأكمله كظاهرة منظمة , ويعتبر العراق النموذج الأمثل لهذه الظاهرة , حيث تعرض أطفال العراق الى القتل المباشر في الأزمنة السياسية المتلاحقة وبسبب الحروب المحلية والخارجية ومع مجيء الإحتلال الى العراق تعرض الكثير من الأطفال لتأثير القنابل غير المتفجرة والألغام المزروعة , وتعرضوا لحملات الدهم على الأحياء السكنية في مناطق متفرقة من العراق كالفلوجة وحديثة وتلعفر والرمادي والنجف وكربلاء والموصل والبصرة ومعظم مناطق الجنوب , وهي ما أسماها الإحتلال بـ ( الأضرار الجانبية ) , وعلى هذا الأساس مع وجود نسبة كبيرة من الوفيات يوجد الآن ما لا يقل عن ( 500 ) ألف طفل مشرد في الشوارع بينما تضم دور الدولة للإيواء ( 459 ) طفل فقط , وهناك نماذج حيّة لهؤلاء الأطفال أدرجتها الصحف المحلية , مثل الطفل ( مصطفى فاضل ) والذي يبلغ من العمر عشر سنوات , يجلس هذا الطفل يومياً تحت الشمس الحارقة بإنتظار المتسوقين لكي يحمل عنهم حاجاتهم لقاء أجر زهيد , يقول مصطفى : ذهب والدي ضحية العُنف في البلاد وأنا المعيل الوحيد لأُسرتي , ويوضح سبب تركه للمدرسة وإلتحاقه بالعمل ( بأن قذيفة هاون قد سقطت قبل عامين على منزلي فأصبحت المعيل الوحيد , ثم يضيف بأن هناك الكثير من أصدقائه الذين يعملون في هذه المهنة ), والحقيقة أن هناك الكثير من الأطفال لا يجدون المهنة المناسبة التي يمكن أن يمتهنونها ويعيشون في البيوت المهجورة والمهدمة أحياناً , وفي العراء أحياناً أُخرى , أما مصادر قوتهم فهي ( مزابل القمامة ) , وهذا ما يحصل أسفاً في بلد يعوم على بحر من الذهب الأسود , ودخله السنوي يزيد على الـ ( 120 ) مليار دولار أمريكي
وأدرج لكم نموذجاً آخر وهو الطفل ( ناصر ) وعمره 14 عاماً , يعمل في بيع الحلويات في تقاطع السفارة الألمانية , يقول هذا الطفل بأنه يعيش وضعاً مأساوياً بسبب إنفصال والديه مما جعله مشرداً ولا يكاد يسد رمقه , ويقول أقف تحت الشمس الحارقة وتحت زخات المطر كي أحصل على قوتي , ويقول إن مستقبلي غامض ولا أعلم عن مصيري شيئأ .
يُلاحظ هنا بأن جيلاً شارعياً ينمو وسيكون حتماً مليئاً بالعُنف والرغبة بالإنتقام , وليس هناك في العراق قوانين إجتماعية تحمي الأطفال المشردين وخاصة المعوقين منهم . إن من نتائج العُنف في العراق هو أن هناك ( 4.5 ) مليون يتيم في العراق بالإضافة الى وجود المئات الذين يعيشون في السجون , تتباين تهمهم ما بين الإرهاب والإبلاغ الكاذب , وأعجب للسذاجة الحكومية في إعتبارها الإبلاغ الكاذب جريمة , في حين أنه مجرد مخاوف أو تصورات لأطفال مرعوبين يعيشون الرعب اليومي كل يوم .

أعزائي .. أقرت اتفاقية حقوق الطفل في المادة (24)منها:
بحق الطفل في التمتع بأعلى مستوى صحي يمكن بلوغه...

إن لائحة حقوق الطفل الدولية هذه لا تطبق حتماً في العراق والتي تؤكد على حماية الأطفال جسدياً ومن الإستغلال الإقتصادي ومن إداء أي عمل خطير أو يُعيق تعليم الطفل , أو يكون ضاراً بصحة الطفل ونموه البدني والعقلي , وأكدت مسؤولة دور الدولة للإيواء في وزارة العمل والشؤون الإجتماعية على أن الكثير من الأطفال يتعرضون للإعتداءات الجسدية والجنسية , وبعضهم يضطر للعمل بمهن شاقة لا تناسب سنهم , ومنهم من يضطر للتسول , كذلك أكدت على أن هناك ( 18 ) داراً للأيتام ( 4 ) منها في بغداد والأخرى في المحافظات , لكنها قاصرة على إستيعاب الجميع .
وهناك نموذج آخر للعنف , حيث يتعرض الطفل في الدول العربية الى العُنف المجتمعي , ففي سوريا قُتل المئات من الأطفال وِشُرد الآلاف منهم وأُغلقت مدارسهم والمراكز الصحية من حولهم . وكذلك الحال مع الأطفال الفلسطينيين وهم يواجهون الإحتلال الإسرائيلي , كما يُعاني أطفال دول أُخرى من التشرد والضياع بسبب الحروب المحلية كأطفال الصومال والذين يتشردون في الشوارع ويعيشون في المباني المهجورة , ويقومون بجمع بقايا ( القات ) من الشوارع وبيعه وتعاطيه .
هذا هو جزء بسيط مما يتعرض له أطفال الدول العربية من عُنف فردي ومنظم .

3 – أُمية الأطفال وتسربهم .

إن نسبة الأمية حسب تقارير اليونيسكو هي عالية جداً بين الأطفال في الدول العربية , ويؤكد التقرير على أن هناك 10 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين ( 15 – 24 ) لم يُكملوا مرحلة التعليم الإبتدائي وهم يحتاجون بالتالي الى حلول بديلة لإكتساب المهارات . ففي الدول العربية يوجد حوالي 5 مليون طفل غير ملتحقين بالتعليم الإبتدائي , و4 ملايين مراهق تقريباً غير ملتحقين بالتعليم الثانوي .
ففي مصر مثلاً تبلغ نسبة الأمية للفئة العمرية 15 – 45 ( 28% ) , وأكد تقرير اليونيسكو 2012 أن التقدم الذي أحرزته الدول العربية في تحقيق شعار ( التعليم للجميع ) هو قليل , وهناك تفاوت شديد بين بلدان المنطقة وبين الجنسين , كما أكد التقرير على أن فترة الطفولة المبكرة تعاني من نقص في الرعاية , ولم يُتح للكثير التعلم قبل المرحلة الإبتدائية , وأكد التقرير ايضاً على أن ( 26% ) من الأطفال في البلدان العربية يعانون من سوء التغذية وسوء النمو مما يؤثر تأثيراً سلبياً على النمو العقلي والمعرفي .
أعزائي :
أكدت تقارير اليونيسكو على أن 50% من أطفال العراق لا يُكملون دراستهم الإبتدائية وتعتبر هذه النسبة جيش ينظم الى جيش الأُميين وينتشرون للبحث عن العمل , وقد عانت بعض الدول المشكلة ذاتها , فقد كان في كمبوديا مثلاً نسبة هائلة من الذين لم يكملوا الدراسة الإبتدائية وهم حوالي 70% من الطلاب , وكان السبب هو الفقر وعمالة الأطفال , وأوجدت هذه الدولة الحل وهو في صرف راتب شهري للأطفال لكي يعودوا الى مقاعدهم , فإنخفضت النسبة الى 7% , وكانت هذه تجربة تعليمية وإقتصادية ذكية .
إن الضرر الذي أصاب النظام التعليمي بسبب الإحتلال قد حرم 70% من أطفال العراق من التعليم , وذكرت إحصائيات وزارة التربية 2006 أن 30% من المتعلمين يتسربون , وأن السبب في إنهيار النظام التعليمي هو قتل المعلمين وتهجيرهم القسري , ويظهر ذلك من خلال نسبة الإلتحاق في التعليم الواطئة بعد الإحتلال , بينما نرى أن نسبة الإلتحاق في بلد مجاور مثل ( الأردن ) هي 30% ولبنان 65% . ولا عجب في النسبة الواطئة للإتحاق التعليمي حيث قد عانى الطفل العراقي من التهجير والعُنف المنتشرين في العراق , فقد قتل ما لا يقل عن 1,2 مليون عراقي أثناء الإحتلال وبعده , والوقائع تشير الى أن غالبيتهم هم من النساء والأطفال .
وتساهم أسباب أخرى في أُمية الأطفال وتسربهم مثل الزواج المبكر وخاصة للفتيات , وقد سلط اليونيسف الضوء على الزواج القسري للأطفال بمناسبة اليوم الدولي للطفلة , ودعت اليونيسف الى حظر زواج الأطفال وأعلنت هذه المنظمة أن 40% من نساء العالم قد تم تزويجهن في مرحلة الطفولة , وهن أكثر عُرضة للوفاة أثناء الحمل والولادة , ويتعرض أطفالهن للموت بسبب قلة الخِبرة . إن هذه الظاهرة منتشرة في الدول النامية ومنها الدول العربية , وقد إنتشر الزواج المبكر في العراق مؤخراً بشكل مُلفت للنظر بسبب الخراب الإقتصادي والإجتماعي ومحاولة الأسرة التخلص من بناتها بأسرع السبل وأقصرها , وهكذا تُحرم أعداد كبيرة من الفتيات من التعليم لدخولهن الى مؤسسة الزواج القسري .
إن إنتشار الأمية في العالم العربي هو ظاهرة مؤسفة حيث تبلغ نسبة الأمية 30% من ضمن 300 مليون عربي , وتعتبر نسبة الإلتحاق في الدول العربية واطئة جداً قياساً الى دول متطورة مثل اليابان حيث تبلغ نسبة الإلتحاق في الإبتدائي 100% , وفي كوريا الجنوبية 99% وفي ماليزيا 95% .
تؤكد منظمة اليونيسكو على أن النزاعات المسلحة هي أحد العوائق الرئيسة لتحقيق التنمية البشرية في الكثير من أنحاء العالم وأكدت على أن 42% من مجموع الأطفال غير الملتحقين في المدارس في العالم يعيشون في المناطق الفقيرة والمتأثرة بالنزاعات .
( يتبع )



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع الطفولة في البلدان العربية ( الجزء الأول ) .
- شخصيات نسائية متفردة
- الغضب الفردي والغضب المجتمعي .
- المرأة العربية المهاجرة الى أين ...
- سمفونية الشارع العربي .
- تأثير البيئة العراقية على نفسية الإنسان العراقي .
- العُنف ضد المرأة .
- أن تسمع للآخر أم حوار الديناصورات .
- أُمهات عراقيات .
- هل أصبح أطفالنا أشراراً !؟
- الكذب مرض أم ضرورة .
- الحب والكراهية .
- الأعلام النفسي
- اللا إنتماء في الشارع العراقي .
- أسئلة مراهق .
- الإدمان وأنواعه
- إذا كان ربُ البيتِ بالدفِ ضارباً ... فشيمة أهل البيت كلهم ال ...
- اللاعُنف منذ الطفولة .
- الطلاق هل هو الحل .
- لا يسلمُ الشرفُ الرفيع من الأذى ... حتى ؟


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - واقع الطفولة في البلدان العربية ( الجزء الثاني ) .