أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - مرحلةٌ جديدةُ للريفيين














المزيد.....


مرحلةٌ جديدةُ للريفيين


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3937 - 2012 / 12 / 10 - 08:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشأ الإسلامُ كحضارةٍ مدنية بين قبائل غارقة في التخلف والتفكك، لكن طرحه المدني كان بمستوى البذور النهضوية في زمن الجزيرة العربية، وكانت المعارضة لأشكال من الحريات الاجتماعية والاقتصادية الحديثة بسبب العمل لإسقاط الملأ العربي المكي واليهودي في المدينة.
لكن كان الصراع الأكبر مع الأعراب وقوى القبائل التي صارعت للحفاظ على المناطق التي تحكمها وعادات الاستقلال والتحكم في السكان وعدم التبعية للمركز السياسي الحاكم.
الصراع بين المدنية والأعرابية لم يُحسم بتطور الأعراب وأهل البوادي والأرياف لأن مستويي التمدن والبادية ظلا موجودين مختلفين، ولهذا بقي الاختلاف بين مدن الحجاز وداخل الجزيرة العربية والأقاليم الريفية والرعوية مستمراً، وتجلى ذلك في حروب الردة وظهور فرق الخوارج من الصحارى التي كانت أول من شكل الإسلامَ وحولهُ لشمولية حربية فوضوية. لقد خلقتْ سلطتَها عبر المبالغة في جوانب من الحكم وتفسير النصوص الدينية.
وقد هاجم الخوارجَ وغيرهم مدنَ الحجاز لأنها غدت تحديثية.
بعد الفتوح وظهور المدن الكبرى ظل التناقضُ بين المركز السياسي والأرياف والبوادي مستمراً، عبر تحول الخراج لاستنزافٍ اقتصادي من جمهور الزراعة خاصة. وتجلى ذلك عبر التفكك الديني وظهور الفِرق المذهبية المختلفة، والحروب ولم تتمكن فِرقُ النهضةِ المدنية كالاعتزال أن تقوم بإصلاحات جوهرية لأحوال الأرياف، وتم إفشال خطط الخلفاء المؤدين لذلك حتى انهار التحديث داخل المدن نفسها عبر موجات الريفيين والبدو الفقراء المحطمين أو عبر العسكر الذين ملأوا المدن وسيطروا عليها وتفككت الدول.
في العصر الحديث مع عودة المدن العربية للظهور والتطور لم تُطرح إجاباتٌ لحل معضلات التطور في التاريخ العربي الإسلامي، فالقوى المدنيةُ لم تصل لمستوى طرح برامج تحولٍ ديمقراطية سياسية اجتماعية تغيرُ خريطةَ الطبقات الموروثة من العصر السابق. وقد ظهر ذلك في تذبذب المَلكياتِ وأحزابِ النهضة الأولى وعدم حسم الانتماء؛ هل هو للعصر الحديث أم مواصلة المبنى القديم؟
صناعةُ الحريةِ للفلاحين والنساء والمواطنين والعقل وهي المشكلاتُ الأربع الكبرى في التاريخ السابق، تمت المراوحة حولها، والمدنُ القائدةُ حين تعجز تتحرك الأرياف وقوى الصحراء.
الأرياف والبوادي وهي أمكنةُ الانتاجِ في العصر الزراعي الإقطاعي، تتعرض أكبر من غيرها لمشكلات الخراج والضرائب، كما تدفعُ أولادَها الكثر للجيوش، ولهذا فإن الانقلابات العسكرية ضد الأنظمة المدنية شبه الليبرالية كانت من أهل القرى.
الريفيون الضباط واصلوا إمساك العصا من الوسط فضخموا أملاكَ الدولِ ولم يقوموا بالإصلاحات في المعضلات الأربع السابقة الذكر، المترابطة والمعبرة عن ضرورةِ إجراءِ تحولٍ ديمقراطي عميق.
لهذا جاء الدينيون المحافظون ورثةً لهذه الانهيارات، خاصةً مع تدهورِ أوضاع السلع الزراعية وإمتلاء المدن بالمُقتلعين من أريافهم وبواديهم وحتى بلدانهم، ولتدهورِ العقلانيةِ السياسية الفكرية في المجتمعات العربية، ظهرتْ وتصاعدت خطاباتُ الانفصال عن الحضارة الديمقراطية الحديثة، مستثمرة بعض الإيقاعات الفكرية في الزمن العربي الإسلامي السابق، خاصة تلك التي برزت في مرحلة انهيار الدولة العباسية والحرب ضد الفكر والفلسفة والحرية وتحويلها لأنماطٍ من فكرِ الخوارج بالنأي عن التحديث وتقدير تطور المدن ومقاومة التطور الديمقراطي البشري العام، ولُصقَ هذا الخوف من التحديث والديمقراطية بالإسلام، وكونه خارج هذه الروح العصرية وهو مؤسسُ نواتها، وإذا حدثت مقاربةٌ جديدة تغدو شكلانية ومظهرية. هي خوارجيةٌ وإعرابية جديدة تشحنُ النصوصَ المقطوعة من سياقاتها بتعصب. فهي لا تقبل الثورة الديمقراطية البشرية الجارية خلال القرون الحديثة، متمسكة بعدم تغلغل الحريات في حياتها الاجتماعية والفكرية المحافظة.
وخطورة هذه الاجتهادات هي حين تلتصقُ بالمؤسسات الاقتصادية السياسية والعسكرية وأشكال العنف المختلفة، فلا تَجعل وجهات النظر هذه قابلة للتداول والتحول والنقد، بل تَسحب بعضَ الناس للتجنيد حولها، وفرضها بالقوة.
الآن اشتد الخناق على التطرف عالمياً، ولم يعد حتى الجمهور العربي الإسلامي الكوني بقابل للمتاجرة في مقدساته، ويوجه السياسيين بقوة شعبية متزايدة إلى قضاياه الجوهرية الاقتصادية الاجتماعية والتعليمية ولترك المسائل الروحية لاختياراته وإجتهاداته وحياته الشخصية.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأساسُ الفكري للانشقاق
- الوحدة الأوروبية نموذجا للخليج
- لعبةُ الكراسي الاجتماعية
- الطليعيون والتحول إلى الطائفية
- ثقافة النهضة والتوحيد
- الأمم الكبرى الشرقية والديمقراطية
- ما هوية الأمة؟
- روسيا الاتحادية وتحولاتها السياسية (2-2)
- روسيا الاتحادية وتحولاتُها السياسية (1-2)
- تذبذبُ الإخوان
- مراعاةُ قوانين التطور التاريخية
- وجها النظام التقليدي
- قلقُ الأردن الجغرافي السياسي (2-2)
- قلقُ الأردن الجغرافي السياسي
- الأصلُ المأزومُ والنسخُ الفاشلة
- تطور التحديث في السعودية (3-3)
- تطورُ التحديثِ في السعودية (2)
- تطورُ التحديثِ في السعودية
- الأزمةُ اليونانيةُ الاقتصادية السياسية والفكرية (2-2)
- أزمةُ اليونان السياسيةِ الاقتصاديةِ والفكرية (1-2)


المزيد.....




- تصعيد روسي في شرق أوكرانيا: اشتباكات عنيفة قرب بوكروفسك وتدم ...
- روبيو يلتقي نتانياهو واسرائيل تتسلم شحنة القنابل الثقيلة
- مئات يزورون قبرالمعارض نافالني في الذكرى السنوية الأولى لوفا ...
- السيسي يلتقي ولي العهد الأردني في القاهرة
- بعد حلب وإدلب.. الشرع في اللاذقية للمرة الأولى منذ تنصيبه
- إيمان ثم أمينة.. ولادة الحفيدة الثانية للملك الأردني (صور)
- السعودية تعلق على الأحداث في لبنان
- إسرائيل تتسلم شحنة من القنابل الثقيلة الأمريكية بعد موافقة إ ...
- حوار حصري مع فرانس24: وزير الخارجية السوداني يؤكد غياب قوات ...
- واشنطن وطوكيو وسول تتعهد بالحزم لنزع نووي كوريا الشمالية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - مرحلةٌ جديدةُ للريفيين