الصوت يا خواجة

أشرف العوضي

الحوار المتمدن-العدد: 3936 - 2012 / 12 / 9 - 16:24
المحور: الادب والفن
    

البر التانى الصوت يا خواجة
المدن تتنفس . تتوجع . تفرح . تبتهج . تئن . وايضا تبوح .والمدن كالبشر منها ما هو عريق اصيل ضارب بجذوره في اعماق التاريخ يستمد منه روحه وكيانه ومنها ما هو محدث هش له لون البهرج ولكنه خاو بارد .
والمنصورة مدينتي هي ام حنون عطوف. مدينة يحتضنها الماء وتكسو عيونها خضرة مبهجه . بناها الملك الكامل محمد بن الملك العادل من ملوك الدولة الأيوبيةعام 1219م وكان يطلق عليها اسم «جزيرةالورد»لأنها كانت محاطة بالمياه من ثلاث جهات وكانت بها أكبرحدائق ورد في مصر.وسماها الناس المنصورة بعد النصر الذي حققه المسلمون على الحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع الفرنسي واسره بدار القاضي ابن لقمان التي ما تزال موجودة حتى الان في سابقة تاريخية لم تحدث بعدذلك بأن يتم هزيمة وأسرملكأوربي.
وقد ذكرها المقريزى في خططه" عندما ملك الفرنج مدينة دمياط، نزل الملك الكامل في موضع هذه البلدة وخيم به،وبنى قصراًلسكنا هوأمرمن معه من الأمراء والعساكر بالبناء فبني تهنا كعدة دورونصبت الأسواق،وأدارعليه اسور اًم ما يلي البحر (يقصد فرع النيل الشرقي) وستره بالآلات الحربية والستائر،ثم صارت مدينة كبيرة بها المساجد والحمامات والأسواق "
وقد كنت عاشقا لحكايات الخواجة" زخرف " صديق جدى رحمه الله واحد أبناء الطائفة الأرمنية التي كانت تقطن المنصورة عندما كانت قبلة لطالبي الرزق من كثير من الاوربيين .
وقد كان للخواجة زخرف مهنتان على ما تسعفني الذاكرة حيث كان موظفا في الصباح في مصنع للمشروبات الغازية تحمل ماركات ربما تكون انقرضت اسمها " صيدر–واسباتس" وفى المساء يتبادل العمل مع اخيه " يونان " في ادارة سينما يملكها احد اقاربهم وقد كان مألوفا ان تسمع الجمهور في السينما يصيح " الصوت يا خواجة " او يصفر مستهجنا " ايدك يا خواجة" عندما يضع يده على شعاع الضوء ليحجب لقطة سينمائية يراها اباحية وخاصة في الافلام التركية والفرنسية التي كانت تعرض في تلك الايام البعيدة .
وقد كان الخواجة" زخرف " يحكى عن الملك لويس الجانب الاخر وانه كان يطلق عليه لويس القديس وانه بعدأن افتدىنفسه من الأسر بوزنه ذهبا ،استقرفي الشام لمدة أربع سنوات 1250-1254 ،ليعود بعدها إلى فرنسا حيث قام بإعادة تنظيم أجهزة الدولة ووطد دعائم السلطة الملكية، كما أرسى قواعد أولى المؤسسات البرلمانية في فرنسا.وانشأ جامعة السوربون العريقة وانشأ ملجأ الـ"العشرينات الخمسةعشر" والذي خصصه للعميان المعوزين.
وسر ذلك انه تعلم من فترة أسره في المنصورة الكثير وخاصة من حارسه المسلم حيث تمتع "لويس التاسع" أثناء حياته بعد ذلك بسمعة طيبة واشتهر بخصاله ونبله وعدله عندما عاد الى بلاده فرنسا بعد ذلك .وعندما مات في1297 م قامت الكنسية بتطويبه وإدراجه في قائمة القديسين.
و لا اعلم لماذا الى الان كلما هممت بدخول سينما يرن في اذنى صوت روادها وهم يصيحون " الصوت يا خواجة " .

#أشرف_العوضي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات