|
خبر عاجل: انهيار اسعار المواشي والنعاج
نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)
الحوار المتمدن-العدد: 3936 - 2012 / 12 / 9 - 13:37
المحور:
كتابات ساخرة
في خبر عاجل، وطازج، لوكالة "أسوشيتد تيوس" للأنباء، نقله المدعو وحيد القرن، المرابط في سوق الغنم "البازار، بثته الوكالة قبل قليل على موقعها على الشبكة العنكبوتية، وتناقله موقع التواصل الاجتماعي، الفيس بوك، وشفطه مراسلنا من هناك، قالت فيه إن أسعار المواشي والأبقار قد تدنت وتردّت كثيراً، وتعرضت بذلك لأكبر خسارة لها، بعد وصف رئيس وزراء قطر، الشيخ حمد بن جاسم، لمجموعة من وزراء الخارجية العرب بالنعاج، وأن أسعار النعاج قد تهاوت على نحو مريع ومفاجئ وفظيع، وقال بأنه لم يعد أحد يشتريها "ببتليكة"، وقرش "مصدي"، ولم يعد أحد "يشيلها" من أرضها ويرغب باقتنائها، وأن العرض قد فاق الطلب ما أدى لانهيار الأسعار وعزوف مضاربين كثيرين عن شرائها، فيما حلقت اسعار الحمير والبغال والتيوس وبقيت عند حدودها. إذ اعتبر ذلك التصريح إساءة كبيرة ومهينة بحق النعاج اللواتي رفضن بالإجماع الموضوع جملة وتفصيلاً، وأعربن عن سخطهن وتنديدهن لتشبيه وزراء الخارجية العرب بالنعاج، وقلن في بيان شديد "الثغاء" أصدرنه بهذه المناسبة الغالية إن هذه إهانة لا تقبل، وهي أكبر هزة يتعرض لها سوق النعاج و"البهايم" والتيوس والبعير في تاريخهم التليد والعظيم.
وأضافت الوكالة، نقلاً عن مراسلها، وعلى الفور من ذلك، أن وضع النعاج لم يعد آمناً، وحالتها النفسية سيئة ومضطربة وغير مستقرة بعد هذا التصريح الاستفزازي، وبدت معظمها انطوائية وكئيبة ومصدومة وغير مصدقة من هول الواقعة والتصريح الغريب معلنة الإضراب عن أكل التبن والشعير، فيما نكست الأعلام فوق ميدان منافسات الهجن والبعير وأماكن تجمـّع الحمير. واندلعت، بموازاة ذلك، أعمال عنف خطيرة في الكثير من حظائر النعاج بين مجموعات غير منضبطة، من الأغنام الشامتة، كما وصفتها الوكالة، ومجموعات من النعاج الغاضبة، بعد أن قامت أغنام سائبة وبعض البهائم الأخرى بالتهكم على النعاج وتشبيهها بوزراء الخارجية العربية، فردت عليها النعاج بثغاء هادر قائلة وتيمناً بمفتي الناتو الجليل:" ومالو يأ أخواتنا، ما كلنا نعجات ربنا"، وذهب ضحية تلك الأعمال العشرات من النعاج والأغنام بين ذبيحة ونطيحة ومخنوقة ومتردية وما اكل السبع. وفي هذه الأثناء دعا بان كي أمين عام الأمم المتحدة جميع النعاج إلى التزام الهدوء ووقف أعمال العنف، وطلب عقد جلسة خاصة لمجلس الأمن لمناقشة هذا التطور الخطير وغير المسبوق، فيما دعا نتنياهو جميع فصائل النعاج والأغنام الأخرى للتهدئة والالتقاء على معالف الحوار والتوجه نحو المسالخ وفض كل أشكال الاعتصامات والعصيان.
من جهتها قامت مجموعة من النعاج، بمسيرة سلمية صامتة من مركزها في إحدى الزرائب المكتظة بالنعاج، متجهة نحو مقر الجامعة العربية حيث تجمهرت هناك، وسلـّمت بعدها مجموعة من النعاج الثائرة والغاضبة بيانات استنكار وشجب موقعة من جميع نعاج وتيوس المنطقة للسيد نبيل العربي تعبـّر كلها عن الرفض والاستهجان لهذه الإساءات البليغة التي تعرضت لها النعاج في مقر الجامعة، فيما دعاها العربي للحكمة والتعقل والاتزان وتبصر الأمر وعدم اللجوء للعنف. في هذه الأثناء، نقلت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيمانا السرحانا، أن الرئيس باراك أوباما، قلق جداً حيال هذا التصعيد الخطير، وأنه، وطاقمه الرئاسي، ما زالوا يتدارسون الأبعاد الخطيرة، والتداعيات المؤرقة لهذا التطور الخطير، قائلاً، وفي تصعيد لافت ومثير، بأن تلك النعاج قد فقدت شرعيتها، تماماً، وأن أيامها في الزرائب والحظائر والمزارع الأمريكية قد باتت معدودة، ودعاها للرحيل، مضيفاً بأنه سيتخذ جملة من الإجراءات الحاسمة للحد من تدهور الأمور التي وصفها بالسوء، وواعداً بإرسال وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون للتباحث بالأمر مع بعض النعاج بالمنطقة لإيجاد السبل التي تكفل عدم تكرار الأمر مرة أخرى.
من جهتها أعربت النعجة دوللي، في تغريدتها اليومية على تويتر، عن بالغ قلقها، وأسفها، لتشبيهها بوزراء الخارجية العرب، قائلة إن الموضوع لا يستحق الرد، وطالبت من جميع النعاج عدم الانفعال، وعدم أخذ الموضوع على محمل الجد وأنه لا يمكن لهم في أي يوم من أن يصبحوا مثل وزراء الخارجية العرب، وطالبت الجميع بالعودة إلى الحظائر ومتابعة أجترار الحشيش والتبن والعشب وممارسة حياتهم بشكل طبيعي، وكأن الأمر لم يكن. أما الوزيرة المفوّضة لحقوق الحيوان، السيدة لافاش كي ري، فقد اعتبرت ذلك انتهاكاً صارخاً لحقوق الحيوان، داعية إلى تقديم المسؤولين عن هذا التدهور الخطير إلى مزرعة الجنايات الدولية وملاحقة كل من يشبـّه النعاج بالوزراء العرب، لما في ذلك من تهديد لمستقبلهم، وعيشهم الحر الكريم، وانتقاص لمكانتهم الطبيعية بين مخلوقات الله، وقالت إنه من غير اللائق تشبيه أي وزير من هؤلاء بالنعاج لأن في ذلك من خطراً كبيراً على سمعة وتاريخ وأمن النعاج. فيما تقرر عقد اجتماع فوري لأصدقاء النعاج في بيروت لتدارس تداعيات الأمر وإمكانية تزويد النعاج ببعض وسائل الحماية والوقاية من أعمال مشابهة في المستقبل.
اما مصيوتة المعبوطة الناطقة باسم النعجة دوللي فقد دعت الجميع لأخذ العبر والدروس والتريث، قائلة بإنها لا تملك إلا تقديم مشاعر التضامن والمواساة والوقوف بقوة مع النعاج في هذه المحنة الكبيرة، والوعكة الموجعة، والمصاب الأليم الجلل، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
#نضال_نعيسة (هاشتاغ)
Nedal_Naisseh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متى يتوقف أردوغان؟
-
مصر: ملهاة مرسي العياط
-
زين الهاربين بن مرسي
-
إسرائيل نمر من ورق ولكن أنتم أمة النعاج
-
إلى كهنة آل سعود: لماذا لا تحارب الملائكة في غزة؟
-
طوبى للشبيحة
-
النعاج
-
ربيع العرب: صراع الهمجيات الأصولية
-
حصة ثقافة قومية: غزوة بلاد الشام
-
خواطر متمردة
-
بالسكتة الكلينتونية: وفاة مجلس الكرازايات السوري
-
تركيا: الحمق الاستراتيجي وصفر مكاسب
-
هل يستحق وسام الحسن كل هذا الرثاء؟
-
سياسات سورية كارثية
-
وسام الحسن: جاييكم الدور
-
سوريا: كيماوي وعنقودي
-
تعقيباً على مقال ابي حسن: الاحتلال الأعلامي اللبناني
-
إلى من يهمه الأمر: توضيحات لا بد منها
-
الاخوان المسلمون: يا فرحة ما تمت
-
ماذا وراء التصعيد التركي؟
المزيد.....
-
دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا
...
-
الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم
...
-
“عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا
...
-
وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
-
ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
-
-بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز
...
-
كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل
...
-
هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟
-
-بوشكين-.. كلمة العام 2024
-
ممثلة سورية تروي قصة اعتداء عليها في مطار بيروت (فيديو)
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|