أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نوري حمدون - الخلط بين الدين و القانون















المزيد.....


الخلط بين الدين و القانون


نوري حمدون

الحوار المتمدن-العدد: 3935 - 2012 / 12 / 8 - 21:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الخلط بين الدين و القانون :
= مضى زمن طويل على المسلمين و هم يخلطون بين أحكام الدين و أحكام القانون . و قد إتفقوا على أن أحكام الشريعة المسماة الحدود تسري على المسلم و على غير المسلم . ذلك ببساطة لأنهم جعلوا أحكام الشريعة هي أحكام القانون المنظم للمعاملات بين المواطنين بغض النظر عن دينهم . يقول الفقهاء مثلا أن المخمور يجلد و إن كان من غير المسلمين طالما أنه من مواطني الدولة المسلمة .
= فما نحب أن ننبه اليه هو أن القانون هو مجموعة الأحكام التي توافق عليها المواطنون في الدولة المعينة بغض النظر عن إنتماءاتهم الدينية و العرقية و الجنسية لتنظم معاملاتهم و شؤؤنهم العامة . و هذه القوانين قابلة للأخذ و الرد و الإضافة و التعديل و النقد و التحليل لأنها قوانين من وضع البشر و تهدف الى حماية المصالح المشتركة بينهم رغم إختلافاتهم الفكرية و الثقافية و الدينية . و في العصر الحديث أصبحت هناك مرجعية دولية لهذه القوانين يجب على المشرعين مراعاتها عند وضع القوانين في كل دولة لآن الغالب على مواطني الدول الحديثة هو التباين الديني و الثقافي و العرقي و لأن التداخل بين الدول و التعايش بين مواطنيها صار نمطا يوميا يجري في كل ناحية من الكرة الأرضية جعل عالم اليوم شيئا أشبه بمدينة الرسول (ص) يثرب أو مهبط الوحي المقدس مكة .. أي مكانا ضيقا محدود الآفاق . هذه المرجعية الدولية هي مجموعة مبادئ الديمقراطية و حقوق الإنسان و الدولة المدنية ذات السلطات الثلاثة المستقلة . فعندما ننظر الى العالم من الأعلى نرى أن الدين يأتي في المرتبة الثانية بعد القوانين الوضعية المشار اليها أعلاه . و لكن .. عندما ننظر الى العالم من خلال قلب الإنسان و فؤاده و وجدانه نجد أن الدين يحتل المركز الأول بجدارة . و المفروض أنه ليس للدين مكان آخر غير القلب و الفؤاد من الإنسان . فالدين له مشرعه الخاص به و هو الله سبحانه و تعالى و له رعيته التي تطبق تلك التشريعات و هى قلوب و أفئدة المؤمنين بالله مشرعا و مخلصا و هاديا . و إنما يقع الخلط عندما نضع تشريعات السماء مكان تشريعات الأرض . حينئذ تصبح تشريعات السماء أداة في يد شخص أو جماعة أو دولة تعطي نفسها حق فرض الشريعة الإلهية إضافة الى تفسيرها و تعديلها متى ما رأت ذلك مفيدا . و بذلك تصبح هنالك وصاية على الفرد المؤمن الذي لم يجعل الله في كتابه الكريم عليه وصاية لا من أحد الناس و لا من جماعة و لا من دولة . و للأسف هذه الوصاية الغير موجودة في الإسلام و لم ترد في أي آية من آيات القرآن الكريم هي التي فرضت على المسلمين قرونا طويلة بسبب التعاون الذي حدث بين الفقهاء و السلاطين . كان السلاطين يطلبون قوانين تدعم سلطانهم على الناس . فإذا بالفقهاء يقدمون لهم أحكام الشريعة . و عندما وجدوا أن أحكام الشريعة لا تسع كل الحوادث و الملابسات فتحوا باب الإجتهاد و لوضع المزيد من الأحكام . و صارت أحكامهم و هي قوانين وضعية بإمتياز جزء من الشريعة و المفترض أنها وحي من عند الله . و لعله قد آن الأوان للخروج من حالة الخلط و اللبس التي أوقعنا فيها فقهاء و سلاطين الأمس .. تلك الحالة التي ما تزال تتلبس بعض فقهاء اليوم و سلاطينهم .
= هذا من ناحية .. و من ناحية أخرى فإن ما نحب أن ننبه اليه هو أن أحكام الشريعة يجب أن لا تسري إلا على المسلمين فقط المؤمنين بالإسلام دينا و بمحمد رسولا و بالله و بالقرآن كتابا منزلا اليهم من الله سبحانه و تعالى . فالأصل كما جاء في القرآن أن الله قد جعل لكل أمة شرعة و منهاجا . فبحسب الدين لا يجوز فرض تعاليم اليهودية على المسلمين و لا فرض تعاليم الإسلام على المسيحيين . كما أن القرآن في الأصل جاء خطابا ملزما للمؤمنين به مثلما أنزل الكتب الأخرى ملزمة لمن خوطبوا بها فقال في القرآن أن المؤمنين و اليهود و المسيحيين و الصابئين من آمن بالله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون إن عملو الصالحات . و الشرائع جميعها هي دعوة لعمل الصالحات و لكن على أنماط مختلفة لله في وضعها شؤون . و جاء في القرآن أيضا أن الله قد أنزل لكل فئة كتابها لتحكم به بينها و قال أن من لم يحكم بما أنزل الله فألئك هم الكافرون . فلم يرد في القرآن أن الإسلام خطاب لغير المؤمنين . و المؤمنون هم المسلمون الذين آمنوا بمحمد رسولا و بالقرآن كتابا هاديا و حاكما . كما أن القرآن لا يحرض بالقوة و الإكراه على الدخول في الإسلام فكيف يستقيم أن يدعوا أتباعه لتطبيق أحكام الإسلام على غير المسلمين الذين لم يختاروا الدخول فيه . و لا نرى أية تعارض بين تعددية الأديان و الشرائع و الملل و بين ما ورد في القرآن من أن الدين عند الله هو الإسلام . فالإسلام المشار اليه هنا هو إسلام الوجه لله تعالى مع عمل الصالحات . و هو الإسلام الذي بسببه صار آدم و نوح و أبراهيم و إسماعيل و موسى و عيسى مسلمين تماما ككل بقية الأنبياء الذين أختتمهم الرسول الكريم محمد بن عبدالله نبي الإسلام . و بهذا يفهم أن الإسلام الذي جاء به محمد (ص) هو نفس ما جاء به الأنبياء قبله . و لكن الشريعة التي أتي بها هي شريعة المؤمنين و هم أتباعه و قومه و ملته التي إرتضت أن تسير على خطاه و تهتدي بهديه صلي الله عليه و سلم . كذلك لا تعارض بين قول القرآن أن الرسول (ص) مرسل للناس كافة بشيرا و نذيرا . فهو دعوة للمشركين و اليهود و النصاري و الصابئين و كافة الناس . و لكنها دعوة على قاعدة من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر .. و على قاعدة أن لا إكراه في الدين و .. على قاعدة (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مسلمين) أى أن الرسول (ص) ممنوع من أن يكره أحدا على أن يكون مسلما .. و في نهاية المطاف تسود قاعدة ( لكم دينكم و لى دين ) و قاعدة أن المؤمنين و النصارى و اليهود و الصابئين و المشركين و المجوس و كافة النحل إنما الله يحكم بينهم يوم القيامة و يخبرهم بما كانوا فيه مختلفين . و طبعا .. أحكام الإسلام التي يراد تطبيقها على المسلمين و غير المسلمين هي من الشريعة و ليست من الإسلام بالمعني الواسع الموضح أعلاه . و طالما أنها من الشريعة و قد ثبت أن الله جعل لكل أمة شريعة و منهاجا و أن الله أثبت أن لغير المسلمين دينهم و للمسلمين دين .. فيجب عدم إلزام غير المسلمين بأحكام الشريعة الإسلامية لأنها لا تلزم إلا المؤمنين بها .
// نوري حمدون //



#نوري_حمدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...
- المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يوجه رسالة تحذير إلى 103 من ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نوري حمدون - الخلط بين الدين و القانون