أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد الخميسي - المادة 76 في حياة مصر الثقافية














المزيد.....

المادة 76 في حياة مصر الثقافية


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 1138 - 2005 / 3 / 15 - 10:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


قدم الرئيس حسني مبارك مبادرة لتعديل المادة 76 من الدستور الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية بحيث يتم انتخاب الرئيس المصري من بين أكثر من مرشح . وهي خطوة تشبه سقوط حجر صغير من أعلى الجبل . السؤال هو : ماذا بعد ؟ خاصة أن الحديث عن حركة سياسية حقيقية وأحزاب معارضة تؤخذ على محمل الجد أمر صعب . والمواطن الذي لم يكن بوسعه انتخاب الرئيس من بين أكثر من مرشح ، كان محروما أيضا من انتخاب قادة أحزاب المعارضة من بين أكثر من مرشح ، وبذلك أثبتت تلك الأحزاب على مدى ربع القرن أنها صورة أخرى مصغرة لذات المبادئ التي قام عليها الحكم ، ولهذا لم تستطع أبدا أن تصبح أحزابا جماهيرية رغم لحظات التألق القصيرة .
والفكرة الرئيسية من تعديل الدستور ، مع إحاطة التعديل بكل القيود المتوفرة ، هي الإقرار بحق الانتخاب والاختيار . والسؤال هو : ماذا عن وضع " المادة 76"
في المجال الثقافي ؟ أقصد ماذا عن سريان المبدأ السابق في الحياة الثقافية ؟ ألسنا نرى مسئولين عن قطاعات ثقافية رئيسية باقين في مواقعهم لعصور كاملة كما هي الحال في هيئة الكتاب ، وقصور الثقافة ، ومؤسسات المسرح ، والمهرجانات ، والمجلس الأعلى للثقافة ، والمركز القومي للسينما ؟ وما شابه ؟ هل سيصبح من حقنا أن ننتخب من بين أكثر من مرشح المسئولين عن تلك المواقع؟ وهل هناك وسيلة ليسري التعديل الذي سيتم في الأعالي في نسيج الحياة الثقافية بحيث يتخلل كل نواحي تلك الحياة وأوجه النشاط فيها ؟ أم أن تعديل المادة 76 في الدستور سيظل قاصرا فقط على انتخاب الرئيس المصري دون أن يكون لذلك أدنى علاقة بتغيير ذات المبدأ الذي يحكم باقي أوجه الحياة ؟ وهل سيصبح بوسعنا ونحن مقبلين على انتخابات التجديد النصفي لاتحاد الكتاب أن نقول إننا سنمارس في هذا المجال تعديلا بحيث لا تظل قيادة الاتحاد حكرا على ذات الوجوه داخل تركيبة مختلفة لورق اللعب ؟ نحن أيضا نريد تعديلا على المادة " 76 " التي تحكم الشئون الثقافية . نريد لهذا التعديل أن يمكننا من طرح مبدأ الانتخاب والديمقراطية داخل الأجهزة الثقافية ، نريد ذلك بعد أن رأينا المخطوطات تسرق من دار الكتب في ظل وجود مثقفين يديرون شئونها ، ونريد ذلك بعد أن رأينا الآثار تسرق وتهرب إلي الخارج ، وليس لنا كلمة في تغيير مدير دار الكتب ولا المسئولين عن الآثار . ونريد أيضا أن تكف عملية مصادرة الكتب داخل معرض الكتاب وخارجه ، أو التلويح بالمصادرة والرقابة . لماذا لا تكون لنا كلمة في كل ذلك تسمح لنا بانتخاب المسئولين هناك من بين أكثر من مرشح ؟ ولماذا لا تكون لنا كلمة في تحديد القائمين على إدارة شئون مؤتمرات أدباء الأقاليم بحيث تصبح تلك المؤتمرات منتديات للنقاش الحر من غير تلك الوجوه الرصينة التي ترتسم الحكمة على ملامحها بينما تتحرك عقولها مثل شوارب القطط في مليون اتجاه ، وتسعى نظراتها ما بين مليون موضع ؟ ولماذا لا يكون لنا الحق في الانتخاب من بين أكثر من مرشح لمنصب مثل المسئول عن التلفزيون ؟ والإذاعة ؟
إننا نريد لمبدأ الانتخاب أن يعم ويخفق في مناخ كل المؤسسات الثقافية بحيث يصبح التعديل على المادة " 76 " تعديلا شاملا ملموسا نحس بأثره في الهواء المحيط بنا .
أما الناس فإنهم يريدون لمبدأ الانتخاب أن يسري في مجالات حياتهم العملية ، وليس فقط في الدستور ، بحيث يستطيع المواطن أن ينتخب لأبنائه دون خوف من المصاريف مدرسة مناسبة من بين أكثر من مدرسة ، وبحيث يستطيع أن ينتخب لساعة الفطور رغيفا مناسبا من بين أكثر من رغيف نظيف ، ومواصلة مريحة لا يخرج منها محطما من بين أكثر من وسيلة مواصلات . يريد الناس أن يشتمل التعديل على المادة "76 " على حقهم في انتخاب سكن للشبان من بين أكثر من عمارة ومبنى رخيص ، وعلى حقهم في انتخاب مكان للعلاج دون فزع من التكاليف
من بين أكثر من مكان وعيادة . وباختصار فإننا نتمنى أن يتسع التعديل ليغطي أوجه حياتنا الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ، بحيث لا يظل التعديل أعجوبة معلقة في الأعالي لا يستطيع نورها أن يخترق السحب الكثيفة ليصل إلي الأرض .

***



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معرض القاهرة والكتب
- طول لسان رياض النوايسة
- في وداع كاتب شريف
- كلمة سحرية تتحدى الزمن
- -- قصة قصيرة - بط أبيض صغير
- من تثقيف العسكر .. إلي عسكرة المثقف
- كعك أمريكي لسكان الفالوجة
- ياسر عرفات .. تغريبة أخيرة
- ليلة القبض على العريش
- عبد الحليم قنديل .. اختطاف الحقيقة
- محطة الضبعة ومستقبل مصر
- العالم يحتفل بمئوية تشيخوف
- صفحة الحوادث والأدب الروائي
- القمة والقمامة في مصر
- ثورة يوليو .. بهجة التاريخ
- نموذج بولاق .. لسيادة العراق
- طانيوس أفندي عبده .. الكاتب المجيد
- بط أبيض صغير
- أدب سياسي
- مجموعة - نيران صديقة - لعلاء الأسواني


المزيد.....




- مصر.. كيف تأثرت القيمة السوقية لشركة حديد عز بعطل في مصنع؟.. ...
- تونس.. البرلمان يصادق على فصل يهم التونسيين المقيمين بالخارج ...
- جميل ولكنه مؤذ.. مقتل 5 أشخاص إثر تساقط الثلوج في كوريا الجن ...
- اعتذار متأخر: بوتين يعبّر عن أسفه لميركل بسبب حادثة الكلب
- أردوغان: مبادرة بايدن الجديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة م ...
- السودان.. وفاة 4 أشخاص جوعا في غرب أم درمان
- سحب ملحق إلكتروني لـ-ساعة آبل- من الأسواق بعد اكتشاف عيب خطي ...
- المغرب - إسبانيا: تفكيك شبكة لتهريب المخدرات من المغرب بطائر ...
- قاذفات بي-52 الأمريكية الضخمة تحاكي قصف أهداف معادية في المغ ...
- تونس: قيس سعيّد يشدد على أهمية إيجاد نظام قانوني جديد لتحفيز ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد الخميسي - المادة 76 في حياة مصر الثقافية