|
حوار قندرجي.. مشهد من فصل واحد
محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 3935 - 2012 / 12 / 8 - 09:05
المحور:
كتابات ساخرة
الحوار الذي دار امس بين مراسل احدى القنوات الفضائية في بغداد ورجال الامن في احدى نقاط التفتيش يصلح ان يكتب اولا بالخط المسماري ثم يعلق في التحف البغدادي ليرى الناس ما آلت اليه الاوضاع الامنية بقيادة بابكر زيباري الملقب عند اولاد الملحة ب"خاروعة خضرة" يلحقه عدنان الاسدي بلقب "كانت عايزة"ئ. اولاد الملحة زعلوا جدا من وصف مرصد الحريات الصحفية هذا الحوار امس ب"السلوك المشين"، وهو نفس الزعل الذي ابدوه قبل شهور حين هاجمت احدى فرق القوات الخاصة مقر هذا المرصد واتلفت اجهزة الكبيوتر و"القنفات" والكراسي الخشبية ولم يسلم منهم حتى "قوري" الشاي الوحيد في هذا المكتب. هذا الحوار لايتعدى مشهد واحد من مسرحية بطلها اصحاب الزيتوني والكاكي رغم ان الذي ظهر على المسرح شرطي واحد الضباط. تنفتح الستارة عن شارع بغدادي مزدحم ، يبدو انه تقاطع حافظ القاضي،ويقف على ناصيته رجال امن يدققون في هويات السائقين مع سياراتهم (احدهم كان يقف بعيدا وهو يمسك جهاز السونار بانتظار الاوامر من العريف). من بعيد تظهر سيارة تبدو انها تابعة لأحدى القنوات الفضائية وتقف عند بداية نقطة التفتيش. الشرطي: اوراقكم الثبوتية المراسل "ويدعى علي الموسوي": تفضل هذه هي الاوراق مع اذن بالسماح لنا بالتصوير صادرة من قيادات عمليات بغداد. الشرطي يتفحص الاوراق ويبدو انه يحاول فك الخط: أها انتم صحفيين اذن المراسل: نعم ونريد ان نقوم بجولتنا المعتادة في عدد من مناطق بغداد. الشرطي: حلو ، انتو مرتاحين وتتجولون بسياراتكم واحنه هنا نتعذب في الشوارع لن أسمح لكم بالمرور، ولاأهتم لكتاب العمليات ولالغيره وأكبر رأس أدوسه". المراسل: هل يمكن ان اخبر الضابط المسؤول في هذه النقطة. الشرطي ضاحكا يهستيريا: الضابط وقندرتي (المراسل يتلقى ركلة قوية ترميه بعيدا عن السيارة ولكنه يبدو كان اسرع في تجنب الضربات الاخرى خوفا على نفسه وعلى كاميرا التصوير). الشرطي وبمساعدة شرطي آخر يحاول سحب المراسل الى حيث يمكن السيطرة عليه واشباعه ضربا ولكن المراسل يهرب بعيدا ويحاول الاتصال عبر"الموبايل" باحد المسؤولين ويبدو ان الاتصال كان غير مجد اذ اسقط في يد المراسل الذي حاول ركوب السيارة والانطلاق بعيدا عن هؤلاء الرجال تجنبا للمزيد من "العركات". الشرطي: وين رايح عيني ، تعال ، تعال بعدنه ما خلصنا. المراسل : أخي شنو تريد هذه كل الاوراق الاصولية التي تسمح لنا بالعمل وصادرة من الضابط المسؤول في قيادة عمليات بغداد. الشرطي: كلهم ذوله ما يسوون فلس عندي وانت راح تشوف اليوم اللي ما شفته طول حياتك. المراسل: ليش اخوي. الشرطي : مثل ما كلتلك، انتو مرتاحين واحنة هنا نتعذب بالحر والمطر والالام الرجلين. المراسل: وهل هذا ذنبي؟؟. الشرطي: شوف لا تتفلسف براسي ،ترى والله اكسر راسك، مو حسبالك انت صحفي تخوفني. يدخل من زاوية المسرح احد الضباط يمشي مثل الطاووس الاغبر ويبدو انه المسؤول عن نقطة التفتيش ،ملامح وجهه تبدو منبسطة وتلوح عليه امارات السعادة. المراسل يركض نحوه: استاذ الله يخليك خلصنا من هاي الورطة. الضابط (يبتسم بخبث): أي ورطة استاذ. المراسل: نريد نصور بعض مناطق بغداد ولدينا كافة الاوراق الثبوتية والاذونات صادرة من عمليات بغداد. الضابط: انا ما يهمني بعمليات بغداد ،اللي يهمني عندك بطاقة تموينية؟. المراسل:شنو علاقة البطاقة بعملنا. الضابط"بحدة": جاوب على سؤالي والا.. المراسل: نعم عندي. "يمد المراسل يده الى محفظته ويخرج البطاقو ليريها الى الضابط الذي يأخذها بعنف ويتمعن فيها، بعد برهة ينادي على الشرطي اياه الذي كان يقف في زاوية المسرح هادئا وكأنه لم يكن عنتر زمانه قبل دقائق، يأتي الشرطي مسرعا ويؤدي التحية " الضابط : خليهم يمرون. الشرطي: امرك سيدي "يخرج الضابط من المسرح ويلتفت الشرطي الى المراسل. الشرطي: يالله ولك انقلع من هنا. تقفل الستارة بعد ان ينقلع المراسل مع مساعده في التصوير الذي لم يتحرك من داخل السيارة ابدا خوفا على حياته. تفتح ستارة المسرح ثانية ويظهر احد الاشخاص حاملا لافتة كتب عليها: المكان:حافظ القاضي الزمان:يوم الجمعة 7/12/2012 الوقت :العاشرة والنصف صباحا شخصية المراسل: علي الموسوي القناة الفضائية: آسيا المصدر:مرصد الحريات الصحفية. البيان المنشور: وكالة براثا الاخبارية وبعد ان اتاح هذا الشخص للجمهور ان يقرأ كل ذلك صاح باعلى صوته. الرجل: هل من مستنكر ايها الناس.. هل من حريص على كرامة العراقي في هذه الايام. يقوم احد افراد الجمهور صائحا: سنصدر بيان شجب واستنكار نقدمه الى فخامة عدنان الاسدي وبابكر زيباري. يتعالى التصفيق الحاد وتنطلق الهتافات المؤيدة بينما تغلق ستارة المسرح ببطء شديد.
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-مصلخ- عن الصحة والسجاد الاحمر
-
اكو واحد اسمه عبعوب ما يخجل ولا يستحي
-
حكومة تالفة بشاي تالف وطحين ترابي الاخلاق
-
موت ياحمار أو كم انت مسكين ياعراقي
-
اغتصب الطفل ولو بالصين واشرب النفط ولو من طين
-
الفلقة لمن عصا ..وصاحبها متوفر
-
اغتصاب مسلة حمورابي والله اعلم
-
المطبخ العراقي المعاصر
-
طمعه قتله
-
العراق للجميع وليس لطائفة واحدة
-
البقرات والخرفان يدرسون في مدارس البنات بالرفاعي
-
الشيخ الصغير يريد يصير كبير بحب الحسين
-
حرامي صغير اسمه أبو عويد
-
اعطونا مما اعطاكم الله
-
1+3=4
-
هل بقى شئ من الكعكة ياناس؟
-
افتتاح فصول جديدة لمحو الشرف في البرطمان العراقي
-
مدير مدرسة ابتدائية مو بس ادب -سز- بل تربية -سز-
-
احيا واموت عالشطرة
-
العميد الطيار لإيجد من يسمعه
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|