|
أذا لم تنتفض أنت وأنا فكيف نكافح الفساد !!
شمخي الجابري
الحوار المتمدن-العدد: 3935 - 2012 / 12 / 8 - 01:34
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
حراك شعبي لإيجاد الحلول لحالة الفساد و إيقاف الخروقات الأمنية في بلاد تنتشر فيه أجهزة السونار المنصوبة والمحمولة لفحص المركبات والبشر تعمل في تحسس لكشف مفردات الصاعق ورصد راداري ارضي لتشخيص الهدف كما تستخدم الكلاب البوليسية المدربة بعد إعداد الاهتمامات فيها كي تؤدي عملها في متابعة خروقات الإنسان إضافة الى الفصائل العسكرية المسلحة المنتشرة في الشوارع والطرقات لحفظ الأمن وخبراء المتفجرات للفحص والسيطرة على حركة المركبات في داخل المدن وخارجها وهي على تماس لمتابعة الحدث اليومي ومديريات أمنية تحمل الكفاءات لتتبع طرق كشف الجريمة ومكافحة الإرهاب وأقسام للرقابة المالية لمتابعة الفساد و أجهزة الدولة المختلفة الداعمة للجهود الشريفة الساعية لإسقاط عصابات التخريب ومنظمات مجتمع مدني تتنافس لدخول ميدان التوجيه والموعظة في المجتمع الذي يرتبط بوشائج عشائرية وتأريخ وحضارة ويخضع للأحكام الدينية والشرائع السماوية وأحزاب ومنظمات وطنية وحركات تعشق الحرية وتجمعات إنسانية و . . و. لكن ما عاد بإمكانية الدولة ورغم ما تملك من قوة للسيطرة على حفظ المال العام من انتهاكات الفساد ! ، حتى اقتنعت الناس ان تصمت كي لا تلسعها السماسرة ، ولكن الذي تتلقاه يفجعها حين يتساوى الجلاد والضحية ويجبرها على النطق و الإثباتات تؤكد إن العملية أصبحت أمام حقيقة حيث يتصدر العراق الموقع المتقدم بين دول العالم في مجال الفساد المالي و الإداري رغم إن أطياف المجتمع تنادي لمكافحة الفساد . . فالعملية أصبحت سهلة يكفي ان يعلن كل عراقي عن انتفاضته ضد الفساد والاستبداد وترفع الأصوات ، انتفاضة وطنية ، كي ينتهي الصمت عندما حان النطق ليكسر أغلال الخوف لتحرير الناس وانتشال البلاد من الترهل والانحدار وضمان حقوق المواطنة ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) . الرعد:11 ) وفي هذه الايام حين تبذل المفوضية جهود في إتمام الإعداد للانتخابات القادمة كممارسة ديمقراطية تفتح الابواب على السلطة ان تتذكر الفساد الذي أحاط بالمفوضية وكذلك ان لا تنسى يوم 25 شباط 2011 عندما علت اصوات المتظاهرين في كلمات و أناشيد من اجل الحياة والكرامة الانسانية والاستياء من الحالات الغير طبيعية عبروا فيها عن غضبهم في رفض الخنوع والتصدي لاعمال نهب المال العام و للافكار التي يحملونها لاصلاح الوضع في كل مدن العراق وتناقلها الاعلام والمواقع الكترونية والتي عرضت فيها مشاكل العراقيين وكانت اسبابها هو الفساد ، فهل يصلح الحال وهذا من المحال لذا يتوجب على الدولة التنسيق مع الشعب لتعلن أنتفاضتها على نفسها وفي اعتقادي كوجهة نظر ان تبرمج مسارات الانتفاضة لتحقيق اهدافها . . . * - ان تعلن السلطات الأربعة انتفاضتها السلمية الحضارية ضد كل انواع الفساد بما فيها السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية والسلطة الرقابية فكل السلطات نفسها مخترقة وينتابها التفكك والصراع السياسي من الداخل بعد تفشي الفساد والحصول على البيانات لاثبات الحقائق وان تعلن كل سلطة انتفاضتها بشكل علني على نفسها لتصحيح مسارات العمل . . * - التأكيد على الوحدة الوطنية وان تنجز الانتفاضة بفأس وطني لتهشيم أوتاد الفساد لضمور الاختلافات والتي اغلبها مفتعلة وانهاء نزوات الفتن والتصدي لزوبعة الحروب الاهلية وتعزيز العلاقات بين النخب السياسية ودفعها الى الحوار ونبذ الطائفية والتطرف القومي والمذهبي بكل اشكاله والتأكيد على ضمان الحرية للجميع والعدالة الاجتماعية والتآخي بين الشعوب في أروقة ثقافة التعايش السلمي وقبول الاخر كما هو وليس كما تريد وهذه من بديهيات التواصل لمكافحة الفساد والاحتكام لدماء الشهداء والتضحيات الكبيرة لشعب لازال يعاني من خبث الارهاب والمفسدين والمسامحة الحقيقية في تطبيق أحلام اليقضة لبناء دولة عصرية. . * - ان يحدد سقف زمني للأنتفاضة للنهوض بالواقع العراقي لجعله في ترتيب مقبول بين الدول في مكافحة الفساد المالي و الاداري من خلال علاج حقيقي ثابت فلا نريد ان نكون ( كالدواء يستخدم عند الحاجة فقط ) وعلينا ان نستلهم دروس الصبر والثبات ونستفيد من تجارب الشعوب لتغيير واقعنا لنجعل الاصلاح هو غايتنا في هذا المضمار الخطير وترسيخ القيم الحضارية . . * - ان ما يعانيه المواطن من صعوبة العيش وضعف الخدمات العامة وما يجري من عملية تجهيل للمجتمع يستدعي ان تنتفض كل المؤسسات والدوائر بشكل سلمي حضاري بما يكفله الدستور لفضح من يتعامل بالفساد وهذا يستدعي ( رمي الحجر في المياه الراكدة ) لوضع رؤيا وهيكلية جديدة مع تفعيل إرادة الذات والضمير الواعي كي لا تغرق الاحلام في امواج المتغيرات . . * - تفعيل الرقابة الشعبية وتعزيز دور الجماهير باعتبارها القطب الاساسي في العملية السياسية للتغيير و الاصلاح لمتابعة ملفات المرتشين و انهاء عمليات التزوير كي لا تجهض التركيبة الاخلاقية والقيم الانسانية في أدق مرحلة انتقالية وليس سرابية لترسيخ مبادئ بناء مجتمع مدني أنساني . . * - واقع الحال يطرح مشروع وطني في خيارين أما أنهاء شعارات المتظاهرين في 25 شباط من اجل حياة حرة كريمة ام بإزالة الفساد وناهبي المال العام الضالعين لطعن العملية السياسية في العراق . . * - ان يلعب الاعلام الدور المميز لرفع الوعي الثقافي لتثبيت مصالح المجتمع في استراتيجية تجسد مفاهيم تحديد القوى المتضررة ليتسنى للاعلام فضح المفسدين في فعاليات مختلفة وان يساهم الاعلام في حرية لاغناء الانتفاضة الوطنية كي يتشافى الشعب العراقي كما تشافت باقي الشعوب من وباء الفساد فالاعلام الحر والكلمة الصادقة لها التأثير الكبير في التغيير فالدول الاقل فساد في العالم هي الدول المتحررة التي رسخت القيم الانسانية الصالحة تحت ضمانة قوانين الدولة الصالحة .
#شمخي_الجابري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثورة الحسين صحوة انسانية للنجاة
-
عقارب الفساد تلسع المواطنة الوظيفية
-
في حلبة الصراع سقط قوت الفقراء
-
التأريخ خالد في طعن المغص القراقوشي
-
الديمقراطية ام المصالحة الوطنية طموح الاغلبية في بناء دولة م
...
-
لأبناء السماوة بصمات في واقعة سولميش السليمانية
-
فريق الارهاب خسر المبارات في بغداد فعاد يحرق حلب
-
الدب الوحشي أم الدب الألي في شوارع السماوة
-
المواطنة الوظيفية تغرق في مستنقع الفساد الاداري
-
الهاتف النقال وسيلة متعلقة بحياة الانسان
-
زوبعة نقل رفات الرئيس العراقي السابق
-
الولاء الوطني بوابة المواطنة الوظيفية
-
مبادرات تشكيل تيار ليبرالي ديمقراطي في العراق
-
عاصفة التغيير في المنطقة تشل الإرهاب في العراق
-
معانات شعب أثر كارثة من صنع البشر
-
المصور الرائد سيد جليل السماوي وشغفه في التقاط الصور النادرة
-
فضائية التمدن سراج محفوف بالتوفيق
-
تشعب عسر ولادة تشكيل الحكومة قد تركن لعملية قيصرية
-
الحوار المتمدن مملكة تحكمها الكلمة الصادقة
-
محطة السماوة تعيد تكامل مشروع المايكروويف في العراق
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|