أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - محمد عبعوب - هل يقع شيوخ الزيت في مصيدة الجرذان؟!!














المزيد.....

هل يقع شيوخ الزيت في مصيدة الجرذان؟!!


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 3934 - 2012 / 12 / 7 - 20:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


حكى لي صديق تلقى تدريبا أكاديميا في مجال البحرية بإحدى أكاديميات البحرية في دول اوروبا الشرقية أواخر سبعينات القرن الماضي وعمل لفترة كضابط على قطعة بحرية ، حكى أن ربابنة القطع البحرية في محاربتهم للجرذان التي عادة ما تتسلل الى القطع البحرية عند رسوها في الموانيء البحرية وتحدث تلفا في خطوط وتجهيزات القطع وفي تموين طاقمها، يعتمدن على طريقة جهنمية يستخدمون فيها إحدى الجرذان التي يتم اصطيادها في القضاء النهائي على بقية فريق الجرذان بالقطعة!!!!

كيف يتم ذلك؟؟ رديت عليه باستغراب..

أوضح بانهم في البداية يصطادون إحدى الجرذان ويحبسونها في قفص لمدة يوم بدون اكل، ثم يلقون لها بجرذ ميت، تتردد في التهامه في البداية، لكنها أمام قرصة الجوع تقبل عليه وتلتهمه، ويكررون معها نفس التجربة مع تمديد مدة الحرمان من الغذاء لإذكاء نهمها للحم الجرذان ويدفعون لها بجرذ ميت في كل مرة.. وبعد أن يلاحظوا نهمها وإقبالها على أكل بني جلدتها بدون تردد ، يدفعون لها بجرذ حي الى داخل القفص تفترسه بعنف.. وهكذا يتأكدون من أنها ستطارد بقية الفريق الأحياء وتلتهمهم حتى آخر جرذ، فيطلقون سراحها لتقوم بدور تطهير القطعة من كل الجرذان التي قد تختبئ في المناطق الضيقة من القطعة، وفي نهاية المطاف يتربصوا لها عندما تخرج بحثا عن جرذان لا وجود لها فيقتلونها.. وهكذا وبقتل هذا الجرذ الذي درب على قتل بني جلدته والتهامهم يتم تطهير القطعة من كل الجرذان بدون اي تكاليف..

هذه القصة استدعتها ذاكرتي وأنا أراقب وأحاول تحليل دور قطر وبقية مشيخات الزيت في الخليج في إدارة ما يعرف بثورات الربيع العربي، وأتأمل تفاصيلها، بعد انجلاء غبار بعض معاركها.. تصوروا معي كيف يمكن لهذه المشيخات ان تصبح نصيرة للحرية والديمقراطية فيما تمارس هي على شعوبها سياسة إقطاعية بدائية، مستفيدة من ريع الزيت في تغييب وعي هذه الشعوب وتنويمها وتحويلها إلى مجتمعات استهلاكية لاتضيف للحضارة الانسانية بل تدمرها!!

إنني أرى في هذه المشيخات صورة ذلك الجرذ المسكين الذي حجز في قفص وجوع ليلتهم إخوته المفسدين، ولن يختلف مصير هذه المشيخات عن مصير ذلك الجرذ.. فبعد ان تجهز هذه المشيخات بدعمها المالي والسياسي للثائرين على شركائها في صناعة التخلف والفقر والمرض الذي نعانيه، سيجهز عليها قادة هذه الثورات غير المرئيون في الصورة ، فأمراء وملوك وشيوخ الزيت لايقلون فسادا في الارض عن بقية الدكتاتوريات التي أزيلت والتي في طريقها للزوال.. بل إننا يمكننا ان نقول إن بعض الدكتاتوريات العسكرية قد حاولت بناء القوة لكن خطأها أنها لم تبن الانسان بل دمرته، فيما تمارس مشيخات الزيت سياسة تجهيل وتدمير للانسان والاوطان وتهدر فرصة ذهبية لا يمكن أن تتكرر لبناء دولة حقيقية تضيف للانسان في منطقتهم وللانسانية جمعاء دعما حقيقيا بما يدره عليها النفط من أموال طائلة..

لقد عوى ذئب قطر منذرا ببداية نهاية الجرذ الصياد ولم يفهم امير قطر عواءه .. أكاد ارى أمامي الآن مؤشرات تدل على أن نظرية اصطياد الجرذان على الارض العربية في فصلها الأخير، وان الجرذ الصياد ممثلا بشيوخ الزيت، قد حان الوقت للتخلص منه بعد ان يكون قد أجهز على بقية شركائه في إفساد المركبة المبحرة الى شواطئ الليبرالية، حيث ستستنفذ آخر قواها ويتم تحولها بعد ذلك الى مخزن للخردة والمخلفات التي لا نفع منها.. هذا إذا لم يسيطر عليها ربابنة مخلصون ويديرونها بروح وطنية ويرسون بها على شواطئ الأمان والحرية والديمقراطية الحقيقية التي يتطلع لها ركاب هذه المركبة من الشعوب العربية..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبيا من طاغية إلى طغاة.
- عندما يتحول القهر إلى مأثرة!!
- الربيع العربي يلد صنما
- مسكين أيها الخروف!!!
- حان موعد الثورة الثانية.. ايها الليبيون هبوا..
- شرعنة انتقائية لتشكيلات خارج الشرعية
- نص.. قراءة في لوحة -بوهيمية- للرسام ويليام بوغيرو
- أين سلطة الدولة مما يجري في ليبيا؟
- اللحظات الأخير لرحيل طاغية..
- تسويغ الفساد ثقافة شعبية
- فزاعة فضائية بمواصفات قذافية..
- ذكرى الاولى لتحرير طرابلس.. فرح يخالطه الحزن
- حتى لا تدنس الثورة السورية..
- إمارة شمال مالي الإسلامية .. عواقب التفكيك ومخاطر التغول
- حرب كيميائية اسرائيلية ضد العرب الفلسطين
- ديمقراطية الدم في العراق
- في عرس الديمقراطية بُعث الامل وصمتت البنادق..
- لا للعسكرة.. نعم للتمدن..
- الخطوط المغربية.. واقع دون الطموح!!
- الأفريكوم تطرق الباب .. ما سر صمت حكومتنا؟!!


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - محمد عبعوب - هل يقع شيوخ الزيت في مصيدة الجرذان؟!!