أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد السلايلي - من الضحية : الإخوان أم الثوار؟














المزيد.....

من الضحية : الإخوان أم الثوار؟


محمد السلايلي

الحوار المتمدن-العدد: 3934 - 2012 / 12 / 7 - 17:22
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


يقوم الاخوان المسلمون بسلخ و قمع معارضي الرئيس محمد مرسي بحجة انهم بلطجية. و حسب ثوار الميدان، وان صح التعبير، فهم الثوار الحقيقيين و الفعليين الذين غمروا الساحات و الميادين لاسقاط النظام، فان الإخوان شكلوا المليشيات لقمع المعارضين فلم يسلم منهم كبيرا و لا صغيرا، و الغاية تخويف المتظاهرين و التهديد بجر البلاد للحرب الطائفية التي تخطط لها الصهيونية العالمية.

هل سيتراجع مرسي عن اعلانه المثير للجدل، بعد الغائه لمادة واحدة منه تنص على تحصينه امام القضاء؟ لكن حتى لو تراجع و سحب التعديل، و تم اعادة تشكيل التأسيسية لوضع مشروع دستور توافقي، هل سيحد ذلك من الاحتقان و يبدد المخاوف من مغبة انقلاب الاخوان على الديمقراطية و تاسيس الحكم الاستبدادي من جديد؟ و لكن ماذا بعد ذلك كله؟

برر مرسي اصدار اعلانه المشؤوم بكون امن مصر يتعرض للخطر، لكن الأخطرهو الاعلان الرئاسي و الدستوري نفسه باعتباره انقلابا مكشوفا على الثورة و عودة للحكم الاستبدادي. الشعب المصري ينتظر حل مشاكله الاجتماعية و هي كبيرة و متعددة. لا يمكن ان تنطلي عليه حيلة الاخوان وتعمى بصيرته بسبب مزاعم حول زهد و تقشف القيادات الاخوانية بما فيها الرئيس مرسي الذي يعيش حياة متواضعة على حد قولهم. تتحدث الصحف انه لازال يسكن بمنزله القديم كعامة افراد الطبقة الوسطى، وهي على اية حال فئة اجتماعية ضئيلة الحجم بالمجتمع المصري تخترقها مجموعات انتهازية ووصولية. كما يتحدث أنصار مرسي عن ابن له يعمل بالخارج كمعظم الشباب المهاجر. و عن قيامه الصلاة و تواضع لباسه و مأكله ....الا يدخل كل هذا في البربغاندا السياسية و في نوع من الشعبوية التي يحتاجها النظام المصري التبعي لتامين استمراره و انفلاته من ضغوطات الشارع الاحتجاجي و مناورات النخبة السياسية السائدة؟.

من يعيش متواضعا بين صفوف الشعب لا يستغل فقر الفئات المعوزة و جهلها او تجييش الشباب بالدين و تاليه الزعامات الدينية، ليحدث انقساما بين ابناء الوطن الواحد. ولا ينقلب على الديمقراطية و على صناديق الاقتراع، لدفع المجتمع و الدولة نحو الحكم الاستبدادي الذي يصادر السيادة الشعبية و الحريات الفردية و الجماعية.

سقوط قتلى في صفوف شبيبة الاخوان المسلمين في أحداث الميدان الاخيرة، سيعطي لهذه الجماعة الدينية قوة اضافية لاظهارها ضحية مؤامرة انقلابية ضد الشرعية الانتخابية. الاخوان وصلوا للحكم خارج شرعية ثورة 25 يناير. وهم من حيث هذا المبدأ متحررين من كل شعارات و مطالب الثورة المصرية المنادية بالحرية و الكرامة و العدتالة الاجتماعية.

يستغل الاخوان أيضا اختراق بعض عناصر الحزب الحاكم المنهار صفوف المعارضة، لتعزيز صورة الضحية في ذهنية الانسان المصري. و زاد تعامل الاعلام الرسمي مع حادث حرق مقرات الاخوان في تكريس هذه النظرة التي تقسم المجتمع عبر اصطفاف اجتماعي مفصول عن الواقع المعاش و متعالي بسبب الفوارق الدينية و الطائفية،

يستفيد الاخوان أيضا من صمت المثقفين و انسحابهم من ميدان الصراع الفكري، تاركين المجال لمثقفين أفسدهم النظام السابق لكي يقوموا بتعبئة الناس ضد حكم الاخوان المسلمين. وفيما يتلصص العديد منهم من أبراجهم العالية، انزلاق الثورة المصرية نحو المجهول، بسبب سيطرة الاخوان على مقاليد الحكم و ارتدادهم عن مبادىء و أهداف الثورة، فضل البعض تقديم الولاء للحكام الجدد لتامين مصالحهم و استمرار نعمهم.

معركة الدستور ستكون فاصلة في عمر الثورة المصرية، و الاخوان المسلمون باقدامهم على فرض اديولوجيتهم على المجتمع و الدولة، يحفرون قبرهم بفؤوسهم. ثوار الميدان يقدمون كل يوم الدليل تلو الدليل، على أن تاريخ الثورات الأصيلة لا ينحرف ولا يسقط بهذه السهولة بين براثين القوى المضادة لتحرر الشعوب. لازالت الثورة في بدايتها، ومع ذلك، أذهلت العالم بعمق انجازاتها سواء بمصر او بخارجها،ولعل اهم إنجاز سيخلد هذه الثورة، أنها اندلعت بدون غطاء ايديلوجي لتكون مهمتها هي قلع كل الايديولوجيات الشمولية التي تنتج الديكتاتورية و الاستبداد وتفتح الطريق امام الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية.




#محمد_السلايلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بروبغاندا الإستثناء المغربي
- هل أصبح الريسوني منظرا للثورة المضادة؟
- من يستفيد من عيد الأضحى؟
- الإكتساح الكبير هو بداية للأفول
- - البارطاج- في وجه الجشع الرأسمالي
- التابث و المتحول في السياسية المغربية
- رمضان سياسي بامتياز
- في زمن النت : هل انتهى دور الأحزاب ؟
- الخوف لا يجنب الخطر !!
- دعوهم يحكمون دعوهم يمرون!!
- يوم كامل بدار الضريبة !
- الإسلام ضد العلمانية : صراع بالوكالة !!
- في عيدها الأممي : الشغيلة المغربية بين مطرقة الباطرونا وسندا ...
- أنقذهم يا عمر سليمان !
- أطلقوا سراح الحاقد ؟
- المرأة القروية ونخبوية العمل النسائي بالمغرب
- للربيع العربي أيضا أبناء -لقيطين-؟
- ملاحظات منهجية حول استعمال كلمتي النخبة والشعب
- اليسار المغربي والحراك الشعبي الراهن
- الانتخابات بمغرب الاستثناءات


المزيد.....




- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد السلايلي - من الضحية : الإخوان أم الثوار؟