|
الفرصة الأخيرة
محمّد سَرحان
الحوار المتمدن-العدد: 3933 - 2012 / 12 / 6 - 21:16
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
نحن الآن في مأزق حقيقي وأيام فارقة في تاريخ الوطن، نحن أمام جماعة فاشية بامتياز تُقصي معارضيها وتبّعث بمليشياتها الهمجية الوحشية بما تحمله من بداوة وحقد إلى معتصمين سلميين لتخلف أربعة قتلى (حتى الآن فقط) ومئات من المصابين وذلك أمام قصر الاتحادية بمصر الجديدة.، حيث اعتصمت مجموعة قليلة من شباب الثورة بعد عودة زملائهم إلى الميدان وآخرين إلى البيوت بعد مليونية الثلاثاء 4 ديسمبر 2012 للضغط من أجل المطالبة بإسقاط إعلان "غير دستوري" أصدره ممثل الإخوان في قصر الرئاسة - محمد مرسي - وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور بشكل توافقي. مشهد قد يبدو لأدعياء الحياد أو بالأحرى مدعي الحياد أو الوسطية (أبو الفتوح "الإخواني السابق" مثالا) أنه مختلف عن مشهد موقعة الجمل 1 فبراير 2011 في ثورة يناير التي أسقطت نظام مبارك. إلا أن أدعياء الوسطية والحياد يغيب عنهم ما يلي:
1. نحن أمام فاشية دينية تؤسس لدولة على الطراز الإيراني (حيث المرشد الخوميني - بديع ، والرئيس نجاد - مرسي) بنفس الترادفات والغايات حيث يمثل فيه أبو الفتوح إصلاحيًا من داخل النظام "رافسناجاني" أو "خاتمي" في حين تستمر دعامات هذه الفاشية الجديدة من شيوخ على المنابر يولون وجهتهم أينما يكون الحاكم والسلطان كانوا على المنابر ففسقوا البرادعي والإخوان والجمعية الوطنية للتغيير وشباب الثورة والآن يلعبون الدور نفسه مع الإخوان فيفسقون البرادعي وزعماء المعارضة في الجبهة الوطنية للإنقاذ (تضم عدة أحزاب حزب المؤتمر "عمرو موسى" وحزب الدستور "البرادعي" والتيار الشعبي وحزب الكرامة "حمدين صباحي" ودج. محمد أبو الغار ممثلا عن المصري الاجتماعي الديموقراطي وسامح عاشور عن الحزب الناصري وكافة القوى المدنية والشخصيات العامة والمثقفين). هؤلاء الأدعياء ولا أقول الدعاة باعوا أنفسهم للشيطان واحتكموا للباطل مثلما كان ديدنهم أيام مبارك.
2.لا نية لدى هذا النظام الفاشي للتراجع عن الإعلان المسمى بالدستوري الذي أعطى الرئيس نفسه فيه صلاحيات إلهية حيث لا مغير لكلماه ولا راد لقضائه - حاشا لله أن نقبل بهذا - ولا عند دستور مشّوه صاغه أدعياء دين وأدعياء ديموقراطية فهموا الديموقراطية بأنها استيلاء ووضع يد بالإرهاب والترهيب والإشاعات المبطلة لكل من يعارضهم حتى وإن كان بالأمس القريب جدا واحدًا منهم. وما زال العناد الرئاسي أو بالأحرى عناد خيرت الشاطر "الحاكم الحقيقي للجماعة ومصر" في مشهد اختلطت فيه الجماعة بالحكومة والرئاسة بالجماعة فلا نعرف من يحكمنا بالضبط!
نحن أمام عدو له أذرع الآث ثبّتها على مدار الأعوام السابقة التي غابت فيها عن العدد الأكبر من المصريين الثقافة الحقيقة والمعرفلة الواجبة بالحال المصري والشأن الدولي وانمعكاساته عى الواقع المحلي. فلنستعد لجمعة الغــد 7 ديسمبر 2012 بكل قوة رفضا لمرسي وحكم مرشده ودستوره المُخزي لنسقط من خلفه ثقافة التغييب التي غيبت الشارع وجعلت اهتمامه خرافيًا بحيث غبنا عن ركب الحضارة في مشهد متكرر منذ القرون الوسطي نريد أن نفيق، نريد أن نعبر إلى الحداثة إلى أفاق العلم والتطور، أفاق الكرامة وإسقاط التبعية للغرب والشرق، وإعلاء قيمة مصر كحضارة أولية في عالم صرنا في مؤخرته وغابت جامعة القاهرة عن قائمة أفضل الجامعات في حين تتقدم جامعات ماليزيا وتركيا وإسرائيل....
يكفي أن يعرف الرجل البسيط - رجل الشارع - أن الشيخ حسان (عميل أمن الدولة) بشهادات سلفية كان يتقاضى 10 آلاف دولار شهريًا في قناة الناس ثم اشترى محطة "تدفع المحطة ما يقرب من 6 ملايين جنيه سنويًا للشركة المصرية للأقمار الصناعية" بالطبع يحصل الشيخ حسان من خلال قناته الجديدة على ما يربو عن 10 آلاف دولار فاتصالات البسطاء الذين بعدت عن أعينهم شيوخ الأزهر وممثلي الدين الحقيقي الوسطي المصري تنهال على القناة بمعدل هائل بالإضافة إلى إعلانات الجنسنج والفياجرا وجوزة الطيب التي تعج بها اشرطة هذه القناة وغيرها، هذه القناة (المصدر: الشيخ الرضواني يفضح حسّان) وغيرها ممن يروجون للعلاج ببول الإبل في عصر اخترق فيه العالم الغربي سرعتي الصوت والضوء وأدهشنا باختراعات تصل إلينا فنستعملها بكل أريحية دون أن نعرف ولا نحاول أن نعرف كيف توصل الغربي إلى هذا ولا إلى العقلية التي أنجزت هذه الاختراعات منذ القرن الثامن عشر والسكك الحديدية وحتى الآن من أجهزة الحاسوب والمحمول والآيفون والآيباد وغيرها. يكفي أن يعرف رجل الشارع أن الشيخ يعقوب متزوج من 20 فتاة تحت العشرين من عمرها!!! هذا الذي يصرخ فيك أنت ما بتصليش ليـــه هذا الذي يقولك غض بصرك هذا الذي يقولك اتق الله!!
ماذا تنتظروا ، انفجروا ضد الإرهاب والتخلف والديكتاتورية والقمع! شاركوا في الثورة فهذه فرصة أخيرة لنا للوطن ولمستقبلنا ومستقبل الوطن.
#محمّد_سَرحان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قالت ليّ العصافير (2)
-
حالات!
-
الخطاب الأخير للمجلس العسكري
-
في التمييز والعنصرية
المزيد.....
-
دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك
...
-
مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
-
بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن
...
-
ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
-
بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
-
لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
-
المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة
...
-
بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
-
مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن
...
-
إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|