أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نجاح محمد علي - وطن مام جلال !














المزيد.....

وطن مام جلال !


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 3933 - 2012 / 12 / 6 - 07:29
المحور: كتابات ساخرة
    


وطن مام جلال!
لا أتذكر بالضبط.. ربما كان اسمها مجلة الرابطة الأدبية، تلك التي قرأت فيها في زمن أحمد حسن البكر قصيدة لتوأم الروح، صاحب الفضل الذي لا ينسى، أحمد (حسن) مطر عنوانها (مفكرة خادم)، وكانت مشبعة بالرمزية التي كنت أعرف فك رموزها لأنني كنت قريبا من مطر الذي كان يمطرنا بمطره مرتجلا قصائده ونحن نستنشق معا رائحة العشق (يعرفنه ويوالفنه) في شط العرب على الكورنيش مقابل حديقة الأمة.

أحمد مطر ذلك الشاعر الانسان، آواني في منزله، وهو المهاجر الذي كان بلا وطن ولا هوية، عندما هاجرت بجواز سفر مزور فارا بديني ونفسي الى الكويت. كتب (مفكرة خادم) منتقدا كل الحكام الذين تعاقبوا على العراق. ويحضرني منها هذا البيت، حيث إطلع الشاعر على يوميات خادم (المواطن) سجلها في مفكرته مع سيدته (الحاكم) المستبدة الظالمة المتحكمة بكل حياته وتفاصيلها، ممتصة جهده وعرقه وهي ترمي له الفتات (لافتاتٌ لا فتاتْ في الشوارع لافتاتْ في الملاهي في المقاهي في فساتين البنات)، ومع كل ذلك فهي تخطط لقتله أو لفصله:

"سيدتي تَحسَبُها تُصلي لكنها تُخطط لفصلي".

تذكرت هذا البيت وأنا أقرأ أن السفير الأميركي في بغداد زار جلال طالباني في مقره بالسليمانية قبل أن يعود الى بغداد (لفصلي..) لإيجاد حل للأزمة "المفتعلة" بين رئيس الوزراء نوري المالكي وإقليم كردستان (والله هواي.. متفضل).

تُرى.. ماذا يفعل دولة رئيس خارج مقر الرئاسة وهو رئيس لكل العراق؟ ألم يستوعب طالباني بعدُ معنى أن يكون رئيس وطن أم أنه لا ينسى أبدا كونه زعيم حزب وبيشمركة.

قبل سقوط "الوطن"، زار مام جلال طهران قادما من لندن التي حضر فيها مؤتمر المعارضة العراقية في ديسمبر كانون الأول 2002 برعاية السفير زلماي خليل زاده.

في طهران اُستقبل مام جلال كرئيس، ورُتبَ له مؤتمر صحفي ضخم بحماية مكشوفة من وزارة الاستخبارات. ولسوء حظه كنت أنا جالسا في الصف الأول.. وأمامه مباشرة.. عينك عينك.

شرع السيد جلال يتحدث مبتسما (ما مصدك) وقال إن السفير زلماي خليل زادة أكد لنا أن واشنطن ستدعمنا عسكريا لإسقاط نظام صدام.

والتقيت في لندن رئيس الحكومة البريطانية توني بلير وقلت له "عندما كنت شابا شاركت في المظاهرات ضد الاحتلال البريطاني للعراق. والآن أقول لكم يا سيادة توني بلير: تفضلوا الى العراق". قالها بالفارسية وهو يكاد ينفجر من فرط فرحه.

ورد جلال "ته" على سؤال من صحفية فرنسية، وذكر مقولة اشتهرت عن "علي صالح السعدي" وقال:

- النظام البعثي جاء الى السلطة بقطار أنجلو أميركي.

وقبل أن يتنفس الصعداء حيث شعر أنه حقق انتصارا بفضح "عمالة" النظام البعثي تدخلت أنا دون استئذان وطلب دور، وقلت له بهدوء ملؤه السخرية:

- أنتم أيضا ستأتون للحكم بقطار أنجلو أميركي.

هنا استشاط مام جلال غضبا ونسي أنه كان قبل قليل يعد بعراق ديمقراطي سعيد بعد أن يخلصهم توني بلير وزلماي من البعث الأنجلو أميركي. نظر لي والشرر يتطاير من عينيه وخاطبني أمام عشرات الصحفيين ومرافقيه من أكراد ومخابرات إيرانية:

- كلامك هذا مدفوع الأجر سلفا من إذاعة بغداد. قالها مام جلال بالعربية ونسي أن مصوري النشط "علي" كان يصور كل ما جرى، فأنا دائما أطلب فتح الكاميرا وتصوير الغث والسمين "وهذه نصيحة للمصورين".

توهم السيد الرئيس أنه أسكتني لأنه يعرف كره الايرانيين لصدام وهو أظهرني عميلا (خوش بريج) فرددت عليه متهكما وببرود شديد:

- هذه ديمقراطيتكم التي تبشرون بها العراقيين؟! بعدك ما صرت رئيس وتهددني وتريد إسكات صوتي؟ ما الذي قلته أنا غير تكرار لما اعترفت به أنت أمام الجميع أنكم الآن تتوسلون ببريطانيا واميركا لاحتلال العراق؟

فأجاب وقد أُسقط بيده ،مكررا كلامه عن راديو بغداد: أنت سألت وأنا جاوبت.

والله حيرة.

إن جان هذي نفس ذيج.. خوش مرقه وخوش ديج!

وعلى هالرنه طحينج ناعم

مسمار:

سألوا جلال طالباني ذات مرة: إعرب كلمة "وطن"، فأجاب فخامته:

الواو حرف عطف و "طن" = 1000كغم ومجموع نفقات فخامتي لسفرة واحدة الى أميركا 2000000 دولار. بيها شي؟!



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو الويو !
- رياح تنقض الوضوء!
- وأين صاحبي حسن؟
- فلَّشْ وإكلْ خِسْتاوي !
- الراعي الأمريكي!
- قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني يقترح تأسيس قوة مشتركة ...
- ما بعد الانتخابات العراقية.. حقائق جديدة وتطورات ملفتة
- انتخابات مجالس المحافظات اختبار حاسم لاستقرار العراق!
- العراق بين سحب القوات واستحقاقات -التغيير-!
- سهل نينوى.. هل يكون العشاء الأخير؟!
- دعوة الى مؤتمر طاريء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لوقف ال ...
- خانقين.. أزمة حكومة وأزمة وطن!
- للمناقشة: هل يمكن رفع دعوى قضائية ضد المستقلة؟!
- إجماع -نادر- في العراق على الاتفاقية الأمنية مع الولايات الم ...
- عندما يبدأ حوار الحضارات من .. أبو ظبي!
- واشنطن وطهران .. ربما نعم ..ربما لا!
- الخمرة والكأس في شعر الامام الخميني !
- في الوعد الصادق ..حزب الله انتصر مرتين!
- ماذا لو كنت رئيسا لسوريا؟
- النصر الذي صنعه حزب الله!


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نجاح محمد علي - وطن مام جلال !