|
تطور ثقافة العمل عبر المسيرة الانسانية
داليا عبد الحميد أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 3933 - 2012 / 12 / 6 - 00:00
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الانسان في العصور الاولي كان إذا جاع بحث عن الغذاء والماء ،،وتصل رحلة البحث عن غذاء إلي حد الإقتتال احيانا اذا شحت البيئة من نبات الأرض البري او تعذر صيد الحيوانات وكان قانون الغاب هو السائد وهو البقاء للأقوي ،،زاد التطور فأصبح الإنسان يعرف الرعي وصيد الأسماك ،،كل ذلك وهو يعمل بنفسه ولنفسه ولمن يعول فقط ويحميهم وإن لم يقدر علي العمل أو حمايتهم ينتصر قانون البقاء للأقوي،،فظهرت العبودية والسخرة ،،زاد التطورمع زيادة اعداد البشر واصبح الترحال وراء الماء حتي استقر الإنسان صانع أول الحضارت علي ضفاف الأنهار وظهرت الزراعة والتجارة والصناعات القائمة علي الزراعة وظهرت معها المجتمعات والسلطة والبحث عن ماهية الكون والوصول لعلوم الطبيعة والطب والرياضيات والفنون من رسم وموسيقي وغناء ..وظهرت السلطة والقوانين المنظمة للحياة والعقوبات الرادعة ،وهكذا تم تقسيم الاعمال بمدي قدرات الانسان لمهن وحرف مختلفة تتمايزم العالم مقسم إلي شعوب عرفت الحضارة وتتطور يوم بعد يوم وهي التي حباها الله بالأنهار ،،وقبائل بدائية تتقاتل وترتحل وراء المياة الجوفية،،فطن الانسان في الشعوب والحضارات الأولي لقيمة العقل التي تميزه عن جميع المخلوقات ،،وظلت العبودية والسخرة موجودة للقيام بالأعمال الشاقة والتي تتطلب مجهود بدني وعضلي اينما وجدت ،،ولكن نظرة المجتمع القبلي للعبيد انهم غنائم الحروب بين القبائل ويباعون ويشتروا في سوق النخاسة ،،اما في المجتمعات الأكثر تحضرا كان العبد يؤجر للقيام بعمل ما ،،ولم تكن اسواق النخاسة والعبيد إلا للاغنياء وللحكام يشترون العبيد للعمل الدائم عندهم،، ،،تطور العالم بتطور العلوم الانسانية والعلوم الطبيعية البحتة والتطبيقية ،،العلم جعل العالم يفكر في حياة أكثر انسانية و رفاهية البقاء فيها للأصلح وليس للأقوي ،،أصبح يعرف انه يحتاج للأخر والأخر يحتاج له ،،فطن ان الحياة مشاركة وانه لا يستطيع ان يعيش وحده ،،وخصوصا بعد فشل أفكار السيطرة علي العالم الإستعمارية التي راودت كل مستبد للسيطرة علي موارد الشعوب الضعيفة ،،الموارد البشرية والمالية والمادية،،،،فطن العالم لقيمة العمل والعلم فظهرت التنافسية،،واحترام الاخر واهمية العقلية النقدية ،،،سيطر علي العالم نظريات سياسية و إقتصادية كانت مناسبة لما بعد حكم الملوك والامبراطوريات وظهور الآلة منها نظريات الإقتصاد الكلي والإقتصاد الجزئي،ولكنها كانت تحتاج لقيم انسانية هامة ،،وتوالت الفلسفات الإقتصادية وكان أهمها الرأسمالية وهي التي تكرس لحرية الفرد والسوق الحر ونظرية العرض والطلب والبرجماتية ولكنها تناست العدالة الإجتماعية وكرست لنفوذ الثروة وتكديس المال،،، وعلي النقيد النظرية الماركسية ولكنها كانت تهمل الفردية وتعتمد علي العدالة والاشتراكية دون الحرية ،، ،وتوالت تطور فلسفي لعلاج مشاكل الاقتصاد وازمات عالمية ،،وظهر المجتمع الدولي والتكتلات العالمية ،،والحروب العالمية وتلتها احتياج العالم للاعلان العالمي لحقوق الانسان،،وزادت أهمية تفعيل المجتمع المدني الحقوقي والتنموي وأهميته من نقابات وجمعيات واعلام توجه السلطة وتحمي المواطن والمستهلك وتوجد حل للمشكلات والصعوبات وتقف بجانب الضعيف ،،وتتحرك لذلك شعوب العالم المتحضرة تبحث عن الحرية و العلم وعن الدقة وعن القيمة و عن المعرفة والرفاهية حتي وصلنا لعصر المعلومات والفضاء والعالم الإفتراضي ،،واصبحت وتيرة العلم والإكتشافات والإختراعات سريعة واصبحت المنتجات اكثر تنافسية بالعلم والعمل والمجتمع الدولي الذي يحمي الحقوق الفكرية والتجارية لكل متنافس ،،وكان لابد من حماية البيئة من المدمرين لها فعواقب ذلك تضر بكل سكان الأرض ،،هكذا اصبح العالم حقوق الانسان و التنافسية و حماية البيئة،،هدفه التنمية المستدامة والسلام ،،ولازال العالم البدائي في خوف وتوجس من الحداثة،،يبحث عن زعيم ينقذه لا عن مبادئ تحكمه ،هذا العالم المتمسك بعقلية البقاء للأقوي وليس للأصلح ،،يلفظ نخبته الحقيقية ويحاربها،،وهي النخبة التي تدعو لتغيير جزري عميق في الثقافة والإقتصاد بأن نبدأ من حيث انتهي العالم المتحضر ،،لا تحكمنا الخرافة والوهم وتقديس الاشخاص ،،ونعلي من قيمة الانسان وحقه في حياة كريمة بضمير حي وعقل مستنير ناقد.. فتقليد الشكل وليس الجوهر في الاشتراكية والرأسمالية مزجا بالعشوائية لم توصلنا لشئ ،،،،المجتمعات التي لا تنتج لا يحتاجها العالم شريكا فإن كانت غنية بموارد طبيعية تحت الأرض وفوق الأرض او موقعها الجغرافي فإنها ستكون سوق إستهلاكي ومطمع للطفيليين والدكتاتوريين ،،اما ان كانت شعوب بدائية فقيرة بلا موارد ولا موقع جغرافي فإنها تكون في حاجة للعالم لمساعدتهاقبل فنائها ،،هل تستطيع ان تعرف الان لماذا لا نعمل ولصالح مين يبعدنا عن قيم العمل والتنافسية والبيئة النظيفة؟،،لنغرق في البحث عن لقمة العيش والتعصب ،،هل للحياة قيمة بلا انتاج؟ ،،هل للحياة قيمة بلا مشاركة؟،،،
#داليا_عبد_الحميد_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اسلحة تخلف الخطاب الديني و غلق باب الاجتهاد وتقديم النقل علي
...
-
في معضلة تخلف الخطاب الديني و غلق باب الاجتهاد وتقديم النقل
...
المزيد.....
-
أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم
...
-
الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
-
تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
-
بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م
...
-
موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو
...
-
بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا
...
-
شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ
...
-
بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت
...
-
بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|