أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - فتح مصر














المزيد.....


فتح مصر


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 3932 - 2012 / 12 / 5 - 23:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احتلَ من ينتهجون فكر القاعدة أراضٍ شاسعةٍ في مالي، وبدأوا فورًا في تطبيق ما يرونه شريعةً إسلاميةً، بدأ المجتمع الدولي يُعدُ لإسقاطِهم. قبلها اجتاحت القوات الأثيوبية الصومال، أسقطت دولة المحاكم، شهور قليلة أمضتها المحاكم فيما يشبه السلطة، كرَرت الخطابَ العتيقَ، المتشنجَ، المانعَ، الرافضَ، تجبرت رغم هشاشتها، ثم، اندحَرَت وفرت وهربت. الفضائيات لم تكذب، علي الملأ أذاعت مظاهر الفرحة بسقوطها، قهرت شعبها باسم الدين، هكذا كلُ جبارٍ متسلطٍ، تحت أي شعار، من أجل الشعب البطشُ وبه الاستغاثةُ عند الغرق.

قبلها كان إقصاء طالبان بعد أن قدمت نموذجًا يستحيلُ أن يُحتذي. وبنفس الإخراج، أُبعد حزب الله عن جنوب لبنان، أُجلي عن أرضٍ كان يعتبرها حصنَه وملاذَه، يتغني بالنصر عن بُعد، بالمراسلة، يطالب بالثمن من استقرارِ لبنان ووحدتِه، يلعب بشارعٍ يسودُه التقلبُ والغوغائية0 وبمحنة الجلوس علي كراسي السلطة اِبتليت أيضاً حماس، انتخبها الشعب أملاً في الخلاص، لم تستوعب العصر، اتشحت بنفس سلاح القهر، باحتكار الصواب، برفض الآخرين، بإنكار التاريخ، المعاهدات، الاتفاقيات. العالم الآن شديد الحساسية لهذا الخطاب، لا يصدقه، لا يثق به، يري فيه التنمر عند المقدرة، الخيانة المبررة.

ثم كيف سقطت الدولة العثمانية؟ لقد ضربها الفساد والعنصرية الدينية والعرقية، حتى تحللت وسَهُل على الغربِ اسقاطِها تقسيمها؟

في مصر تجربة مماثلة تبدأ، تتصورُ في نفسِها القوةَ، تستغلُ سلطةَ الدولةِ، بوضعِ اليدِ سيطرَت علي شوارعٍ وجامعاتٍ ونقاباتٍ، تغلغلَت باسمِ التجارةِ وفعلِ الخيرِ، أساءت لكل من فَكَرَ علي خلافها، سلاحُ الدين مُشهرٌ، به تمنحُ وتمنعُ، تبيحُ وتحللُ، تقودُ المطحونين لويلاتٍ أكبر منهم. ما أخطر سيطرتِِهم وحكمِِهم، المعاهداتُ التي ينكرونها ستهدُرُ أرضاً غاليةً، إنكارُُ المواطنةِِ سيمزقُ الوطنَ، لا يملكون إلا كلامًا براقًا متلونًا وتاريخًا محدودَ النماذجِ، بالهوى يروونه وبواقعٍ بائسٍ يائسٍ فقيرٍ معدمٍ يتصورون إعادتَه.

بنك فيصل نموذجٌ سيكبرُ، نظامٌ قَبَليٌ يستبعدُ المخالفين في الديانة، يستغلُهم ولا يسمحُ بمشاركتِهم في اتخاذِ القرارِ، في الحكمِ، كلُه باسم الدين. الوضعُ خطيرٌ، مصر تُمَزَقُ، لا نملكُ ترفَ المجاملةِِ، إخفاءَ الحقيقة والمخاوفِ، الدفاعَ عن أنظمةٍ فيها عظاتُ كلِ عاقلٍ، الترويجَ لمن يرون أنهم الحل، ليسوا إلا الدمار علي عجل، الخروج من التاريخ والجغرافيا.

العالمُ يمتلكُ القوةَ والمقدرةَ، الشعبُ هو الضحيةُ، مصر الدولة. مصر تُفَتَتُ، سيتكاثرُ عليها كلُ من يعارضُ حكمًا دينيًا في عالمِ اليوم.

بعد الإعلان الدستوري والانتهاءِ ما بين طرفةِ وعينٍ وانتباهتِها من دستورٍ مشبوهٍ، أُعلِِن التباهي بأبهى عصور الإسلام، بفتحِ مصر، من جديد. هل تتفقُ مصلحةُ الإخوان ومشايعيهم دينيًا مع مصلحةِ مصر؟ يا قلب المخلصين عليك يا مصر ،،

مدونتي: ع البحري
www.albahary.blogspot.com
Twitter: @albahary





#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلام السيكو سيكو
- هل تتفقُ مصلحةُ الإخوان مع مصلحةِ مصر؟
- حَجبُ المواقعِ ليسَ من الإنترنت ....
- المدينة الفخارية ...
- صُحفُ الإخوانِ ... الوطني سابقًا
- من وحي انقطاع الكهرباء ...
- منحُ اللجوءِ السياسي للأقباطِ ... لَطشةٌ مسكوتٌ عنها
- العشوائيات في السكك الحديدية
- بذاءةٌ وتلفيقٌ ...
- مَصلحةُ الإخوانِ تَتَعارضُ مع مَصلحةِ مصر
- مرسي زارَ الأقصر ...
- أردوغان ليس إخوانيًا ...
- الإذاعة في رمضان ... والإعلام أيضًا
- عندما صَلى الشعراوي ركعتي شكرٍ ...
- العلمُ محايدٌ ...
- مش أنا ده هو ...
- تحية التوك توك ...
- فَرمَطة مصر ...
- الديمقراطية في مصر .. لمن؟
- هل الستين أصبحَت عَورةً؟


المزيد.....




- دراسة تظهر فوائد الجبن المذهلة لتعزيز صحة الأمعاء
- أسباب ظهور الوذمة على الوجه
- أجهزة كهربائية لا ينصح باستخدامها مع سلك التمديد
- علماء يعثرون على شبكة ري متطورة تكشف أسرار حضارة بلاد الرافد ...
- السعودية تلعب دور المُيسِّر وليس الوسيط
- بدأت هزيمة القوات الأوكرانية ويجري الاستعداد للقضاء عليها
- فريق ترمب يبحث عن بديل لزيلينسكي
- روبيو: واشنطن تريد معرفة التنازلات التي ترغب أوكرانيا في تقد ...
- إسقاط عشرات المسيرات الأوكرانية المتجهة إلى موسكو
- صحيفة: الناقلة التي اصطدمت بحاملة الحاويات قرب بريطانيا مستأ ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - فتح مصر