|
7illo 3an 6eezy
يونس حنون
الحوار المتمدن-العدد: 3932 - 2012 / 12 / 5 - 19:56
المحور:
كتابات ساخرة
ربما سينظر معظم القراء الاعزاء الى عنوان المقالة باستغراب وحيرة ، وبالتأكيد فالكثيرون منهم لن يفهموا ما تمثله هذه الحروف والارقام ، لكني اطمئنهم باني ساشرح المعنى بعد قليل مع التأكيد ان العنوان هو جملة مفيدة بالعربية لكنها كتبت بحروف لاتينية كما تم استخدام الارقام كبديل للاحرف العربية التي لامرادف لها بالانكليزية مثل الحاء والعين والطاء وللتوضيح فهذه العبارة 7illo 3an 6eezy كتبت على لافتة كبيرة رفعها عدد من المتظاهرين في لبنان كانوا يتظاهرون ضد قيام السلطات باجراء فحوصات للمنطقة الشرجية لمن يتم القبض عليه للشك بانه ذو ميول مثلية ، واذا بقي احد لم يعرف ماتقوله العبارة فهي تخاطب السلطات بالقول (حِلّو عن ط ..ي ) ، او بالعربي الفصيح اتركوا مؤخرتي بحالها ، لتشير مرة اخرى الى هذا الولع العربي بالمؤخرات وكيف اصبح انتهاكها السلاح المفضل بيد الحكام والاجهزة الامنية لغرض قمع المعارضين وارعابهم وتشجيعهم على الصمت والتزام الهدوء تجنبا لأن تقع مؤخراتهم بيد السلطات الامنية ومنعا لأن تصبح هدفا للعديد من الاجراءات التي تدخل في باب حماية امن الدولة التي لا تتورع عن الضرب بيد من حديد على كل المشبوهين (الذين سوّلت لهم انفسهم الاضرار بأمن البلاد ،كما تقول الديباجة الامنية المعروفة) . ربما يتذكر العديد منا ذلك المشهد الضاحك الباكي من مسرحية غوار الطوشة (كاسك ياوطن) عندما يحاول المحقق دفعه الى الاعتراف باجلاسه على كرسي وتمرير تيار كهربائي خلال المقعد كنوع من التعذيب ، لكن المتهم غوار وبدلا من ان يصرخ من الالم انفجر بالضحك ، وعندما ساله المحقق مبهوتا عن سبب ضحكه قال بلهجته : (باضحك لان الكهربا وصلت لقفاي قبل ماتوصل لضيعتنا) وفي مصر وعدد من الدول العربية تقوم السلطات باخضاع الفتيات ممن يشاركن في المظاهرات الى ممارسة بشعة هي مايسمى فحص العذرية بعد ان حلت الدولة كل مشاكل المواطنين وعم الرخاء والرفاه بينهم فلم يبقى مايشغل بالهم الا بكارة الفتيات ، وليس من الصعب ان نفهم ان تلك الاجراءات لا علاقة لها بالمحافظة على الشرف بل هي وسيلة اذلال وترهيب للفتاة كي لاتفكر بالخروج في المظاهرات خوفا من الاهانة الجسدية التي يمكن ان تلحقها ، ولتثبت السلطات الحاكمة في بلادنا على الدوام انها وصلت بامتياز الى الحضيض في الاخلاق فلا يمكنها ان تتعامل مع عقل وضمير المواطن بل ما تحت حزامه. لكن بما ان نسب الذكور من المعتقلين السياسيين اكبر عادة من الاناث بكثير ، فالتعامل معهم يكون بطريقة انتهاك المؤخرات وهي التسلية المفضلة لمعظم السلطات الامنية في بلادنا العربية ، مثلا في العراق في عهد البعث الاسود لا فرق بين مذنب وبريء عندما يكون امن الحاكم مهددا ، وكانت الطريقة المتداولة للتعذيب المقعدي والتي نسميها باللهجة العراقية "البُطُل" اي اجلاس المتهم بعد تعريته على قنينة فارغة، يتباين حجمها مع نوع الشبهة ، فالمتهم الذي يراد اخافته فقط سيكون محظوظا بان يستخدموا معه قنينة (سفن اب) او (سينالكو) صغيرة، اما المتهمون الكبار ممن يراد دفعهم الى الاعتراف بتهم مصخمة فسيكون من نصيبهم قناني البيرة الكبيرة او البيبسي ذي الحجم العائلي والتي "تفتح" مجالات "اوسع" للوصول الى الاعترافات. اما الاخوة في مصر فكانوا يتندرون بأن سلطات امن الدولة لديهم قد ابتكرت طريقة مختلفة للتعامل مع مؤخراتهم وهي (البلف) او بلاور الهواء المضغوط الذي يستخدم عادة في نفخ تايرات السيارات ، حيث تم اكتشاف فائدة اخرى له كوسيلة امنية باستخدامه في نفخ امعاء المتهم من مقعده وجعله يتلوى وهو يطلق الصرخات من اعلى ومن اسفل كي يعرف حدوده ويمتنع عن الاضرار بامن البلاد والغريب ان هذا الشعار لم يعد حكرا على السلطات فقط، ففي العراق مثلا حيث اصبح كل صاحب مليشيا في هذه الايام حاكما بامره على رقاب (وربما مؤخرات) العباد تم ابتكار وسائل جديدة للمحافظة على اخلاق المواطن التي لم يفسدها حكم الرفاق والمخبرين ولا نذالات البعثية وخلفائهم من حكام المحاصصة ولا الرشاوي ولا كراهية الاخرين ولا ممارسات الاحزاب الطائفية وحكام الزمن الوضيع الحالي، ومن أكثر الوسائل سفالة مافعلته كلاب مقتدى الصدر الذين منحوا لانفسهم سلطات قضائية وتنفيذية فسمعنا عن قيامهم بتعذيب من يشك ان لديه ميول جنسية مثلية من الذكور بافراغ انابيب من صمغ لاصق شديد الفعالية في مؤخراتهم وقتلهم بعد ذلك ليثبتوا لنا انهم من نفس العينة النتنة لحكامهم ، السابقين منهم واللاحقين . ولست اشك ان هناك طرق اخرى مبتكرة تقوم بها السلطات في باقي بلاد الشرق السعيدة تتمحور كلها حول كسر عين المعارض وانتهاك كرامته بهذه الوسائل الدنيئة ، مع وجود تبريرات جاهزة لهذه الوحشية بان الوطن يمر بظروف مصيرية، وان هناك مؤامرات تستهدف امنه ،وان علينا ان نوحد جهودنا لقضيتنا الكبرى وكأن شعار المرحلة غير المعلن قد اصبح ( تحرير الارض المحتلة يمر عبر ط..ي !!!!!) لذا اتمنى يوما ما ان يهب جميع ابناء الوطن العربي وان تكون لهم كلمة موحدة ويدا واحدة وان نوجه الى حكامنا على اختلاف نذالاتهم وسفالاتهم رسالة موحدة وهي 7illo 3an 6eazetna
#يونس_حنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الولايات المتحدة العربية!
-
حكومة المالكي وروح الفكاهة
-
لماذا نحن اذكياء ؟
-
ثقافة العورة بين النقاب وقيادة السيارات
-
هل ابن سينا او الفارابي شهود على الاعجاز
-
وقفة رائعة مع الانسانية
-
اقوال .....مأثورة
-
قيل...عن الدين
-
كفاكم يا كويتيون
-
الدجل ....بلا خجل
-
الجهاد في الجودو
-
هل توقف سعالنا ؟
-
القذافي مكعمز عالروشن
-
امرأة من العراق
-
قريبا ....سنصدر التقوى
-
احبوا نوابكم ....باركوا سياسييكم
-
تأملات ... مع الاخبار القادمة من تونس
-
عندما اخرسني الخفاش
-
اغاظة الكفار في راس السنة
-
انتظروا الجلد العلني في العراق....قريبا
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|