أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فاتن نور - عقول لم تروّض بعد!!














المزيد.....


عقول لم تروّض بعد!!


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1137 - 2005 / 3 / 14 - 10:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يقال ان الانسان يولد حرا.. ربما.. ويقال انه يولد مخيرا.. ولمَ لا..

ولكن لو شاءت الأقدار لي ان أ ُرعى من قبل اسرة هندية/هندوسية (على سبيل المثال) منذ الطفولة لم استطعت اليوم ان اكتب كما اكتب الآن باللغة العربية ولتغيرت اغلب اهتماماتي وصبت في جدول اخر تفرضه البيئة والمتغييرات المحيطة بكل تنوعاتها الدينية والسياسية والتاريخية...الخ
باعتقادي نحن نولد ليمارس علينا الترويض العقلي ابتداءا من الأسرة الى طبيعة الحياة العامة في الشارع وتصاعدا في مجال الترويض الذي ندخل عالمه الأوسع في المدارس وبمناهجها التعليمية من تاريخ ودين وتربية وطنية..الخ والتي تخضع بشكل أو باخر لرقابة وتوجيه العقول المهيمنة على المجتمع وبما يتفق مع رؤى تلك العقول ويصب في روافدها،وطبعا هناك من المناهج التي لا تقبل التلاعب والتسويف مثل الجغرافيا والفيزياء والرياضيات.. الخ ،ولكن تبقى نسبة الترويض المفروضة علينا تتناسب حجما مع قابلية الفرد نفسه للتحليل والاستنتاج من جهة وقابلية التعليل والمناظرة من جهة اخرى ، فهناك من يسقط في خندق الترويض بشكل كامل ويتقبل كل ما يتلقى بذهنية ميكانيكية.. وهناك من يرفض، ينتفض او حتى يثور! ومن هنا افرزت الحياة وانجبت العلماء والفلاسفة والباحثين..و..و واللذين ابدعوا لعدم تقبلهم كل ما هو موجود وبالشكل الذي روضوا لتقبله او وجدوه هناك اصلا كقيمة يحتذى بها او نظرية علمية لا يجوز اقتحامها أو فلسفة دينية تقمع لو تطاولت في معرفة دلالاتها...الخ، وقد تنتج عقول الأطفال التي لا تزال تمتلك الكثير من الفسح الذهنية غير المروضة حكما بليغة تعكس نضارة عقولهم الغضة.. دعوني انقل لكم محاورة بسيطة بين اب وأبنه الذي لم يتجاوز سن الخامسة بعد، وكنت قد قرأت مضمونها قبل فترة بعيدة وسانقلها من ذاكرتي المستفيضة:

قرر الأب الثري جدا أخذ ابنه لقضاء يوم مع عائلة فلاحية ليطلع الأبن على احوال الفقراء من الناس وليكون شاكرا لما منَّ الله عليهم من ثراء ورغادة عيش، وبعد قضاء يوم كامل مع تلك الأسرة عاد الأب ادراجه مع ابنه متوجها الى قلعته الرابضة في ارقى احياء المعمورة ، وفي طريق العودة دار هذا الحوار بينهما:

- كيف استمعت بيومك يا ولدي؟
يوم جميل ابتي.. اتمنى ان يتكرر
- وهل رأيت كيف يعيش الفلاح؟
بلى أبتي رأيت ..
رأيت كيف يستمتعون بأكل كل ماهو طازج ونضر من خضروات وفواكه،ونحن نجلبها من الآسواق ولا نعرف وقت قطافها
رايت كيف ياكلون اللحوم والأسماك الطازجة ونحن نأكل المجمد منها..
كيف لديهم حقل وعلى امتداد الآفق ولدينا حديقة مسيجة،
كيف لديهم من الحيوانات من طيور وخراف، كلاب وبقر ولدينا كلب واحد كسول يقضي يومه متخما فوق ريش النعام،
كيف لدينا مسبح صغير ولديهم نهر جاري ونابض بالمرح،
كيف لدينا من الخدم والحرس الكثير وحراسهم الأهل والجيران والأحبة
كيف نقضي وقت الراحة عند موقد النار وامام شاشة التلفاز البلهاء العريضة، وكيف يقضون استراحتهم امام شاشة السماء المبهجة بنجومها وعند جرف النهر حيث النسيم الندي، لا دويّ مكيفات التبريد
بعد هذا الاسترسال لفظ حسرة بها من الوجع والأستغراب ما بها وسأل أبيه الذي ظل طيلة الوقت فاغرا فاه:
ابتي.. لماذا نحن هكذا فقراء!!!؟



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلبجة! بين اينشتين والأثير
- لنا.. شعبٌ تحت الأرض
- رأس الخيط لتحررالمرأة
- عراكيّة وليش لاله
- وهل يموت النضال بقتل المناضلين! - ذكرى الشهيد سلام عادل
- مُداعبة وحوارعلى ظهر الخجل
- ناقصات(أم ناقصون)..عقل ودين - الجزء الثاني
- ناقصات (أم ناقصون)..عقل ودين؟
- غزل! بين شموع لاتحترق
- من فم زرادشت ومن..فمي
- عروس البحر..بيروت..
- بين الأيام..الرب.. الخطيئة
- شهادة ورسالة..عبد الأمير كاظم حمد
- كيف لي.. كيف لكَ
- حبلى على سواحل الانتظار
- أقبلَ العيد...مع تهنئة! للكراسي الذهبية
- من فوضى الإنعطاف
- شدني الحنين وبس!
- وجوه عراقية..وضمائر مشوّشة
- فلسٌ) مٌعَوّم و(طينٌ) حر)


المزيد.....




- بيان من مجلس سوريا الديمقراطية بعد الإعلان الدستوري
- لأول مرة.. السعودية تتفوق على مصر وإسرائيل في المقاتلات العس ...
- اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النو ...
- بي بي سي تدخل قاعدة حميميم في سوريا التي تؤوي عائلات علوية ...
- متى يعتبر نقص الحديد في الجسم مشكلة؟ وما أفضل طرق العلاج؟
- الصين وروسيا تدعمان إيران مع ضغط ترامب لإجراء محادثات نووية ...
- البرتغال تشكك في شرائها مقاتلات -إف-35- خشية من موقف ترامب
- اكتشاف ينهي جدلا علميا واسعا حول المومياء المصرية -الحامل-
- أوربان يعارض القرض المشترك للاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا وي ...
- لوكاشينكو: منظومة صواريخ -أوريشنيك- الروسية ستدخل في الخدمة ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فاتن نور - عقول لم تروّض بعد!!