ابراهيم جوهر
الحوار المتمدن-العدد: 3931 - 2012 / 12 / 4 - 22:37
المحور:
الادب والفن
البطن بستان، والبستان فيه الورد والشوك والحجارة ؛ الضارة وتلك الجميلة المشذّبة.
بستان...
والحياة بستان، فيها وفيها. والأدب بستان.
فجرا كان دلال القطر على الشرفة، كان الرهام يتدلل... القطر يتدلل، ينزل ثم يرتفع. القطر يحق له الدلال وبه يليق.
فجرا عانقت على شرفتي قطرات خفيفة من المطر الرهام الناعم . موسيقى الرهام وهي تعانق أوراق الدالية اليابسة تثير الحنين والشجن وتفتح نافذة مواربة من الفرح المنتظر.
(النقطة) سرعان ما توقفت، وابقت حركة رياح نشطة.
(النقطة) تتدلّى ثم ترتفع.
(النقطة) تتدلّل. الدلال يليق بها فحق لها.
الثلاثاء الفائت غبت عن الدوام المدرسي؛ اتصلت صباحا وأفدت بأنني متعب تثقلني الأحزان فلن أحضر...أتعبتني يومها تراكمات تفكير وخيبة وصدمة ،ربما كانت خفيفة، لكنها في عرفي تفعل فعلها فتزيد نفسيتي غمّا وسوادا.
اليوم آمل أن يكون أفضل.
سأجرب وأرصد وأرى....
لكنها الساقية!
الساقية يدور بها (الدائر) المسكين وهو يظن أنه اقترب من نهاية المشوار، وإذا به يبدأ من جديد مشوار غربة ومعاناة.
سيزيف في صخرته وعذابه ؛ هي الحياة!
البستان الأدبي عامر بالجمال والإبداع . ورود اللغة والمضامين والأساليب ، يقابلها أشواك، وحصى، وحجارة غير مشذّبة...
الأدب بستان كما هو البطن.
أقضي ساعات في قراءة المتعة ولا أشعر بالندم، بل يمتلئ عقلي ووجداني بالحكمة والجمال والمعنى . وأقرأ محاولات وهذيانا ولغة محطمة فأغرق في بحر من السذاجة، وينتابني الندم...
بساتين،
قطر يتدلل،
هواء ينشط هذا المساء، وحركة عناق القطرات للأرض مسموعة بانسجام وخيال .
لولا شيوخ ركّع، وأطفال رضّع، وبهائم رتّع...
لم تعد مساحة الأرض المتبقية تكفي للبهائم الرتّع...فلا عجب لو تدلّل القطر وانحبس.
#ابراهيم_جوهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟