جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3931 - 2012 / 12 / 4 - 22:22
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
للشخصية قصتها الخاصة بها و لكنها تختلف من لغة الى لغة فمثلا قصتها العربية تختلف عن قصتها الانجليزية. تعتمد الشخصية العربية على النهوص و الصعود و الظهور و المرور و الحدقة او تركيز النظر اي البؤبؤة قارن (حديقة) من (حدق) اي احاط و هي كلمة قديمة قارن القرآن (سورة ابراهيم 42 آية: تشخص فيه الابصار).
تطور معنى الشخصية في العربية الى المعنى الحالي لربما بسبب التميز او ظهور صفات خاصة تثبت الهوية و هذا واضح في عبارات مثل (قلم التشخيص) او (تشخيص الامراض). لربما تقترب قصة الشخصية العربية الى الشخصية الانجليزية في ان الشخص هو عادة ممثل مسرحي يلعب دور معين يختلف عن الادوار الاخرى او يتقمص شخصية معينة.
كلمة persona اللاتينية من الاغريقية prosopon كان قناع الممثلين على المسرح او بعبارة اخرى كان كل ممثل يلبس قناع خاص به اما مصنوع من الخشب او الفخار ينطق من خلاله دون ان ترى الناس وجهه اي ان القناع كان لتغطية الوجه و لاجل تقمص شخصية مسرحية معينة كما يقوم الممثلون اليوم بارتداء ملابس خاصة و لربما كان القناع يستعمل ايضا كمكبرة للصوت. بهذا تغير مفهوم الشخصية من القناع الى الصوت الى المعنى الحاضر. اكثر المفاهيم اللاتينية تسلك طريق ثلاثي تبدأ كمفاهيم دينية ثم تتطور الى مفاهيم مسرحية لتتطور الى مفاهيم مدنية.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟