أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شجاع الصفدي - عملاء ولكن،،،














المزيد.....

عملاء ولكن،،،


شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)


الحوار المتمدن-العدد: 3930 - 2012 / 12 / 3 - 02:46
المحور: القضية الفلسطينية
    


تباينت ردود الأفعال في الساحة الفلسطينية الداخلية وساحات دولية تختص بحقوق الإنسان بقضية إعدام العملاء بالطريقة التي تمت خلال حرب الأيام الثمانية التي شنّتها دولة الاحتلال على قطاع غزة ، حيث قام مسلحون من المقاومة بإعدام سبعة من العملاء على دفعتين ، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تم سحل جثة بعضهم وجرّها بدراجة نارية في شوارع غزة ،وقد يكون معظم الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة لا يشعر بالشفقة تجاه هؤلاء العملاء ، بل لا يختلف أحد تقريبا على حتمية إعدام الخونة الذين يساهمون في قتل أبناء شعبنا ويساعدون العدو على تنفيذ جرائمه باغتيال رجال المقاومة وفي تنفيذ مخططات خبيثة لبث الفتن والسموم في المجتمع الفلسطيني وأيضا محاولات الإسقاط لحساب مخابرات العدو ، وبسبب كل هذه الجرائم لا بد أن يلقى هؤلاء العقاب الشرعي المناسب فالقاتل يقتل والخائن الذي يتسبب بالقتل لا بد من قتله ، لكن الاختلاف يكون في حيثيات العقاب ، فإذا كانت هنالك أدلة دامغة وثابتة تدين العميل فلا بد من محاكمته ومن ثم تنفيذ العقوبة الدنيوية كما ينص الشرع ، وإذا كان العميل لم يتورط في القتل بأي شكل وهنالك أمل في إصلاحه واستغلال ارتباطه بطريقة تخدم الوطن والمقاومة فذلك أمرٌ محمود . أما ما يرفضه الشرع وترفضه الإنسانية هو أن توقع العقاب بالمجرم ومن ثم يتم سحله والتنكيل بجثته، فلا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها ومن يظن أن هذا المشهد قد يساهم في بث الرعب في قلوب العملاء فهو مخطئ لأن الخائن جبان بطبيعته ودائما يخشى من افتضاح أمره ومشهد كهذا قد يجعله صاغرا مستسلما يقدم خدماته للاحتلال لأبعد حدود مدركا خاتمته لكنه لا يجد دافعا للتراجع ولا يملك بصيصا من أمل يدفعه نحو التوبة أو تسليم نفسه للجهات المختصة لكي تساعده في الخلاص من براثن العدو ، لذلك كان الأجدر بالمقاومة وفي ظل ظروف الحرب الاستثنائية أن تتصرف بشكل مختلف عما أقدمت عليه،وإذا كان لا بد من إعدام هذه المجموعة من العملاء في تلك الظروف ، فلا بأس من تغطية وجوههم جميعا وإعدامهم أمام الناس وعدم الكشف عن وجوههم ومن ثم دفنهم بطريقة شرعية بعد نيلهم العقاب الذي يستحقونه في الحياة الدنيا دون سحلهم وجرّهم بهذه الطريقة المسيئة للمسلمين والتي تخلو من تطبيق شرع الله على جثة الميت حتى وإن كان خائنا ، ومن ناحية أخرى فإن الأشخاص الذين أعدموا العملاء السبعة أعدموا أسرا كاملة وليس الخونة فحسب، فكل من هؤلاء العملاء لديه أسرة وأطفال وإخوة وبنات مقبلات على الزواج ، والستر في قضية كهذه هو الأوجب حيث لا تزر وازرة وزر أخرى ، حيث أن عائلاتهم من العائلات المحترمة والتي لم تشوّه يوما أو يسمع أحد عن أبنائها أي سوء ، فلماذا تعاقب العائلة كلها بهذه الطريقة خاصة ونحن جميعا نعرف أننا في مجتمع تركيبته صعبة جدا خاصة في النواحي الأمنية ، فلا أحد سيرحم أبناءهم في المدارس من السخرية والإهانات ، ولا أحد سيقدم على الزواج من بناتهم ، وسيشعر إخوتهم بالخزي ، وقد يقدم بعض المتعصبين اجتماعيا على تطليق زوجاتهم أيضا دون أي ذنب بسبب القرابة ،وتكون المقاومة هكذا جعلت بدل الخائن عشرات من الحاقدين والذين تحوّلوا بسبب الحقد لفرائس ممكنة للاحتلال ، فأين الحكمة مما حدث ؟ ،وأعتقد أن إعدام العملاء بشكل لا يفضح أسرهم لن يجعل أحدا يسخط أو يحقد على المقاومة أو الجهات الأمنية ، حيث أن أهل الخائن لا يختلفون على عقابه ولا يريدونه بينهم لكن من حقهم أن يعتبروا أن طريقة الإعدام كانت خاطئة وظالمة بحق ذوي الخونة .
كما أنه من الحكمة لو تم تسليم العملاء لأشخاص ذوي حكمة من عائلاتهم ليقوموا هم بتبييض صفحتهم والتخلص من هذه الأورام بطريقة لا تفضح وبنفس الوقت تفي بالغرض المنشود ، أو حتى لأجل الله عز وجل كان ممكنا التخلص من هذه الأورام بوضعهم في أي موقع للمقاومة ليكونوا وقودا للثورة والحرب التي يشنها العدو على غزة ، حينها سيموتون ميتة لا تؤذي عائلاتهم وبنفس الوقت يكون القصاص قد وقع في الأرض ويبقى عقاب السماء عسيرا.
لذلك فإن وجهة نظر الكثيرين من أبناء الشعب الفلسطيني هي رفض هذه الطريقة في إعدام العملاء ، ورفض التشهير الفوري بعائلاتهم كما حدث ، حيث تسربت أسماء العملاء إلى معظم المواقع على الانترنت في لحظات !.
وأخيرا لا يختلف أحد على ضرورة إنزال العقاب المشروع على الخونة كلٌ حسب جريمته ومدى تورطه في الخيانة ،نرجو من الله عز وجل أن ينزل الحكمة على القائمين على الشؤون الأمنية ليتصرفوا بطريقة تحمى الوطن والمواطن ، ونسأله تعالى أن يجعل مجتمعنا رحيما بأسر هؤلاء وأبنائهم الذين لا ذنب لهم في سوء خاتمة هذه الثلة ممن باعوا ضمائرهم وأوطانهم .




#شجاع_الصفدي (هاشتاغ)       Shojaa_Alsafadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوةٌ للخاتمة
- غزة ولعنة الاتهامات
- عشرٌ في النار
- ليت الريح لم تهمد
- انتصرنا !! ، وأمرنا لله
- حالة حب
- خمس على هامش الوطن (ج7)
- ليتك لم تكن أنت
- أيلول المع والضد
- خمسٌ على هامش الوطن(ج6)
- الفصائل الفلسطينية وأزمة المصداقية
- خمسٌ على هامش الوطن(5)
- عند انعطاف البحر على الصواري
- التجربة الماليزية بطابع فلسطيني
- المصالحة الفلسطينية بين الفرحة والتوجس
- سامحنا يا فيكتور
- ربيعٌ يشتاق لنزف الوردة
- لعبة تحرير الأخبار
- خمسٌ على هامش الوطن(4)
- صراع المثقفين وعجز المسؤولين


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شجاع الصفدي - عملاء ولكن،،،