|
مرة أخرى النساء والأطفال رهائن الداخلية
الجمعية المصرية المناهضة للتعذيب
الحوار المتمدن-العدد: 1136 - 2005 / 3 / 13 - 10:44
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
كلما تصورنا أن أجهزة الأمن المصرية قد وصلت إلى أقصى ما يمكن أن يصل إليه خرق القانون وانتهاك آدمية البشر تأتي الأحداث لتقدم دليلا جديدا على أن خرق القانون لا سقف له ولا حدود.. وأن شهية جلادي الداخلية لإهانة المواطنين وفرض سطوتهم عليهم مهما حمله ذلك من تنكيل وهتك للحرمات واغتصاب لأي مساحة من الكرامة هي شهية وحشية إجرامية لا تكتفي ولا تشبع.
إن ما شهدناه بالأمس في الرحلة التي قمنا بها لتقصي الحقائق في قرية سرانداو إثر بيان لجنة الدفاع عن فلاحي سرانداو هو جريمة بكل معنى الكلمة حتى لو حاكمناها بقانون الطوارئ البغيض.. لكننا هذه المرة لسنا بصدد سطوة وزارة الداخلية فحسب بل بصدد تواطؤ بوليسي إقطاعي ما بين أجهزة الداخلية وبين واحد من كبيري الإقطاعيين، هو صلاح نوار الذي كان في يوم ما يملك ما يزيد عن العشرة آلاف فدان يريد استرجاعها الآن حتى ممن يدفعون له إيجارها، بما في ذلك أرض الإصلاح الزراعي التي لا يملك عليها أي حق.
في عزية سرانداو والعزبة البحرية مركز دمنهور تمارس وزارة الداخلية عقابا جماعيا بدأ باعتقال أعداد غفيرة من الفلاحين ليلة الجمعة الماضية، هرب باقي الرجال على إثره إلى العزب والقرى المجاورة.. ولم تبق في العزبتين إلا النساء .. فما كان من صلاح نوار ورجاله إلا أن هاجموا العزبة بجراراته ليحرثوا الأرض المزروعة ويتلفون المحاصيل ويمنعون النساء من النزول إلى الأرض.. ويطلقون النيران في كل اتجاه بغرض ترويع الأطفال والنساء، الشابات منهن والعجائز.. المتزوجات منهن والعازبات..
إن ما رصدته بعثة تقصي الحقائق بالأمس، الخميس 10 فبراير 2005، هو أمر بشع يحدث نهارا جهارا دون حياء أو خوف من محاسبة، بل إن بعض مما يحدث حدث أثناء وجودنا هناك حيث تم القبض على خمسة من فتيات العزبة البحرية حين كنا على بعد 500 متر منها في عوبة سراندو.. بيوت مخروبة مكسورة الأبواب.. منهوبة المحتويات.. نساء مقبوض عليهن.. يتم ترويعهن في وجودنا لكي لا يتحدثن معنا.. أطفال تحكي عمن تم القبض عليهن من نساء وفتيات القرية.. عن ضباط يضربون النساء بالفلكة ويغمون عيونهم كي لا يتعرفوا على الأماكن التي يحتجزون فيها.. منازل مغتصبة من الأهالي يقطن فيها ضباط البوليس.. وسيارات أمن المركزي مختبئة وراء البيوت كي لا نراها.. حولها جنود يتحركون وسط القرية في ملابسهم الداخلية.. منزل آخر من الخرسانة لم يتم دهانه بعد حوله الأمن إلى سجن مكتظ بالنساء المحتجزات لحين عودة رجالهن.. أطفال أمضت في الحجز عددا من الأيام وبعضهم لازال محجوزا، أعمارهم تتراوح بين شهرين وثلاث سنوات.. ولا مجال للاتصال بأحد، فأجهزة التليفون القليلة التي كانت بالقرية تم نزعها من البيوت كما تم تقطيع أسلاك التليفون من المنطقة..ملاحقة بوليسية وتهديد لنا أثناء تواجدنا هناك على مسمع ومرأى ممن تبقى من نساء القرية وذلك تحت قيادة محمد عمار رئيس مباحث دمنهور وعقيد فؤاد شاهين من مديرية أمن دمنهور.. وجدير بالذكر أن الأول قد سبق له منذ شهرين أن ضرب السيدة خيرية عبد المنعم البقلي في بطنها رغم كونها حاملا في الشهر السادس مما أدى إلى إصابتها بالنزيف..
لقد استقبلتنا نساء سرانداو والعزبة البحرية بكلمات تكررت على لسان عدد منهن: أين كنتم ولماذا تأخرتم إلى هذا الحين، بعد أن حدث ما حدث؟
السؤال موجه لنا وونحن نوجهه إلى الرأي العام المصري كله..
على بعد ساعتين من القاهرة يواجه الفلاحون ونسائهم بطش الداخلية المصرية مجردين من كل سلاح بما في ذلك سلاح الاتصالات.. على بعد ساعتين من القاهرة تحتجز الداخلية عشرات من "بنات البنوت"، على حد تعبير نساء القرية، في منازل مغلقة كانت في يوم ما ملكا لهن ثم أصبحت بيد الداخلية سجنا لهن.. والأمهات تعرض أنفسها على الداخلية ليأخذوهن بدلا من الفتيات خوفا من أن يصيبهن مكروه!
لقد قدمنا بالأمس بلاغا لدى النائب العام عبر المحمول بما تعرضنا له من تحرش بوليسي في سرانداو والعزبة البحرية واليوم نطالب الرأي العام المصري والعربي والدولي أن يرسل برقيات الاحتجاج والإدانة والاستهجان للمسئولين في مصر.. مطالبين:
· بالإفراج الفوري عن المعتقلين بأمر الداخلية والإقطاعي المصري صلاح نوار
· إطلاق سراح عشرات الفتيات المحتجزات في المنزل الخرساني بالعزبة البحرية
· التحقيق الفوري مع العقيد فؤاد شاهين وضابط المباحث محمد عمار عما اقترفته قوات الأمن بإمرتهم وتحت قيادتهم
· تحميل وزارة الداخلية وحبيب العادلي شخصيا مسئولية سلامة أهالي قرية سرانداو والعزبة البحرية ومن تم القبض عليهم من شباب ورجال وأطفال.
ومرة أخرى نجدد العهد بأن نلاحقهم ونفضح جرائمهم ونسعى إلى تقديمهم للعدالة سواء كانوا في مقارهم الرئيسية في القاهرة أو فيما يستولون عليه من بيوت المواطنين في أصغر وأقصى كفور مصر
الجمعية المصرية المناهضة للتعذيب
مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف والتعذيب
مركز هشام مبارك للقانون
الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان
القاهرة في 11 فبراير 2005
ارسلوا برقيات الاحتجاج إلى كل من:
محمد حسني مبارك
رئيس جمهورية مصر العربية
فاكس: 3901998 (202)+
E-mail: [email protected]
وزير العدل
فاكس: 7958103 (202)+
E-mail: [email protected]
المستشار ماهر عبد الواحد
النائب العام
فاكس: 5774716 (202)+
وزير الداخلية
[email protected]
#الجمعية_المصرية_المناهضة_للتعذيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|