أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سالم أعمر حداد - وزير الخارجية الدكتور سعد الدين العثماني ورؤيته للعلاقات المغربية- الأمريكية















المزيد.....

وزير الخارجية الدكتور سعد الدين العثماني ورؤيته للعلاقات المغربية- الأمريكية


أحمد سالم أعمر حداد
(Ameur Hadad Ahmed Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 3927 - 2012 / 11 / 30 - 21:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نقلا عن تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام المغربية المكتوبة والرقمية على حد السواء ، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الدكتور سعد الدين العثماني وهو يتحدث إلى أعضاء لجنة الخارجية بمجلس النواب : إن الحوار الاستراتيجي المغربي الأمريكي "جاء ثمرة مسار طويل من العلاقات الإيجابية التي جمعت بين الدولتين"، مشيرا إلى أن الأمريكيين يعُون جيدا المواقف التي اتخذها المغرب اتجاههم، خاصة "الموقف الذي سجله التاريخ للمغرب كأول دولة تعترف باستقلال أمريكا. رغم صحة المعطيات التي أدلى بها السيد وزير الخارجية، هل ينبغي الاستناد دائما إلى المعطيات التاريخية عند النظر إلى علاقة المملكة المغربية بالقطب العالمي الولايات المتحدة الأمريكية؟ وهل معطى كون المملكة المغربية أول دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية صالح ليقدم بشكل أزلي للتأثير في هذه العلاقة الدولية الثنائية ، في زمن عربي ودولي متغير كما حاولت ذات التصريحات التي أدلى بها السيد وزير الخارجية العثماني ؟.

أعتقد شخصيا أن هذه النظرة التي تأسس قواعدها على عنصر التاريخ لم تعد كافية لحفظ مصالح المملكة المغربية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية ،كما إن هذه الأخيرة ولأسباب تتعلق بنشوء وارتقاء سياستها الخارجية قد لا تكتفي بشكل دائم بهذه العناصر التاريخية التي تواتر تقديمها من طرف الدبلوماسية المغربية عبر عقود من الزمن، لحفظ نظرتها للمملكة المغربية كحليف استراتيجي من شأنه حفظ المصالح الأمريكية في إطار مجاله الإقليمي أو بالأصح التقطيع الأمريكي للعالم وهو منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا .

إن التحول الجذري في طبيعة وديناميكية العلاقات الدولية جعل العلاقات الثنائية وبالتالي التحالفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية تتأثر بعنصر المفاجئة وليس بترتيبات الدول والتكتلات والأحلاف الكبرى فالعلاقات تغيرت والتحالفات تبدلت والو لاءات سقطت والمبادئ والقيم أصبحت ثانوية أمام زحف الفوضى الخلاقة على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا،وهو ما يحتم في اعتقادي أن يغير رئيس الدبلوماسية المغربية الدكتور سعد الدين العثماني من خطابه اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية الشريك الاستراتيجي الزئبقي من حيث تقديره لعلاقاته بدول العالم وتبني خطاب يتجاوز المن السياسي من قبيل نحن أول دولة اعترفت باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية، إلى خطاب أكثر قوة وحركية و يستمد جوهره من واقع المتغيرات الدولية والعربية ، لأنه ليس مؤكدا فعلا أن تستمر الولايات المتحدة الأمريكية في تقدير المواقف التي اتخذها المغرب اتجاههم قبل عقود مضت ، كما ذهب إلى ذلك وزير الشؤون الخارجية الخارجية والتعاون الدكتور سعد الدين العثماني، أمام اكراهات المصالح الأمريكية ، عند النظر إليها في صراعها مع الأقطاب القادمة روسيا والصين وأمام ما تفرضه الجماهير من تغييرات جوهرية في السياسة والاقتصاد والقيم أيضا.

قد تستند الدبلوماسية المغربية وفق التحليل البسيط إلى تنازلات المملكة و التوافقات التي تمكنت من تشكيلها مع القطب الاقتصادي العالمي الوازن جدا الولايات المتحدة الأمريكية خلال الحرب على الإرهاب أو اتفاقيات التبادل الحر مع الولايات المتحدة الأمريكية، لكن عند اعتماد التحليل العميق بعيد المدى يجب الأخذ بعين الاعتبار ، أن نظام العولمة الاقتصادي نفسه لم يعد كما كان قبل زحف الفوضى الخلاقة المسماة إعلاميا بالربيع العربي يدار بقوة الشركات المتعددة الجنسية العابرة للقارات ، بل أصبح يدار بقوة الحديد والنار عبر الذراع العسكرية للنظام الليبرالي المتوحش الموسومة بحلف الناتو وهو نظام سياسي جديد بأحادية قطبية متطورة بقيادة الولايات المتحدة ولا تعترف بالسيادة الوطنية ولا تتردد بإلحاح من اكراهات المصالح الإستراتيجية في اللجوء إلى التدخل المباشر في الشؤون الداخلية للدول وتأجيج النزاعات السياسية والطائفية والعرقية وإسقاط العديد من النظم السياسية وتشكيل كيانات سياسية جديدة ذات طابع طائفي وعرقي والغزو العسكري المباشر، كما تؤشر الحالات العراقية والأفغانية والليبية والسورية التي لم تكتمل فصولها بعد . وهي كلها أزمات أدت إلى إزهاق أرواح مئات الآلاف من القتلى والجرحى وتدمير البلاد وسياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع القضايا العربية والإسلامية ناهيك عن الحرب على الإرهاب وما صاحبها من ابتزاز للعديد من النظم ومنها المملكة المغربية بشكل شوه سجلها المتعلق بحقوق الإنسان وحرية التعبير ، بسبب التهافت غير العقلاني على إرضاء الولايات المتحدة الأمريكية بشتى الطرق ، الذي عبر ت عنه الدبلوماسية المغربية بشكل جامد رغم تعاقب الحكومات وتغير التحالفات السياسية وإعادة تشكيل المحيطين الإقليمي والدولي للمغرب.

الدبلوماسية المغربية مطالبة أكثر من أي وقت مضى بتقدير أن نظام العولمة الليبرالي بعد تحوله إلى نظام أكثر وحشية بقيادة عسكرية غير محتشمة عبر حلف الناتو ،لا يعترف أبدا بأخلاقيات التعاون الدولي و يواجه مقاومة قوية من طرف كل القوى الوطنية والقومية والشعبية عبر العالم والأهم أنه يعرف منافسة جادة من طرف قوى دولية تأسس لحلف دولي وازن وأقصد هنا روسيا والصين وهي قادمة بخطى ثابتة وإستراتيجيتهما تتمثل في ترك الولايات المتحدة قائدة النظام الرأسمالي المفلس أخلاقيا والذي تسبب في انهيار الاقتصاد العالمي يرتكب المزيد من الأخطاء ويتورط في الحروب والنزاعات الدولية حتى ينهار بشكل ذاتي. لذا أعتقد بضرورات تغيير لهجة حوار التعاون المغربي مع الولايات المتحدة الأمريكية بشكل لا ينقص من اعتبار أو يتجاهل مصالح الأقطاب الدولية القادمة
قريبا وبشكل مؤكد استراتيجيا.

خلاصة القول وفضلا عن المعطيات السابقة المملكة المغربية اليوم نظام سياسي أكثر قوة من عقوده السابقة و استطاع أن يفلت من زحف الفوضى الخلاقة بسبب حقائق قوية من قبيل الإصلاحات الكبرى التي تعرفها المملكة المغربية بقيادة الملك الشاب محمد السادس الذي يحبه الشعب المغربي ويتمسك به بقوة ومقتنع به ، وهو مؤهل أكثر من أي وقت مضى وبإلحاح من المتغيرات الإقليمية والدولية ، إلى استخدام خطاب دبلوماسي أكثر قوة ويستلهم من أدبيات الابتزاز السياسي الكثير من المفردات بشكل يعبر عن سيادة وطنية حقيقية تشارك في صنع المصالح وتحقيقها، بدل خطاب دبلوماسي هش يستمد من التاريخ مفرداته ومعطياته وقريب من التسول السياسي بدل تقمص أدبيات الصراع السياسي، تماما مثلما تخاطب الجارة جزائر بوتفليقة فرنسا حاليا ، أو على الأقل كما تعاملت الجزائر مع الولايات المتحدة الأمريكية أثناء غزو ليبيا أو دبلوماسيتها وحضورها الوازن إبان ألأزمة السياسية والأمنية في مالي .





#أحمد_سالم_أعمر_حداد (هاشتاغ)       Ameur_Hadad_Ahmed_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كرامات - الولي الصالح - ألأممي كريستوفر روس؟
- الأزمة السورية ومستقبل تركيا السياسي
- تأثيرات التسلح الايراني على السياسة والأمن في الشرق الأوسط
- الأزمة السياسية الكويتية والأمن الخليجي
- المعارضة السياسية الكويتية وقرار المحكمة الدستورية حل مجلس ا ...
- ضرورات اغتيال الربيع العربي...وعودة المثقف العربي إلى رشده
- المملكة المغربية ومخاطر تدجين السلطة للصحافة الالكترونية
- إعادة انتخاب بوتين والنظام الدولي
- عدوان الناتو على ليبيا
- عدم سقوط مقولة الاستثناء المغربي
- الاستثناء المغربي حقيقة... ولكن
- خطاب المسيرة الخضراء و لعب أصحاب نظرية جزاء سنمار
- حقيقة عمل لجنة دستور الأغذية الدولي
- السياسة الذبابية
- حزب صديق الملك ومحدد القبيلة بمحافظات الصحراء الغربية
- أوباما والتغيير الأمريكي
- مفاوضات منهاست ومخاطر المنطقة الحدية لنزاع الصحراء الغربية
- ايران بومب فوبيا
- المغرب : أزمة حرية التعبير بين قيود السلطة وجرأة الصحفيين
- خبر عاجل : انفلونزا النظام السياسي العربي


المزيد.....




- السعودية.. إحباط محاولة تهريب أكثر من 1.2 مليون حبة كبتاغون ...
- القبض على وشق بري يتجول بحرية في ضواحي شيكاغو
- إصابة جنديين إسرائيليين في إطلاق نار قرب البحر الميت .. ماذا ...
- شتاينماير يمنح بايدن أعلى وسام في البلاد خلال زيارته لبرلين ...
- كومباني: بايرن يسير في الطريق الصحيح رغم سلسلة نتائج سلبية
- سرت تستضيف اجتماعا أمنيا
- انطلاق الاجتماع السنوي لمجلس أعمال بريكس
- ميزة جديدة تظهر في -واتس آب-
- يبدو أنهم غير مستعجلين.. وزير الدفاع البولندي ينتظر -أغرار- ...
- قوات اليونيفيل: تم استهدافنا 5 مرات عمدا


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سالم أعمر حداد - وزير الخارجية الدكتور سعد الدين العثماني ورؤيته للعلاقات المغربية- الأمريكية