أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عايدة سيف الدولة - محمد مرسي.. سكت دهراً ونطق كفراً














المزيد.....

محمد مرسي.. سكت دهراً ونطق كفراً


عايدة سيف الدولة

الحوار المتمدن-العدد: 3927 - 2012 / 11 / 30 - 12:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



ما يزيد عن الأربعة أشهر من حكم مرسي وما يزيد عن عقد من زمان ما قبل ثورة 25 يناير المجيدة والحقوقيون وكل من عجز أو استشهد له قريب أو صديق في سلخانات أمن الدولة يصرخون بضرورة إقالة النائب العام.. ويضعون عشرات علامات الاستفهام حول مصداقيته وولائه الذي كان دائما وأبدا لمن عينه في منصبه.. ويقولون في كل مناسبة ويؤكدون على تواطؤ النيابة مع وزارة الداخلية في حماية المتسببين في قمع المواطنين، خاصة هؤلاء الذين لا يملكون واسطة هامة في عنكبوت الدولة البيروقراطي..

عشرات المرات ذهبنا إلى ذلك المكتب بمبنى دار القضاء العالي، وكان الأولى بمقره أن ينتقل إلى وزارة الداخلية.. نصطحب ضحايا التعذيب وأسرهم وأسر المختفين قسريا.. محملين بالشهود والدلائل والصور والفيديوهات وجسد الضحايا يصرخ بما تعرض له من انتهاك.. لنتلقى في نهاية الأمر وفي أغلب الأحوال – باستثناء حالات تكاد تحصى على أصابع اليد الواحدة – قراره بغلق الملف لعدم كفاية الأدلة.. قرار لا استئناف له إلا مع ظهور هذا الشيء السحري المسمى بالأدلة الجديدة..

عشرات الشباب يعتقلون ويلقى بهم في السجون ويقدمون للمحاكمات الاستثنائية والمحاكم العسكرية لمجرد الاشتباه، يمضون ليال بشعة في السجون إلى أن تقرر العدالة العمياء في أمره.. لكن الأمر مختلف في مكتب النائب العام.. فإذا كان المشتبه به موظفا عموميا في الدولة، إذا كان المتهم ضابطا، هنا فقط تطبق القاعدة القانونية بأن المتهم بريء حتى ثبتت إدانته.. والإدانة من عدمها تتطلب المثول أمام العدالة، والعدالة ليست في مكتب النائب العام، بل في المحاكم، إن وجدت.. لكن النائب العام لا يثق في المحاكم، فقد يكون بين القضاة من يرفض التعذيب، ومن ينفر من جبروت الداخلية، ومن يستقر وجدانه على أن التعذيب بات سياسة منهجية تمارس ضد المواطنين وخاصة الفقراء منهم بواسطة جهازي داخلية وأمن دولة أصبحا يعتقدان ويؤمنان إيمانا عميقا بأنهما فوق القانون وفوق الدولة وفوق المحاسبة مقابل ان يضمنا أمن النظام وأمانه.. وخوفا من هؤلاء القضاة الذين قد يحكموا لصالح ضحايا التعذيب والاختطاف والاعتقال العشوائي وقف النائب العام سدا منيعا للحماية.. فلا تستطيع دعوى جنائية ضد ضابط، في أي جهاز وبأي رتبة، أن تصل إلى المحكمة مباشرة دون إذنه وكأنه صاحب القرار فيمن يستحق المثول أمام العدالة من عدمه..والباب إلى العدالة دائما موصد بقرار "عدم كفاية الأدلة"!

أربعة شهور ونحن نستصرخ محمد مرسي بضرورة فتح التحقيقات في قضايا التعذيب والقتل التي شهدت مهرجانا مستمرا للبراءة بحجة تقاعس النيابة.. وخلال المائة يوم الأولى من حكمه سجلنا له ضمن آخرين جرائم التعذيب والقتل خارج القانون التي حدثت أثناء ما يحلو له أن يسميها "ولايته" وما من مجيب.. وعد الشعب من ضمن ما وعد أنه "أمر" الداخلية بالرد على تلك التقارير في خلال 15 يوما.. ومرت خمسة عشر يوما تلو الأخرى والتعذيب مستمر والقتل مستمر ولم نتلق ردا حتى الآن لا من مرسي ولا من الداخلية ولا من النائب العام.... ثم فجأة انتفض مرسي ليزف إلينا خبر إقالة النائب العام، وتعيين آخر بدلا منه!!

لسنوات كان عزل النائب العام مطلبا شعبيا وحقوقيا.. أعلنه مرسي بعد أربعة شهور من انتخابه رئيسا، وجاء الإعلان مزينا بقرار إعادة محاكمات قتلة الثوار.. فبدا وكأن الفرج قد جاء وأن مرسي أخيرا فطن إلى ما كان يجب ان يعلن عنه يوم أول يوليو، في اليوم التالي لقسمه بأن يوفي عهده للثورة والثوار..وكان يمكن أن نتغاضى عن سبب تأخره، لو لم يصدر في إطار ما أسماه، في غمرة نشوته بسلطاته المطلقة، إعلانا دستوريا يحصن به نفسه وقراراته وقوانينه إضافة إلى مجلس الشورى، في حال جاءت الرياح بما لا تشتهي الأنفس وعجز حزبه عن تحقيق الأغلبية في الانتخابات البرلمانية القادمة.. "أنا أو الفوضى" ذلك هو مضمون قرار مرسي مستلهما سياسات سفه المخلوع دون أن يتعلم درسه!!! ولم يكن ذلك كافيا فلم يمر على القرار ساعات حتى نطق المتحدث باسم الرئاسة موضحا لمن ظنوا أن العدالة أصبحت قريبة انه لا إعادة محاكمات بدون ظهور أدلة جديدة، والأرجح أن السيد مرسي بعد أن تصور أن بإمكانه إزاحة القضاء من طريقه بدون مقاومة قد تلقى رسالة شديدة اللهجة من وزارة الداخلية وامن الدولة ومن المجلس العسكري بأن "ألزم حدودك فنحن فوق المسائلة"!!

لم تفلح خدعة السم في العسل التي تصور مرسي أنها سوف تحيطه بالمؤيدين الهاتفين له بطول البقاء والحكم.. فلا فلح في القصاص، ولا البدء، مجرد البدء في إجراءات تشير إلى نيته في تحقيق العدالة الاجتماعية رغم كل ما بذله من جهد لتمهيد الطريق أمام المستثمرين من كافة الجنسيات، وحين أراد أن يكون ديمقراطيا على قرر أن يستبدل نفسه بكل المؤسسات التي طالما انتقدناها وطالما تغنى بها قبل أن يستقر، أو يشبه له أنه استقر، على الكرسي.. ولا عجب أن نائبا عاما جديدا يأتي في هذه الظروف، بقرار من حاكم ديكتاتور، لم يجرؤ حتى الآن على أي تصريح ذي معنى سوى استعارة تصريحات سلفه "نحتاج إلى أدلة جديدة".

قضايا التعذيب في انتظار.. فهي لا تسقط بالتقادم مهما طال الزمن.. سواء تلك التي اقترفها رجال مبارك في ثلاثين عاما أو المجلس العسكري في بضعة شهور أو الرئيس "المنتخب" فيما لا يتجاوز أربعة شهور.. وطالما أصحاب الحق قادرين ومصممين على الانتظار.. فسوف ننتظر معهم. وإن غدا ناظره لقريب.



#عايدة_سيف_الدولة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى عصام العريان
- يوم المرأة العالمي.. يوم نساء الطبقة العاملة
- الدولة البوليسية.. الملاذ الأخير للنظام الرأسمالي المستبد


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عايدة سيف الدولة - محمد مرسي.. سكت دهراً ونطق كفراً