نجية جنة
الحوار المتمدن-العدد: 3926 - 2012 / 11 / 29 - 20:28
المحور:
الادب والفن
ذات يوم
رمى بي السفح للجبل،
بكيت وأنا ألتحق بمدرسة الجبل
وبيتي الضيق لم يسع أنفاسي
وعشيرتي كانت ،
تأرق نومي
ضاق الجبل بضجري،
غاباته ارتأت لعيوني شباك
رياحينه رؤوس أفاعي
وقممه حواجز زنزانات...
ذات يوم كنت بالجبل،
***
هناك في الجبل ، حيث كنت
نبتت زهرة، و خزامى، وريحان ...
هناك في الجبل ،
حيث كنت أنا ذات يوم
تسكنني نجمة، و يهدهدني قمر
وشجرة الصفصاف تفرش لي وريقاتها
هناك في الجبل
شجرة الأرز أصبحت أنا ،
و شجرة اللوز و الزيتون والأركان أنا
هناك فوق الجبل
كانت الرحلة أنا
و الأطفال أنا
والصبايا أنا...
هناك فوق الجبل
حيث قطرات السحاب
تبلل جسدي
فتنعش روحي ويبسم شعري
أعانق كل الكون بقبضة يدي
فيصبح كل الكون أنا
***
هناك فوق الجبل ،
حيث كنت ذات يوم
كنت أنا ؟
نعم كنت أنا ...
كان الجبل رحبا وسيعا
كان قلبه كبيرا طيبا
وسكانه إرث متأصل
لا يعرفون المدينة ولا اختناق فضائها
ولا فحيح القطار ولا أزيز الحافلة
ولا مذاق المعلبات
ولا نكهة المشروبات...
يتنفسون عبق الريحان
ويتدثرون بالإكليل
وأرضهم زرابي مبثوثة
وعيونهم لون قوس قزح،
***
هناك في الجبل
قضيت سنوات
احن للسنوات التي انقضت
ولرائحة خبز التنور
للماء الزلال
و لأريج المروج
احن لعبق الزمان و المكان
أحن للأطفال وهم يلغون
بلهجة بربرية عفوية
أحن للأمهات بجدائلهم الغجرية،
وللصبايا بضفائرهم الذهبية
أحن للعيش في الجبل.
2009/03/10
#نجية_جنة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟