أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - رئيس في الهواء














المزيد.....

رئيس في الهواء


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3925 - 2012 / 11 / 28 - 15:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم أن الرئيس المصري الحالي هو صاحب أعلى الدرجات العلمية على الإطلاق في تاريخ كل الحكام المصريين قديماً وحديثاً، إلا أن هذا لم ينعكس في منهجية علمية تؤطر وتنظم وتحكم تصريحاته وخطبه وتصرفاته الرئاسية التي قد ظلت إلى الآن بدائية ومتناقضة وغوغائية تدفع جهة الفوضى أكثر منها إلى التنظيم والمأسسة على نحو يهدد بخروجه قبل الأوان من قصر الاتحادية. ما كان يعقل أبداً من رئيس منتخب على أساس نص قانوني ودستوري بالذات، مهما كان الخلاف أو الاتفاق معه، أن يكون هدم الأساس القانوني والدستوري الذي قد تم انتخابه نفسه عليه وأقسم يميناً بالله العظيم ثلاثاً أمام كل المصريين على أن يحميه ويلتزم به هو من أولى قراراته الرئاسية المتناقضة الغرائبية الهدامة! كيف يمكن هدم الأساس ويظل المبنى منتصباً في مكانه، أو استئصال الجذر وتبقى الشجرة حية مخضرة؟! إضافة إلى هذا التناقض والهدم الذاتي، أقدم الرئيس الدكتور الجامعي المتعلم في أمريكا بتهور نادر على تصرفات أقل ما توصف به أنها غوغائية ومزلزلة وهدامة لكيان الدولة ذاته، بصرف النظر عن كونها دولة استبدادية أو ديمقراطية. على سبيل المثال، د. محمد مرسي أعاد إلى الانعقاد بقرار رئاسي مجلس شعب منحل بحكم قضائي، ثم، مؤخراً، أصدر إعلاناً دستورياً جمع بموجبه كل السلطات الثلاثة- التنفيذية والتشريعية والقضائية- في يده وحده. بإيجاز شديد، المرشح الاحتياطي للإخوان المسلمين في انتخابات الرئاسة الذي استلم قيادة دولة مصرية ديكتاتورية على أمل أن يرعى عملية انتقال إلى دولة مصرية ديمقراطية، قرر فجأة، من نفسه، أن لا سبيل إلى التخلص من الديكتاتورية القديمة إلا بالقضاء على الدولة المصرية القديمة والحديثة والمستقبلية ذاتها. هذا، على ما يبدو، قد يكون الهدف من الإعلان الدستوري الديكتاتوري الأخير.

المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى الحكم عقب تنحية الرئيس السابق محمد حسني مبارك مباشرة كان من حقه أن يصدر إعلانات دستورية وقتما شاء. المبرر الواضح هو أن هذا المجلس هو من فرض نفسه بنفسه عقب ثورة، ولم يسعى الثوار إلى إزاحته من البداية. من ثم، كان المجلس العسكري يتولى الحكم باعتباره سلطة أمر واقع ثورية، فكان من حقه أن يصدر القوانين والإعلانات الدستورية من هذا المنطلق الثوري منعدم الأساس الدستوري والقانوني المسبق بعد إلغاء دستور 1971، لحين الانتهاء من وضع أساس قانوني ودستوري جديد يلبي الحد الأدنى لمطالب الثورة، وإلا أطاحت به الثورة هو الآخر كما أطاحت بسلفه. للأسف، لم تستطع أي من القوى السياسية والثورية الأخرى أن تخلع المجلس العسكري من سلطة حكم الواقع الثوري، ونجح هذا الأخير في وضع قواعد قانونية ودستورية محددة كبداية لاستكمال المعمار. على هذا الأساس الدستوري تم انتخاب الدكتور محمد مرسي رئيساً، ليصبح أول رئيس دستوري منتخب في كل التاريخ المصري، الذي قد شهد بالفعل ما لا يحصى من الحكام والولاة والرؤساء والزعماء الثوريين والانقلابيين. مرسي ليس رئيساً انقلابياً أو ثورياً أتي بفعل انقلاب مثل جمال عبد الناصر 1952 أو ثورة مثل المجلس العسكري الأعلى 2011؛ هو جاء بفعل انتخابات شعبية، نظمت وأجريت على أساس إعلان دستوري، وضع مرسي يده عليه وأقسم بالله العظيم ثلاث مرات أمام الكل على أنه يحميه ويلتزم به. هل يوجد تناقض وغوغائية أفضح من ذلك؟ إذا لم تكن راضياً عن ما كان موجوداً قبل مجيئك من قوانين وإعلانات دستورية، لماذا سكت، ولماذا أقسمت على رضاك بها وحمايتها؟ أليس في هذا تناقض وكذب وحنث صريح بالعهد واليمين؟!

هذا الحنث المؤكد باليمين أكثر من مرة من جانب سيادة الرئيس محمد مرسي أفقده كثير من الشرعية الشعبية في عيون كثيرين ممن انتخبوه ثم شاهدوه واستمعوا إليه يتراجع ويحنث بشكل متكرر بوعوده والتزاماته، حتى وجه بنفسه ضربة شبه قاضية لشرعيته الدستورية نفسه عبر إعلانه الدستوري الديكتاتوري الأخير، متناسياً أنه من الأصل لا يملك سلطة إصدار أي إعلانات دستورية، وحتى إذا كان له أن يصدر، فهو قد قوض بالفعل بيده الأساس الدستوري الذي تم تنصيبه فوقه، ليصبح ريشة في مهب الإعلانات الدستورية.

هو رئيس في الهواء، في انتظار من يتلقفه.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يعتلي الإله سدة الحكم
- كذلك الكلاب تتزوج أفضل من البشر
- في وحدانية وسماوية الجسد والمرأة
- سيدنا الشيخ بديع مع سيدنا الولي مرسي
- في فلسفة الدستور (عبثية المادة الثانية)
- الدين والديمقراطية والديكتاتورية الإسلامية
- في فلسفة الدستور
- العلماء الكهنوت
- وكذب القرآنيون-3
- وكذب القرآنيون-2
- وكذب القرآنيون
- الحكمة الإلهية داء العقل العربي
- بالدستور، المصريون المسيحيون يدفعون الجزية للمصريين المسلمين ...
- مشروع دستور لسفك الدماء
- احترسوا من فضلكم، الدستور يرجع إلى الخلف!
- حرية التعبير..وصحافة البورنو
- القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة
- إشكالية الدستور والشريعة
- تعدد الزوجات جريمة
- حرية الاعتقاد مطلقة في مشروع الدستور المصري!


المزيد.....




- لبنان يعلق على تقرير صحيفة بريطانية زعم وجود صواريخ ومتفجرات ...
- السعودية.. الأمير الوليد بن طلال يقدم هدية غير متوقعة لبائعة ...
- مقتل كاهن كنيسة أرثوذكسية وأفراد من الشرطة نتيجة لهجمات إرها ...
- علماء روس يرصدون 3 توهجات شمسية قوية اليوم الأحد
- نقطة حوار - حرب غزة: هل تنجح زيادة غالانت في خفض التوتر بين ...
- إسرائيل وحزب الله يقتربان من حرب شاملة
- القضاء على إرهابيين اثنين في داغستان (فيديو)
- أب يحاول إغراق طفليه في شاطئ البحر بولاية كونكتيكت الأمريكية ...
- مصر.. تطورات جديدة في قضية ذبح طفل وتقطيع أطرافه بمحافظة أسي ...
- ضربات روسية على خاركيف وموسكو تحمل واشنطن المسؤولية عن هجوم ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - رئيس في الهواء