أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - كَمْ هو -غالٍ- هذا -المجَّاني- في -العرض الإيراني-!














المزيد.....

كَمْ هو -غالٍ- هذا -المجَّاني- في -العرض الإيراني-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3925 - 2012 / 11 / 28 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لثلاثين عاماً، إيران مستعدة لتزويد الأردن نفطاً مجانياً (بلا ثَمَن مالي بالدولار أو اليورو..) وبما يكفي لتلبية احتياجاته من الطاقة؛ فيا له من عَرْضٍ مُغْرٍ، لا يَرْفضه إلاَّ مَنْ "أفسدت" السياسة عقله، فَظنَّ (وإنَّ بعض الظَّن إثم) أنْ "السياسة" بلا قَلْب، لا تُقيم وزناً لمبدأ "لا نريد جزاءً، ولا شكوراً"، فَلْنَدْعُ الله أنْ يُكْثِر من أمثال هذه الدولة "الطَّائية"!
وحتى لا نَشْتط في إساءة الفهم والتفسير والتعليل تحدَّث صاحب العَرْض (السخي) موضِحاً أنَّ "النفط الإيراني المجاني (والذي، على ما أحسب لن يكون على هيئة مشتقات نفطية؛ لأنَّ إيران نفسها تعاني من نقص هذه المشتقات)" لن يصل إلينا قبل "مفاوضات (واتفاقيات من ثمَّ)" تجارية وسياسية وثقافية؛ وكأنَّه يريد أنْ يقول إنَّه (أي هذا النفط) مجاني بـ "المعنى النسبي (لا المُطْلَق)"؛ فإيران تريد أنْ تعرف (على سبيل المثال لا الحصر) من طريق هذه المفاوضات "البضائع التي في إمكان الأردن أنْ يُزوِّد بها إيران في مقابِل هذا النفط المجاني"؛ و"التزويد" قد يعني "التهريب"؛ فثمَّة بضائع أجنبية (لا أردنية) تحتاج إليها إيران، ولا تستطيع الحصول عليها، بسبب الحصار المضروب عليها؛ وربَّما يستطيع الأردن مساعدتها في هذا الأمر.
أمَّا "التبادل التجاري" بين الدولتين، ولجهة زيادته، فلن يكون، بحسب معناه، صلة تجارية من طرف واحد، أيْ من الطرف الأردني الذي يُزوِّد إيران بضائع (أردنية، أو ربَّما غير أردنية) فإيران تريد للسوق الأردنية أنْ تكون منفتحة، أو أكثر انفتاحاً، على بضائعها؛ ويكفي أنْ تتمتَّع إيران بهذه الميزة التجارية حتى يتضاءل كثيراً منسوب "المجانية" في عرضها النفطي؛ فهذا الربح التجاري الإيراني لن يكون ضئيل الحجم والأهمية؛ وثمَّة دول غربية "كريمة" تساعدكَ مالياً من أجل أنْ تشتري بضائعها؛ فـ "المُحْسِنون" من الدول لا وجود لهم إلاَّ على هذه الشاكلة؛ أمَّا "المتسوِّلون" من الدول فَهُمْ أسوأ حالاً (من الوجهتين الاقتصادية والسياسية) من المتسولين من الأفراد!
"المقابِل الثقافي (الدِّيني)" ليس، من وجهة نظري، بذي أهمية كبيرة إذا ما قارنَّاه بـ "المقابِل السياسي"؛ فالأردن، ومن غير "النفط المجاني الإيراني"، يَسْمَح (أيْ يجب أنْ يَسْمَح) للشيعة من عرب وفُرْس.. بزيارة أماكن مقدَّسة (عندهم وعندنا أيضاً) في الكرك؛ فليس من فتاوى دينية سنية (على ما أظن) تَحْظر على الشيعة زيارتها (زرافات ووحدانا). وينبغي لنا ألاَّ نغالي في خشيتنا من "تَشَيُّع" بعض السنة من مواطنينا؛ فالمتطيِّرون من "الهلال الشيعي" ينبغي لهم أنْ يخشوا "العرض النفطي الإيراني" أكثر من خشيتهم أنْ "يتشيَّع" بعض مواطنينا من طريق "تأليف القلوب"؛ فإنَّ لعبة "تأليف القلوب" يلعبها الساسة أكثر كثيراً من رجال الدِّين؛ كما أنَّ "المتشيِّع" من هذه الطريق يمكن أنْ يعود عن "تشيُّعه" من الطريق نفسها؛ فـ "الانتهازية الدِّينية" قصيرة الأجل.
"المقابِل السياسي"، لا "المقابِل الثقافي"، هو وحده "الحقيقة (الإيرانية)"، أو "الثَّمَن الباهظ (أردنياً)"، في "العرض الإيراني المجاني"؛ وكأنَّ إيران تريد أنْ تقول للأردن: إذا استصعبتم قبول عروض غيرنا والتي ثمنها أنْ تكون لكم مساهمة في إطاحة بشار، وتخليص الشعب السوري منه، فَلِمَ لا تَسْتَسْهِلون عرضنا والذي ثمنه أنْ تكون لكم مساهمة في بقاء بشار، وتخليصه من الشعب السوري؟!
"الصديق في وقت الضيق"؛ وها هو "الصديق الإيراني" يَبْرُز (في ثياب "المُحْسِن الكبير") وقت الضيق الأردني؛ فالغاز المصري ينقطع، أو يتقطَّع، والمساعدات (المالية العربية) الخليجية (نحو 700 مليون دينار) تتأخَّر في الوصول (وربَّما لن تصل أبداً). أمَّا المواطِن الذي ما عادت دولته (على افتراض أنَّها كانت) صديقة له فليس من السذاجة بما يكفي لتصديق صداقة إيران له؛ فإنَّ "إيران السورية" هي الحقيقة التي تَذْهب بوهم "إيران الأردنية"!
هذا المواطِن لا يستطيع تَفَهُّم أمْر دولته العصي على الفهم؛ فهي تجبي منه الضرائب، لتشتري بماله هذا وقوداً له؛ ثمَّ تبيعه له بسعرٍ رخيص نسبياً؛ ثمَّ "تَتَنسَّر (في عهد النسور)" عنه هذه "النعمة"، أيْ تزول، فيبتاع النفط (الذي اشتراه مِنْ قَبْل عَبْر دولته) بثَمَنٍ يَفوق أضعافاً مضاعفة "الثَّمن الحقيقي" لـ "عرض النفط الإيراني المجاني"!
وهذا المواطِن لن يستغرب مستقبلاً إذا ما أسرعت الدول العربية الخليجية في إرسال (وفي زيادة) مساعداتها المالية للأردن وبقيت أسعار الوقود "حُرَّة (طليقة)" في سَحْقه (أيْ المواطِن الفقير) اقتصادياً، وفي سَحْق كرامته وآدميته من ثمَّ؛ فـ "السَّحق الاقتصادي" هو أصل ومنبع كل الشرور!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن أهْلٌ للديمقراطية؟
- حتى لا تَفْقِد الثورة المصرية بوصلتها!
- اقتراحٌ لحلِّ الأزمة بين قوى الثورة المصرية!
- حذار من الوقوع في هذا الشَّرك!
- من -مخيَّم اليرموك- إلى -قطاع غزة-!
- معنى -النَّصر- و-الهزيمة- في -عمود السحاب-!
- هذا ما ينبغي للعرب فعله الآن!
- غزَّة بمعانيها الجديدة!
- 29 تشرين الثاني 2012!
- ذَهَبَ الذَّهبي وبقيت -الدَّجاجة التي تبيض ذهباً-!
- اغتيال عرفات لم يَنْتَهِ بَعْد!
- المرأة في ثقافتنا الشعبية!
- أوباما الثاني والأخير!
- حلُّ مشكلة -حق العودة- بعدم حلها!
- هكذا أَفْهَم تصريحات عباس!
- بلفور بأُصوله وفروعه!
- المكيافلية والصراع في سورية!
- إسرائيل تَضْرِب في السودان ردَّاً على -طائرة إيران-!
- الدولار الأردني!
- وللكويت نصيبها من -الربيع العربي-!


المزيد.....




- بكلفة مئات الملايين من الدولارات..ما أبرز اللحظات بحفل زفاف ...
- أردى بعضهم قتلى.. غموض بعد جريمة صادمة لأب أطلق النار على وا ...
- باكستان تعلن عن حصيلة القتلى والجرحى في الهجوم على مسجد بسلط ...
- Politico: نموذج السويد للتجنيد العسكري يجذب الدول الغربية وس ...
- يوم عاشوراء في مصر.. من المياتم والأحزان إلى البهجة وأطباق ا ...
- بايدن وترامب -مدمنان- على السلطة - صحيفة التايمز
- بيربوك تروج من السنغال للشراكة الأوروبية الأفريقية
- إعادة انتخاب المحافظة المالطية ميتسولا رئيسة للبرلمان الأورو ...
- لقطات من داخل سيارة -لادا أورا- يقودها بوتين أثناء تفقده طري ...
- حريق الغابات المميت يلتهم منطقة سياحية في إزمير غرب تركيا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - كَمْ هو -غالٍ- هذا -المجَّاني- في -العرض الإيراني-!