أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام القروي - الحج الى اسرائيل














المزيد.....

الحج الى اسرائيل


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1135 - 2005 / 3 / 12 - 11:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


يفتخر الاسرائيليون الآن بانهم أصبحوا أكثر شعبية منذ وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات , ويزعمون أنهم غدوا جذابين جدا للشخصيات الرسمية ذات المستوى العالي من الدول الأخرى,والتي زارهم منها 32 من رتبة رئيس دولة ووزير خارجية, مقارنة مع الفترة السابقة لوفاة عرفات من سنة 2004 والتي لم تشهد سوى زريارة 21 سياسيا دوليا فقط. وتوقعت "يديعوت احرنوت" التي لها سبق الكشف عن هذه "الحقائق المذهلة" أن سنة 2005 ستحقق رقما قياسيا من زيارات الشخصيات الرسمية الأجنبية. وفي تفسير وزارة الخارجية الاسرائيلية أن "الشخصيات الدولية التي تحترم نفسها تسعى لزيارة اسرائيل في ظل الاجواء الجديدة, كي تظهر للعالم وجود علاقة لها بالعملية السياسية المتجددة في المنطقة".
ويعني هذا ضمنيا أن ياسر عرفات كان هو المانع من زيارة هذه الشخصيات اسرائيل: فالرؤساء والوزراء الأجانب كانوا على مايبدو يستحون من الذهاب لمقابلة شارون, في الوقت الذي يقبع فيه الزعيم الفلسطيني العجوز في شبه عزلة عن العالم في مقاطعته, تحت حراسة الدبابات الاسرائيلية, فيما تتوالى الأخبار بحدوث انفجارات واعتقالات وعمليات انتحارية وتدمير بيوت وخراب مؤسسات وقتل انتقائي للزعماء الفلسطينيين وما أشبه ذلك من الظروف المشجعة للتصالح والزحف أمام شارون, ولكن عرفات أبى الخنوع والاستسلام, فاستحى الأجانب من أن يمدوا يدهم لشارون, الى ان مات العجوز الفلسطيني, وبذلك تدفقوا على اسرائيل, وكانهم يحجون .
ومن معاني هذا الكلام الضمنية أيضا أن شارون هو رجل السلام وليس ياسر عرفات الذي لا شك انه استغفل العالم بأسره حتى يمنح جائزة نوبل للسلام. شارون هو رجل السلام بدليل أن هذه الجملة قالها الرئيس الأمريكي جورج وولكر بوش, حتى اذا وصل شارون الى هذا السلام الملائكي على جماجم البشر وغرق الى منكبيه في دمائهم من دير ياسين الى قبية وصبرا وشاتيلا. ومن يدري ؟ مازال لشارون مستقبل , فهو رئيس وزارة , وقد يتسلم منصبا أهم كامين عام للأمم المتحدة مثلا, حتى تكون لجملة جورج بوش اعمق المعاني. ولم لا ؟ خاصة وقد أفلت بأعجوبة من قضية لفقها له أعداؤه تتعلق بجرائم حرب.
فمن لا يحب شارون , يتخذ لنفسه منصبا في محور الشر, حسب التقسيم البوشي للعالم بعد 11 سبتمبر : من ليس معنا فهو ضدنا... او يخبط رأسه في حائط... وقد يصنع جيدا لو اختار مثلا الحائط الذي بناه شارون ليعزل الاسرائيليين عن الفلسطينيين. ومن لا يستطيع هذا ولا ذاك, فليشرب ماء البحر.
وهكذا , فإذا كنت شخصية رسمية لها منصب كبير, وخاصة إذا كنت تحترم نفسك, فقد أصبح من الواجب أن تتجه الى اسرائيل , واذا حظيت بمقابلة شارون, فتلك غاية المنى التي ستتوج حياتك وتجعلك في اعلى عليين...لا سيما وانه ينبغي اغتنام فرصة وجود "الأجواء الجديدة", كما تقول الخارجية الاسرائيلية.
كيف يمكن ان نعرف هذه "الأجواء الجديدة" ؟ كان ينبغي إطلاق تسمية وزارة السياحة على الدبلوماسية الاسرائيلية وليس الخارجية, فهي بلا شك تعيش في عالم وردي مصنوع من الأوهام العسلية للذين يمرون بسرعة في بلد ما ولا يرون منه الا حديقة فندق الخمس نجوم الذي نزلوا فيه وملعب التنس والمسبح والكازينو الصغير. وفي الواقع, فليس الأمر سيئا الى هذه الدرجة, خاصة عندما يكون المرء نازلا بمنطقة يكفي الخروج فيها الى الشارع حتى يفجرك أول انتحاري تصادفه مع 30 من المارة. فاسرائيل ليست فرنسا أو سويسرا, حتى يتساءل الزائر : ترى ما الذي يجري في الشوارع الخلفية؟
الشوارع الخلفية الاسرائيلية تحديدا, لا يمكن الاقتراب منها , لأنها ان لم تكن مشتعلة , فعلى جمر.
فحين يقول محمود عباس نفسه انه يتوقع مزيدا من الهجمات على اسرائيل بعد فشل ارجاع اريحا للفلسطينيين, فإن ذلك يعطينا فكرة صغيرة عن "الاجواء الجديدة".
و"الجديد" فيها يتمثل في تجميد اسرائيل مبادرات تم الاتفاق عليها بين الطرفين في قمة شرم الشيخ بسبب تفجير انتحاري تبنته حركة الجهاد الاسلامي. و"الجديد" يتمثل أيضا في قول الرئيس الفلسطيني : "عليهم أن يفهموا اننا لا نستطيع أن نسيطر مائة بالمائة على الأوضاع". ويمكن أن نذكر طبعا المزيد من هذا "الجديد" , ولكن الصفحات الأولى من الجرائد تكفينا مؤونة تعذيب الذين يصرون على الحج, الى حيث "رجل السلام" و"الأجواء الجديدة".



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مارس8 الاسرائيلي
- بهية الحريري كرئيسة حكومة
- شارون يعلن تجميد العملية السلمية
- مهمة بوش انتهت في العراق
- هل أوروبا تحتضر ؟
- حول الشراكة الاستراتيجية الاوروبية الامريكية
- الذين يكرهون الحرية يكرهون الانترنت
- بوش في أوروبا
- الفلسطينيون في المهجر الاوروبي
- تهديدات ارهابية جديدة
- لم يبق لسوريا خيارات سوى الانسحاب من لبنان
- اغتيال الحريري مثال لثقافة العنف السياسي
- الخروج من الدائرة المقفلة
- تهديد لايران ومناورات في باكستان وشكوك في السعودية ومصر
- الانتخابات العراقية في نظر الفرنسيين
- هل تزحزح رايس شارون؟
- ضرورات السياق السياسي في الصراع العربي الاسرائيلي
- هل أنت مع بقاء القوات الدولية في العراق أم لا؟
- محاسبة مجرمي الحرب في أفغانستان
- العالم الذي تعيش فيه: منتدى دافوس الاقتصادي


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام القروي - الحج الى اسرائيل