عزالدين بن عثمان الحديدي
الحوار المتمدن-العدد: 3924 - 2012 / 11 / 27 - 18:46
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
تخوض جماهير الشعب في ولاية سليانة منذ أيام عديدة نضالات بطولية من أجل تشغيل أبنائها ومن أجل حق الولاية في تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية شاملة. وقد جوبهت هذه النضالات السلمية بالتجاهل والتشويه الإعلامي وبقمع أجهزة الدولة الدكتاتورية الدينية العميلة وهو ما دفع بتلك النضالات نحو مزيد التوسع جماهيريا ونحو مزيد التجذر سياسيا لتصبح انتفاضة شعبية جهوية ضد سياسة الدولة وأجهزتها الادارية والقمعية.
شهدت أغلب الجهات في تونس نضالات جماهيرية بطولية خلال الأشهر الأخيرة وقد تميزت نضالات الجماهير الشعبية الأخيرة في جهة سليانة بعدة عناصر أهمها :
1- تأطير التحركات وتنظيمها منذ البداية من قبل النقابيين ومناضلي الجبهة الشعبية
2- قيادة العنصر الواعي للتحركات أعطى للنضال الجماهيري شعارات تعبوية واضحة من شأنها فضح كامل سياسية الدولة الدكتاتورية العميلة. وقد تمحورت الشعارات حول المطالبة بمنوال تنمية جهوي لفائدة الجماهير الشعبية
3- أخذت مطالب الجماهير نسقا تصاعديا من المطالب الآنية حول طرق الانتداب إلى المطالب السياسية حول تنمية شعبية متوازنة وطرد الوالي رمز السياسة اللاوطنية واللاشعبية في الجهة.
إن الملحمة النضالية بسليانة بينت قدرة القوى الديمقراطية والوطنية الثورية (نقابيين يساريين ومناضلي الجبهة الشعبية) على تعبئة الجماهير وقيادة نضالاتهم ضد الدولة الظلامية العميلة وبينت بالخصوص أن الوضع الموضوعي في البلاد عموما هو وضع ثوري متفجر يمكّن، على أساس تبني مطالب الجماهير وقيادتها، من تحقيق نجاحات ملموسة في فضح الدكتاتورية الظلامية العميلة على طريق الإطاحة بها. كما بينت نضالات سليانة أن الطريق الوحيدة لهزم الخوانجية هي الالتحام بالجماهير الشعبية وتطوير نضالاتها الثورية انطلاقا من مطالبها وأهدافها الحقيقية وهي رسالة جديدة للعديد من مدّعي اليسارية والوطتية والديمقراطية بأن يكفوا عن أوهامهم الديمقراطوية والانتخابية في إطار الدولة العميلة وفي ظل هيمنة الامبريالية والبرجوازية الكمبرادورية وكبار الملاكين العقاريين.
تتكرر الانتفاضات الجهوية (تطاوين، قفصة، سليانة...الخ.) وتبقى معزولة وتعجز الجبهة الشعبية وسائر القوى الديمقراطية والوطنية الثورية على تطويرها وتعميمها لتصبح انتفاضة شعبية على المستوى الوطني ضد السياسة الدكتاتورية الدينية العميلة. وتبين انتفاضة سليانة بهذا الخصوص ضرورة الإسراع بتركيز هياكل الجبهة الشعبية في مختلف الولايات والمعتمديات وضرورة تنسيق النضالات مستقبلا بين مختلف القوى الديمقراطية والنقابية والوطنية الثورية حتى تصبح تلك النضالات أكثر جماهيرية وتكتسب طابعا سياسيا ووطنيا شاملا.
الشعب يريد إسقاط النظام
عاشت سليانة قلعة للنضال
عاش النضال الوطني الثوري..
عزالدين بن عثمان الحديدي – 27 نوفمبر 2012
#عزالدين_بن_عثمان_الحديدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟