|
مؤتمر الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق -4-
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3923 - 2012 / 11 / 26 - 18:10
المحور:
المجتمع المدني
لقطات - في إفتتاح المؤتمر ، حضرتْ السيدة " هيرو ابراهيم احمد " عقيلة رئيس الجمهورية .. وكذلك السيد " ملا بختيار " القيادي في الإتحاد الوطني الكردستاني ، والسيدة " نرمين عثمان " الوزيرة السابقة والقيادية والناشطة النسوية .. ثم حضرَ الكاتب المعروف " عزالدين مصطفى رسول " .. فنهض الجميع ، وأجلسوهُ في الصف الأمامي . وكانتْ تلك إلتفاتة جميلة ، عكسَتْ الإهتمام ب [ المُثقف ] ، وتقديره وتقديمه أو على الأقل مساواته مع [ السياسي ] ولو معنوياً !. - عُرَض في الإفتتاح فيديو كليب ، فيه مقاطع جميلة عن عادات وتقاليد ، أتباع الديانات والمذاهب في العراق .. رافقه عزفٌ حَي ، للناي .. من قِبَل شابٍ موهوب ، أبدع حقاً . والمقاطع المعروضة .. كانتْ في أغلبها عن المسيحيين والإيزيديين والمسلمين . ونُسِيَ الصابئة المندائيون أو سقطوا من الفلم سهواً .. مما أستدعى ان يقوم مُمثل اللجنة التحضيرية ، بالإعتذار عن هذا التقصير ، غير المقصود !. - قلتُ للسيد ( أحمد القبانجي ) مُمازحاً : " مولانا .. أنا سني وكُردي .. ومن مُقّلديك ، فما هو رأيكَ بذلك ؟ " . ضحكَ السيد كثيراً . وأخبرتُه : بالفعل لديّ أصدقاء في دهوك ، معجبون بأفكارك وطروحاتك الجريئة . قال : تحياتي الصادقة لهم .. وفي النية أن أقوم بزيارةٍ قريباً الى دهوك .. ورُبما إلقاء محاضرةٍ هناك !. - نحنُ المُهتمين بالبيئة ومُنظمات الخُضَر .. فرحنا كثيراً ، لَما رأينا معظم الأشياء هنا مُتلفعة " باللون الأخضر " .. وحسبنا ان الجماعة ، يحسبون لنا حساباً ، وفي جلسةٍ جانبية ، سخَرَ الأصدقاء مِنّا ، وقال بعضهم ، ان اللون الأخضر لاعلاقة لهُ بِكم ، وهو لون الإتحاد الوطني الكردستاني ، بل ان آخرين تَمادوا ، وقالوا أنه تقديرٌ لل " السادة " من أحفاد النبي ! . - كثيرٌ من المناقشات ، كانتْ تجري بين المجموعات المتوزعة في قاعات الفندق ، خلال الإستراحات . بعضها أي المناقشات والاحاديث .. كانتْ جادة ، والأخرى ساخرة . في المجموعة التي كُنتُ جالساً معها .. قال َ أحد القادمين من الخارج ، بنبرةٍ إنتقادية : ان الطابع الشيوعي يطغى على الحاضرين .. وان مثل هذه المؤتمرات ، هي واجهة للحزب الشيوعي ، مثلها مثل بعض المنظمات عندنا في الخارج كَ تموز والمسلة وأمل وغيرها . قالَ آخر وهو أيضاً قادمٌ من اوروبا : ما يغيضني ، ان معظمهم ، يّدعي انه مُستَقِل .. في حين انهم يريدون صبغ المؤتمر بصبغةٍ ماركسية . قلتُ لهم : حسب معلوماتي ، ان العديد منهم له خلفية شيوعية ، لكنهم اليوم خارج التنظيم فعلياً ، لأسباب مُختلفة .. مثل أبرز مؤسسي الهيئة " كاظم حبيب " وغيره . أجابَ قائلاً : ان جميعهم لايقولون الحقيقة ، وان كاظم حبيب شيوعي .. وأنهم يدفعون جزءاً من مواردهم الى الحزب الشيوعي ! . قلتُ له : على إفتراض ، ان كلامك صحيح ، ما الضير ، في ان يقوم الشيوعيون ، بتنظيم وتهيئة وحتى قيادة ، مثل هذه الهيئة أو غيرها .. مادامتْ النوايا طيبة والاهداف نبيلة ؟ .. قال : ان زمان الشيوعية إنتهى وأصبحوا مُنتهي الصلاحية ! . قلتُ : إذا كُنتَ مُتأكداً انهم كذلك ، وأراكَ مُتحامِلاً عليهم الى هذهِ الدرجة ، فلماذا لّبيتَ الدعوة أصلاً وأنتَ نفسك مقيمٌ في اوروبا ؟! . هربَ من الإجابة وتوجهَ الى مجموعةٍ اُخرى !. أتساءلُ .. هل هنالكَ حقاً " ثقافةٌ عراقية " بِكُل تفرعاتها ، السياسية والاجتماعية والادبية .. الخ ، من غير اليساريين والعلمانيين والشيوعيين والماركسيين ؟ إطرحْ هؤلاء من المعادلة .. فلن تبقى ، غير الثقافتَين الدينية والقومية .. البائستَين ! . في مثل هكذا محافل ومؤتمرات .. أستغرب من إعتراض البعض ، على وجود الكثير من الشيوعيين والماركسيين !. - كانَ " صلاح نيازي " يتكلم عن بعض ذكرياته القديمة ، بأسلوبه الممتع والجّذاب ، قائلاً : كنتُ فقيراً في طفولتي وشبابي ، وعملتُ في سنٍ مُبكرة حتى أستطيع مواصلة الدراسة . ثم قال ، انه عندما سافرتُ الى بريطانيا للمرة الأولى .. كنتُ لا أعرف شيئاً وغشيماً .. والذي علمني على شُرب البيرة هناك ، هو هذا العجوز الجالس قربي : " خالد القشطيني " ! . وهل تعلمون ، أنني " إكتشفت " عدة أخطاء إرتكبها ( جبرا إبراهيم جبرا ) في ترجمته لمسرحيات شكسبير ؟ ثم ذكر عدة أمثلة على ذلك " لم ألحق في تسجيلها بِدقة للأسف " .. تصوروا ، هذه القامة العملاقة ، التي تكتشف أخطاء مُترجمٍ وأديب ، بحجم جبرا !. - " ملا بختيار " وهو من الشخصيات البارزة في السليمانية ومَثّلَ السيد جلال الطالباني ، وبعد الحفل الختامي .. وقفَ مثل الجميع في إنتظار دورهِ بتواضُع ، في المطعم ، حاملاً صحنه .. ولم اُلاحظ أي مُرافق او حارس معه " داخل الفندق على الأقل " .. و" نرمين عثمان " الوزيرة الاتحادية السابقة والقيادية ، كانتْ طيلة أيام المؤتمر .. تختلط مع الجميع ، وتتصرف بصورةٍ طبيعية وبدون إصطناع . هاتَين الشخصيتَين تركَتا لديَ ، إنطباعاً جيداً ، حول " تصّرُف القادة والمسؤولين " بطريقةٍ حضارية وبسيطة !. ( علماً أنني لم أتحدث معهما ، لأن لديَ حساسية غريزية تجاه الكِبار عموماً ! ) . - كُنا خمسة مُجتمعين .. أربعة كُرد ، و " سعيد عدنان " استاذ اللغة العربية في جامعة القادسة .. كُنا نتحدث بالعربية .. فقلتُ له مُمازحاً : دكتور سعيد .. مارأيك بديمقراطية تغليب الأقلية على الأكثرية ، فنحنُ هنا أربعة كُرد ، وانتَ العربي الوحيد ، ونتحادثُ جميعاً بالعربية ؟! .. ضحك الدكتور ، وقال ، ان التقصير من جانبنا نحن العرب ، لأننا لم نتعلم الكردية !. - حضرَ وزير الثقافة والشباب في حكومة أقليم كردستان " كاوة محمود " الحفل الختامي للمؤتمر .. وألقى كلمة إرتجالية ، طيبة .. لاقتْ إستحسان الحضور . وشارك في توزيع الجوائز التقديرية على بعض الحضور ، وفي مقدمتهم " ملا بختيار " و " نرمين عثمان " . ثم قام آخرون بتوزيع الشهادات التقديرية ، على مجموعة مُختارة . عّلَق البعض بعد ذلك ، في أروقة المؤتمر : ان الجوائز التقديرية ، وُزِعتْ على القليل من المسيحيين والصابئة وإيزيدي واحد ، والبقية كلها للشيوعيين والإتحاد الوطني الكردستاني !. - القاضي " رزكار محمد أمين " ، الذي إضطلعَ بمحاكمة صدام ، لبعض الوقت .. والذي كان في مُنتهى الكياسة والمِهنية .. هو الذي أشرفَ على إنتخابات الهيئة الجديدة في اليوم الثاني للمؤتمر . وإستغرقتْ العملية أكثر من ثلاث ساعات ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مؤتمر الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق -3-
-
مؤتمر الدفاع عن الاديان والمذاهب في العراق -2-
-
مؤتمر الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق -1-
-
أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق
-
يا دجلة - الخير - أم دجلة - الشَر - ؟
-
مخاضات سياسية -3- .. الإسلام السياسي الكردستاني
-
الحكومة الحمقاء
-
اللاجئين السوريين في مُخيم - دوميز -
-
مخاضات سياسية -2- .. اليسار الكردستاني
-
لا فسادَ في العراق بعد اليوم
-
مخاضات سياسية -1- .. الساحة الكردستانية
-
أوباما والمالكي .. التشابُه والإختلاف
-
المُغازَلة بين المالكي والنُجيفي
-
أفلام الرُعب .. والعُنف العراقي
-
الثعابين
-
أرباح الإحتكارات هي الأهم
-
والعِيد إجانه وإنكِضه
-
عصافير
-
عُطلة عيد الأضحى عشرة أيام
-
في العيد .. ملاحظات بسيطة
المزيد.....
-
-الأغذية العالمي- يعلن تعليق المساعدات لأكثر من مليون شخص في
...
-
عودة شبح المجاعة بقطاع غزة مع استمرار إغلاق المعابر ومنع الم
...
-
منظمة ايرانية تمنح جائزة لمقررة الأمم المتحدة لحقوق الانسان
...
-
شبح المجاعة يهدد غزة وإغلاق المعابر يمنع المياه عن 90% من ال
...
-
غزة: مؤشرات على عودة شبح المجاعة مع استمرار إغلاق المعابر وم
...
-
الاحتلال: اعتقال أكثر من 100 فلسطيني خلال الأسبوع الماضي بال
...
-
لازاريني: انهيار الأونروا سيحرم جيلا كاملا من الأطفال الفلسط
...
-
الجيش الإسرائيلي: اعتقال أكثر من 100 مطلوب في الضفة الغربية
...
-
اليونيسف: 90% من سكان غزة لا يحصلون على المياه
-
برنامج الأغذية العالمي: باكستان تواصل عرقلة دخول شاحنات المس
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|