أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - الصورة الفلسطينية والصورة الصهيونية بعد العدوان على غزة :















المزيد.....

الصورة الفلسطينية والصورة الصهيونية بعد العدوان على غزة :


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3923 - 2012 / 11 / 26 - 15:07
المحور: القضية الفلسطينية
    




أكدت واقعية الاحداث السياسية دائما, والتصريحات السياسية الاخيرة. سلامة قرائتنا لمحركات الية العلاقة بين الكيان الصهيوني والادارة الامريكية, وسلامة تلمسنا وجود صراع ناعم خفي بين الطرفين قوامه الخلاف على مستقبل الكيان الصهيوني في الصورة السياسية العالمية, حيث يرفض المنظور الامريكي ان يصبح الكيان الصهيوني في المستقبل مركزا من مراكز القوة العالمية, مفضلا بقاءه مركز قوة اقليمي, يقدم خدماته الجيوسياسية الجليلة بصورة عامة لمراكز القوة العالمية وبصورة خاصة للولايات المتحدة الامريكية منها, ولذلك كان التصريح السياسي العالمي والامريكي منه على وجه الخصوص يعيد دائما تكرار ضمانه وجود وامن وتفوق الكيان, غير انه في مسعى تسوية صراعات المنطقة طرح حلولا تعمل على ترسيم وتثبيت الحجم الجيوسياسي للكيان الصهيوني, ان في فهمه للقرار 242, او مقولة حل الدولتين, وكلاهما تهرب من استحقاقاتهما الكيان الصهيوني, لولا انه اجبر على اتفاقيات كامب ديفيد, وها هو يجبر الان على تطبيق حل الدولتين, بعد ان ورطته الولايات المتحدة الامريكية في العدوان الاخير على غزة, والتي يبدو انها لعبت دور حرب اكتوبر عام 1973م, وهي توظف نتائجها ضده وفي عملية اعادة تطويعه للارادة الامريكية, بغض النظر عن الشكل الذي يتم به ذلك, حيث بدأت الاخبار تكشف عن الضغوط الامريكية التي مورست ضد ادارة نتنياهو, فمنعته من تنفيذ الاجتياح البري لقطاع غزة, وها هي ادارة نتنياهو و( بطلب ) امريكي تسحب تهديداتها بمعاقبة السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس في حال التوجه للامم المتحدة ورفع التمثيل الفلسطيني في الجمعية العامة لمستوى دولة غير عضو,
اننا نعيد التذكير بهذه الحقيقة, ليس لوجودها الموضوعي في الواقع فقط, حيث اهملت للاسف نخبتنا الاقرار بوجودها وقراءة اهميتها, والبناء على معطياتها, بل نعيد التذكير بها لأن صورة العلاقات الصهيونية الامريكية مثل سابقا احد الاسس المكونة لملامح الصورة السياسية الفلسطينية, ولا تزال تثل اساسا لذلك لاحقا او على الاقل خلال الفترة الثانية من رئاسة اوباما للادارة الامريكية, فهذا الصراع الامريكي الصهيوني سيبقى احد الاليات التي تحكم تشكيل الصورة السياسية الفلسطينية, والتي يحكم ان تضر او تنفع المصالح الفلسطينية كيفية الاستجابة الفلسطينية لها وكيفية تعامله معها, ولعل اول مردودات هذه الحقيقة نقرأه في متغيرات مواقف طرفي حالة الانقسام في العلاقات الداخلية الفلسطينية, وهذا الكرم الحاتمي المفاجيء الذي اجتاح سلوك مراكز القرار في هذه الاطراف, والذي يشبه قول القائل ( انت اكرم من مين )
ان حصار منهجية التوسع الصهيوني هو هدف الموقف السياسي العالمي من الصراع في منطقتنا, دون الاخلال بمعادلات التفوق وتوازنات القوى فيها, وفي ذلك لا يختلف التوجه السياسي الاسيوي عن التوجه السياسي الغربي وبوجه خاص الاوروبي الامريكي, لان ديمومة هذه التوازنات تحفظ ديمومة ان يكون المردود الاقتصادي الرئيسي فيها من نصيب مراكز القوة العالمية, وهو ما يحاول الكيان الصهيوني التحرر والافلات منه, ويعمل على تحقيق ذلك من خلال تأجيج ملفات اقليمية اخرى كالملف النووي الايراني, والذي سبقه تأجيج الملف العراقي والافغاني, علما ان هناك ملفات اخرى يمكن للكيان الصهيوني في المستقبل ان يسلط الضوء عليها كالملف النووي الباكستاني, وقد نجح الكيان الصهيوني الى حد ما ولفترة طويلة في ذلك واستخدمه مظلة لتسريع وتائر مقدراته السياسية الاقتصادية الاجتماعية, التي جعل من تناميها اساسا طور عليه عقيدته العسكرية التوسعية حجما وكما ونوعا واساليبا ليطرح في النهاية نفسه, منافسا وشريكا لهيمنة ونفوذ مراكز القوة العالمية في المنطقة, حيث وقع اكبر الضرر على النفوذ الامريكي الذي لم يعد يملك السيطرة على المنطقة في النهاية الا بالمقدار الذي يسمح به الكيان الصهيوني, مما اورث ادارات هذا الكيان غرورا ووقاحة وعنجهية سياسية غير مسبوقة فوجه اكثر الصفعات ايلاما لهيبة النفوذ الامريكي ليس في عهد الرئيس اوباما فقط بل وخلال كل المدى منذ هزيمة عام 1967م, وهو ما كان جوهر خلاف ادارة اسحاق شامير الصهيونية وادارة بوش الاب الامريكية,
ان الروح الايجابي الذي نجد عليه اليوم العلاقات الداخلية الفلسطينية, ليس بمنعزل عن اثر ادراك قيادة حركة حماس, لوجود هذا الخلاف الصهيوني الامريكي, وهو في الحقيقة ادراك قديم تبدى في سابق مواقف اتخذها وتصريحات ادلى بها السيد خالد مشعل غير ان فقدان الثقة بين حركة حماس وحركة فتح, هو ما كان يعيق تقبل ( بعض ) قيادات حركة حماس ( خصوصا قيادات حماس في قطاع غزة ) للمصالحة, الى ان جاء التغير في بنية النظام في مصر لصالح حركة الاخوان المسلمين والذي اعتبرته حركة حماس ضمانة امن لوضعها في معادلة القوة الداخلية الفلسطينية, وجاءت وقائع الدعم والاسناد خلال العدوان الصهيوني على قطاع غزة, وما تكشف لحركة حماس من خفايا الموقف الامريكي الذي حملته هيلاري كلينتون ليسرع من وتائر تقبلها لموضوعة مقولة حل الدولتين وفكرة المصالحة ولتصبح هي صاحبة مبادرات حسن النية تجاه حركة فتح والسلطة الفلسطينية واهم مؤشر على ذلك غياب حساسيتها السياسية من حرية حركة فتح في القطاع,
لقد اشرنا الى ان عملية سيناء الشهيرة التي ذهب ضحيتها 35 جندي مصري, رحمهم الله, لم تكن عملية ارهابية بمقدار ما كانت عملية سياسية اطلقتها دول حتى لو كانت اداتها فصائل, وقلنا حينها ان هذه العملية اطلقت قطار المصالحة الفلسطينية, كما اشرنا في مقال تلاه الى ان اطلاق العملية الامنية في سيناء انما يستكمل ما بدأته العملية الارهابية...الخ, فمن اهداف هذه العمليات انها كانت في سياق اعادة تاهيل قناعات حركة حماس بصدد موضوع التسوية, والتي يبدو انها تاهلت كما يعكس ذلك موقف ومنهجية حركة حماس التصالحي الان, والذي لا نعلم كيف سينعكس عليه اعتراف الجمعية العامة بفلسطين ( دولة ) غير عضو, فهذا الانجاز سيطرح تغيرات كبيرة على كثير من المقولات السياسية الفلسطينية في المجالين الداخلي والخارجي,
اننا في هذا المقال لا ندعو المناورة الفلسطينية لجعل الخلاف الصهيوني الامريكي ( اساس وحيدا ) يحدد ملامح الصورة السياسية وحركة المناورة الفلسطينية, فالاساس الوحيد المقبول لذلك هو ( استقلال القرار الوطني الفلسطيني) لكننا ندعو لعدم اهمال دور واثر عامل الخلاف الصهيوني الامريكي في تحديد ملامحها, فاستقلال القرار الوطني الفلسطيني/ كما تبدى في الاصرار على ابقاء مقولة وثقافة المقاومة المسلحة حية/ وايضا/ كما تبدى في اصرار المنظمة والسلطة الفلسطينية على التوجه للامم المتحدة/ انما يضاعف من حجم وقيمة النتائج المترتبة على اخذ عامل الخلاف الصهيوني الامريكي بعين اعتبار الحسابات السياسية الفلسطينية,
ان ما نقوله اذن هو ان عامل استقلال القرار الوطني الفلسطيني ( في كافة المجالات ) وعامل وجود الخلاف الصهيوني الامريكي يشكلان الية رافعة لقيمة الانجاز الوطني الفلسطيني, في الصورة السياسية الفلسطينية في المرحلة القادمة, لا فيما سبق فقط, وهو ما سيحاول جاهدا الكيان الصهيوني ارباكه, وله في ذلك خيارات متعددة, جلها يقع في اطار اللعب الصهيوني على تناقضات وصراعات مراكز القوة العالمية, كاعادة تسخين الملف النووي الايراني, او في سياق تفجير حرب اقليمية كالتدخل مباشرة في سوريا او سيناء, او اعادة الاعتداء على غزة او جنوب لبنان,ولا نقول ذلك جزافا بل لقرائتنا اولا لاستمرار وجود ضعف مناورة جيوسياسي فلسطيني, مدخله تدني مستوى استقلال القرار الوطني الفلسطيني, وبقاءه من الزاوية الرئيسية مستقبلا لانعكاسات الصراعات الاخرى عليه, ثانيا ان الكيان الصهيوني امتلك فعلا مستوى من الحصانة والشرعية الجيوسياسية ما يمكنه من اللجوء للقوة تحت طائلة تبرير الدفاع عن النفس, حيث تعودنا ان يكون هجوميا اكثر منه دفاعيا



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحراك الشعبي حدد مسبقا ملامح البرنامج الوطني المطلوب ان تتم ...
- قراءة في ( انتصار ) غزة
- حل الدولتين بين توم الامريكي وجيري الصهيوني:
- حماس بين جهوزية الاجتياح البري الصهيوني ووساطات وقف اطلاق ال ...
- الخيار ( الوطني ) الوحيد امام حماس, الحاق هزيمة عسكرية كبرى ...
- غزة بين, (وقف اطلاق نار و تهدئة) او (وقف اطلاق نار وهدنة) او ...
- غزة بشارة النصر, العدوان السبب والتوقيت:
- لتصعيد في غزة جزء من التسخين الاقليمي :
- ياسر عرفات وعدالة التاريخ :
- حول اعادة انتخاب اوباما
- كذبت حماس ولو صدقت
- رد سريع من مواطن فلسطيني على تصريح الرئاسة المصرية:
- ازمة النضال الفلسطيني بين تنسيق السلطة الامني وتنسيق حماس ال ...
- الى نسرين غنام : لا تلومي شيوخ النضال الفلسطيني
- تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس :
- اغتيال وسام الحسن عملية صهيونية سورية مشتركة
- حتمية جسر الانشقاق وحصول المصالحة لفلسطينية:
- رسالة الى رئيس ( كل ) الفلسطينيين محمود عباس:
- الزيارة القطرية بين جسرالانشقاق الفلسطيني او ترسيخه
- امير قطر يزور قطاع غزة ام حركة حماس؟:


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - الصورة الفلسطينية والصورة الصهيونية بعد العدوان على غزة :