أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبدالرحمن الشيخ - يا ليت قومي يعلمون














المزيد.....

يا ليت قومي يعلمون


عبدالرحمن الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 3923 - 2012 / 11 / 26 - 08:36
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


يحزنني دوما أن أرى ما يحدث هذه الأيام في هذه عالمنا العربي، الكل تناسى صوت الضمير والتعقل، مصالحهم المتضاربة لا تحلها إلا السلاح والحروب المرة، يظنون أنها تؤدي إلى خاسر ومنتصر، كلا الطرفين يظن نفسه هو المنتصر دائما، لا يدري أن في الحروب لا توجد إلا الخسائر،الهزيمة لكلا الطرفين الذين تجردوا من الإنسانية والتعقل، مصالحك دوما إن كانت بعيدة عن المنطق والعقل تصبح بعيدة المنال إلى الأبد، حيث يصبح صوت الدمار والخراب لا يعلوا عليه صوت اخر.

ولنا في الصومال أسوة وتجربة، أولها حينما أدت بنا السبل أن نهجم على جيران لنا نذيقهم ويلات الدمار والقتل، تلك الحرب خسرناها قبل أن تبدأ، لأننا كنا المعتدين وإن كنا على حق وهم على باطل! فليس أبدا من حقنا أن نقتل ونسفك الدماء، نغتصب ونبطش باسم العدالة، لم تكن العدالة هكذا أبداً في أن نعتدي على الآخرين.

كنا مرتمين في أحضان القطب الشرقي، ظننا أنفسنا أن لنا اليد العليا في أن نفعل ما نريد طالما كنا هناك في معسكر الكبار، هم كانوا أول من أدار ظهورهم لنا، بل وقد ناصبونا العداء بشكل علني وسافر، فقدنا ظهرنا حين ذلك، لم نستفد من خطإنا في أن نبتعد قليلا من لعبة الكبار المتطاحنين وأن نسعى لإصلاح ذلك الخطأ، ارتمينا مباشرة بعدها في أحضان الغرب، لم يشفع لنا ذلك في شيء إلا أن زاد انحطاطنا وزادت أوضاعنا سوءاً، هم أيضا من حقهم أن يشُكُّوا فينا فقد كنا من أكبر أعدائهم بالأمس، اضطرتنا الظروف إليهم بعد أن أدار الطرف الآخر ظهره لنا، لم يعطونا إلا كلاماً فارغاً ولم يبيعونا إلا أوهاماً لا تجدي نفعاً، هذه المرة كان الدمار أسوء مما حدث من قبل، العقاب كان أسوأ من قبل لأننا لم نستوعب الدرس الماضي، فدمرنا وطننا بيدنا بشكل أعمى ومؤسف، نحن الآن أصبحنا لا شيء من بعد أن كنا كل شيء.

في سوريا، الحكومة مرتمية في أحضان المعسكر الشرقي، المعارضة مرتمية في أحضان الغرب بشكل سافر، الغرب والشرق يستفيد من تلك الحرب، فبينما نحن نهدم وطننا من كلا الطرفين، فهم يبيعوننا أسلحتهم ومعداتهم ويستفيدون اقتصادياً من ذلك، بلدانهم تتطور من أموالنا نحن و اقتصادياتهم تنموا، ونحن ندمر أنفسنا وبلدنا، نقتل أبناء شعبنا ونهدم ما بنيناه نحن وأجدادنا من عشرات السنوات، أيضا نهدم مكتسباتنا الحضارية التي ورثناها من أجدادنا الأقدمين، نهدي أطفالنا والأجيال القادمة دماراً وخراباً، جوعا وعطشاً، بدل أن نسعى لإهدائهم حياة راقية مرفهة، نسينا أو تناسينا أن الهدم أسرع وأسهل من البناء.

عتبي على أبناء الوطن الواحد منذ مئات السنين، أبناء العم والإخوة والجيران الذين لا يستطيعون التحاور فقط، عتبي أكثر على هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالوطنيين في المعارضة، هم أكثر من يعلم أن حربهم خاسرة بكل المقاييس، فكما أدار لنا العالم ظهورهم، فهو أيضا سيدير العالم ظهورهم لهم عاجلاً أم آجلاً، سيخسر شعبهم وستشرد بناتهم وأمهاتهم، سوف تُرمل أخواتهم وسيهدمون أوطانهم بأيديهم باسم الوطنية والمواطنة، من أعطاك الحق في ذك؟ ماذا ستقولون للأجيال القادمة؟ هؤلاء الذين تحاربونهم ليسوا إلا إخوانكم أنتم فإن لم تجلسوا معهم وتتحاوروا اليوم، فسوف يذهب الوطن سدى من بين أيديكم، فأنتم فقط من يستطيع فهم لغتهم حق الفهم، أنتم فقط من تستطيعون أن تعرفوهم حق المعرفة، فإن لم تتنازلوا وتجلسوا على طاولة حوار واحدة، تحت أرضكم وسمائكم، فلن تفوزوا قط، الكل سيكون خاسرا هناك.



#عبدالرحمن_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبدالرحمن الشيخ - يا ليت قومي يعلمون