إلهام لطيفي
الحوار المتمدن-العدد: 3923 - 2012 / 11 / 26 - 00:47
المحور:
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
حبر نسوانــــ
حبر نسوانــــ
تتعالى الأصوات في يوم 25 نوفمبر اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المراة تنديدا لهذه الظاهرة المتفشية في العالم لكن ما هو ملفت للنظر إن معظم ما نقراءه و نراه على أرض الواقع لم يتعدّى مرحلة الهتافات و الشعارات و انما الإحصائيات تزيد و لا تنقص عام عن عام....في هذا السياق يشدّني قول عالم الاجتماع الفرنسي( بير بورديو ) على أنّ أشد أنواع العنف الممارس على المرأة- ودون أن تشعر به أو تتعرّف ماهيته- هو العنف الرمزي قائلاً" : "هو عنف هادئ لامرئي ولا محسوس حتى بالنسبة إلى ضحاياه، فالعنف الرمزي هو الذي يفرض المسلّمات التي إذا انتهينا إليها و فكّرنا بها بدت لنا غير مسلّمٍ بها، وهي مسلّمات تجعلنا نعتبر الظواهر التاريخية الثقافية طبيعة سرمدية أو نظاماً عابراً للأزمنة و أشدُّ أنواع العنف الثقافي هو الرمزي".....
في الواقع إن العنف بمختلف أشكاله هو من صنع الذهن الإنساني الذي يصبح جزء من الخطاب الثقافي السائد في المجتمع في مرّ الزمن و الأجدر بنا أن نبحث عن جذوره في عقلية المجتمع الثقافية و تركيبته الإجتماعية.... فالمجتمع الذي يقف طويلا على أرجله في برد الشتاء الغارس و حرّ الصيف الذابح و يصفق مهللّا و هو يحاول التقاط صور و أفلام تذكارية من أعدام شخص و قتله لا يصعب على افراده ضرب انسان اخر او تعنيفه بشتى طرق العنف الجسمي و النفسي و غيره من انواع العنف سواءا كانت امرأة او رجل بالطبع و إنما هذا المجتمع ليس مجتمعا طبيعيا بل هو مجتمع غير سالم شئنا أم أبينا....
و في الرجوع إلى حديثنا يجب القول إنّ بث شعارات شجب و استنكار و تنديد العنف ضدالمراة في مجتمعات يعتبر فيها العنف أمرا طبيعيا و متفقا عليه لا و بل يكون من المسلّمات، فيصبح الأمر مجرد موضة تتبناها الفئة المهتمة في المناسبات المخصّصة لهذا الشأن لكن في النهاية يبقى الأمر جزء لا يتجزاء من عقلية المجتمع الثقافية.....
اذن في هكذا مجتمعات الأجدر هو ان نكوّن المراة او أن تكوّن المراة نفسها بنفسها لترعى حقوقها بنفسها و أن تصنع من دماغها رحما اخرا أكثر سعة و أفاقا من رحم نون النسوة و أن تخرج من حالة المتلقية البحتة للأمور إلى حالة المشاركة و المنتجة فكريا للتحليل و اعادة قراءة ما يدور حولها كي تشارك الرجل في بناء مجتمع سليم و عار من الأمراض الأجتماعية اكمالا لتحفيز أفراد المجتمع بأجمعها على احترام كرامة الإنسان ايّ كان ....
#إلهام_لطيفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟