فريد جلّو
الحوار المتمدن-العدد: 3922 - 2012 / 11 / 25 - 14:44
المحور:
كتابات ساخرة
--- البدعـــة ---
...................
...................
ربما تكون هذه المفردة هي تصغير لكلمة الابداع . المختصون باللغة العربية من اللغويين هم الذين وحدهم من يمتلك حق تصنيفها والى آخره . المهم في الامر ان البدع على المعمورة تتزايد باستمرار حتى ان العالم وضع قاموسا للبدعة رديفا لمجموعة غينس للارقام القياسية , والبدعة التي انقلها إليكم واقعية ولكنها غير موثقة بالصور بل موثقة بضمائر واقول للعراقيين المستعدين بارقام مليونية ان يشهدوا على صحتها .
كان يستجدي المارة ولكنه مستثنى عن زملائه بعلامة فارقة وهي انتعاله حذاء صنعه بنفسه من ورق الصحف والمجلات ولافتات ممزقة للدعايات الانتخابية , ولكن الملاحظ ان ذلك الحذاء كان مرصعا بصور لساسة من كل حدب وصوب فبعضهم عراقي الجنسية بالاسم وآخرين يدعون انهم نزفوا دماً حبا بسواد عيون العراقيين .
اقتربت منه كثيراً : ماذا تبغي بذلك الحذاء ؟ فأجابني شزراً : لأي جهة اعلامية تنتمي؟ وبعد تواصل الحديث قال : اني لا استهدف الاستجداء وجمع المال فقط لأنني اتوقع في يوم قريب ان هذه المهنة ستبور لازدياد عدد من يدخل في هذه الدائرة وقد يأتي اليوم الذي يستجدي بعضهم بعضاً , وحذائي هذا اقصد فيه ان بطاقتي الانتخابية قد سرقت مني سلفاً وليس لدي حيلة سوى ان انتعل من سرق صوتي .
لقد طال الحديث بيننا حتى خلته انه استاذ في العلوم السياسية وعندما ازفت ساعة مغادرته اوصاني بان ابتلع قلمي اذا جعت يوما ما فلا بأس ان تموت مثل ذلك الذي احرق نفسه في بوابة العرب الغربية وعلى مشارف الاندلس اعني " البوعزيزي" بدل ان تدخل دائرتنا المحبطة والى لقاء اخر بين الجنة والنار .
#فريد_جلّو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟