أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إدريس ولد القابلة - أداب مهنة الطب و حقوق الإنسان














المزيد.....

أداب مهنة الطب و حقوق الإنسان


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1134 - 2005 / 3 / 11 - 10:41
المحور: حقوق الانسان
    


لم يكن المشرع المغربي قبل سنة 1991 يتطرق للحق في الكشف الطبي بالتنظيم, غير أن ظهير 1991/12/30 عدل الفصل 76 من قانون المسطرة الجنائية نص صراحة على هذا الحق, وهو ما سار عليه قانون المسطرة الجنائية الجديد في المواد 73-74-134.
إلا أن المشرع لم يحدد الجزاء الذي يترتب على عدم الاستجابة لطلب المشبوه فيه الأمر الذي يجعل هذا الحق محل ارتياب, كما أن الحق في الكشف الطبي لا يمكن المطالبة به إلا أمام النيابة العامة, أما في مرحلة البحث الذي تقوم به الشرطة القضائية فلا يمكن القيام بذلك.
ولعل الحكمة من ذلك هي اقتناع المشرع بما يلاقيه المحتجزون لدى الشرطة القضائية من طرق الاستنطاق التي تتجاوز المسموح قانونيا وبالتالي يتم اللجوء إلى أساليب قد تترك آثارا على جسم الضحية وهو ما يمكن إثباته بما يترتب عن ذلك من إزالة صفة القانونية على المحاضر المنجزة في هذه الظروف إضافة إلى المساءلة التي يتعرض لها من قام بذلك مع الإشارة إلى صعوبة إثبات نسبة هذا الفعل إلى زيد أو عمر.
ومن هنا يظهر قصور التشريع المغربي كما أن المهنيين الطبيين لهم دور خطير وخاصة في القضايا السياسية الكبرى نظرا للأدوار التي يمكن أن يقوم بها البعض منهم.
ذلك أن المهنيين الطبيين الذين يعملون في ظل أوضاع تنتشر فيها انتهاكات حقوق الإنسان ويتفاقم فيها الصراع يتعرضون لمشاكل هائلة في أداء واجباتهم المهنية ويتعرضون لأخطار جسيمة لدى القيام بها.
إن حقوق الإنسان هي تلك الحقوق الثابتة التي تسمو فوق اعتبار الحدود السياسية والإيديولوجية والمعتقدات الدينية ولقد جسد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حقوقا تتصل بالحرية الشخصية والأمن والأسرة والعقيدة.
أما آداب مهنة الطب فهي إرشادات مدونة تنظم سلوك المهنيين الطبيين وغيرهم من المهنيين الطبيين في تعاملاتهم مع المرضى أو تعاملهم مع بعضهم البعض. وتنطوي حقوق الإنسان وتلك الآداب في لبها على فهم معين لقيمة الإنسان الفرد وحقه في أن يعامل بكرامة واحترام ورجلا كان أو امرأة وأن آداب مهنة الطب ينبغي أن تدعم حقوق الإنسان وأن تجعل من المهنيين الطبيين حلفاء في النضال من أجل تعزيز الحقوق الأساسية وحمايتها.
وبالرجوع إلى المبادئ الأساسية لمهنة الطب نجد أن مصلحة المريض هي محور علاقته بالمعالج, فمنذ القديم كانت القاعدة التي تسترشد بها المهنة الطبية تحتم على المعالج أن يعمل من أجل خير مريضه ووفق قسم أبيقراط ألا يضره فقط. ولترجمة هذه العقيدة الأساسية إلى لغة عملية للمهن الطبية وضعت مدونات لآداب المهنة على مدار القرن حددتها تقاليد دينية وثقافية مختلفة حيث أضاف الرومان والعرب والهنود وغيرهم إلى مجموعة آداب المهنة الإغريقية المستمدة من القرن الخامس قبل الميلاد.
وفي السنوات الأخيرة أعادت المنظمات المهنية الدولية تعريفها وأقرتها على نطاق واسع ومن هذه المنظمات - الجمعية الطبية الدولية - المجلس الدولي للممرضات- فضلا عن أن الهيئات العاملة في ميدان الطب الإنساني ومن بينها اللجنة الدولية للصليب الأحمر- ومنظمة
أطباء بلا حدود ومنظمة أطباء العالم قد أضافت منظورا جديدا للقيم الأخلاقية المهنية التقليدية, كما أن منظمة العفو الدولية قد ساهمت في منع انتهاكات حقوق الإنسان ووضع دور يمكن للمهنيين الطبيين الاضطلاع به من أجل تحقيق هذا الهدف.
إضافة إلى ذلك توجد مدونات تعالج سلوك المهنيين الطبيين إزاء السجناء وغيرهم من الأشخاص الذين سلبت حريتهم وكمثال إن الجمعية الطبية الدولية قد اعتمدت إعلان طوكيو في عام 1975 الذي حظرت فيه على الأطباء أن يشاركوا في التعذيب أو أي ضرب آخر من ضرب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهنية حيث نصت المادة الأولى منه على ما يلي " لا يجوز للطبيب أن يقر ممارسة التعذيب أو غيره من أشكال الإجراءات القاسية أو اللا إنسانية أو المهنية أو يتغاضى عنه أو يشارك فيه أيا كانت الجريمة التي يشتبه في أن ضحية هذه الإجراءات قد ارتكبها أو اتهم بارتكابها أو أدين بسببها أو مهما كانت معتقدات الضحية أو دوافعه وذلك في جميع الحالات بما فيها الصراعات المسلحة والنزاعات الأهلية وتقول كذلك مدونات أخرى «.
إن على الطبيب أن يكرس نفسه لتقديم الخدمات الطبية المختص بها باستقلالية فنية وأدبية تامة ومع تعاطف واحترام للكرامة الإنسانية.
أما مبادئ آداب مهنة الطب التي أقرتها الأمم المتحدة وعلى نقيض إعلان طوكيو تنطبق على جميع الموظفين الطبيين فهي تدين صراحة القيام بأعمال تشكل مشاركة في التعذيب أو تواطؤا أو تحريضا على هذه الأفعال أو محاولات لارتكابها باعتبارها تمثل مخالفة جسيمة لآداب مهنة الطب.
إن التشريع الإنساني الدولي قد أفاض في هذا الجانب وحدد الحقوق والواجبات والظروف الملائمة لعمل المهنيين الطبيين بما فيها العلاج والقيام بالخبرات الفنية المستقلة وكشف حالات التعذيب والمساهمة في الوقاية من حدوثه وإثبات المسؤوليات.
وأن الموضوع أكبر من أن يعالج ضمن هذه الورقة المختزلة وإنما أثرنا هذا الموضوع بعد الاستماع لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وخاصة جلسة الاستماع الأولى المنظمة من طرف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وما صرح به الضحايا من أدوار لا مهنية قام بها أطباء من أجل تأهيلهم للمزيد من التعذيب أو عدم القيام بما تمليه عليهم المبادئ المنظمة للمهنة من اهتمام بحالة المريض حين عرض عليه وأثناء الاحتجاز أو الاعتقال.
إن الموضوع لحد الآن لم تعطه العناية الكافية من طرف الفاعلين الحقوقيين والمهنيين المناضلين على المستوى الإنساني الوطني للتحسيس بخطورته وما يمكن أن يقدمه من خدمات قبل وأثناء وبعد تعرض الضحايا لمختلف ضروب التعذيب.
ونتمنى أن يبادر المختصون الطيبون الإدلاء بدلوهم في هذا المجال لتنوير الرأي العام وتعميق المدارك.
عن جريدة فضاء الحوار المغربية



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخط الأحمر الفعلي
- مغرب ـ جزيرة ومغرب ـ محيط
- ملف الشهيد عمر بنجلون لازال مفتوحا
- مشروع قانون الأحزاب السياسية خطوة إيجابية وجب إغناؤها
- ملف الاختفاء القسري من الصمت إلى طرح الإشكالية
- هذا هو حال المثقفين المغاربة
- ما زالت شركة التبغ تستبلد المواطنين بمباركة وتزكية الحكومة
- ثقافة المواطنة وتجلياتها
- الشهيد عمر بنجلون.... لابد من جلاء الحقيقة
- هل حقق المغرب القفزة المنتظرة
- مغاربة فقدوا حياتهم من أجل التغيير
- لقاء مع السيد محمد الحراثي
- هجوم على مكتسب الحق في التطبيب بالمغرب
- مجتمع المعلومات بالمغرب
- اتفاقية التبادل الحر بين المغرب وأمريكا
- الوحدة الترابية والدبلوماسية المغربية
- الحكامة
- لـمـال والمـقـاومـة
- الفرنسيون الذين ساندوا المغرب في محنته
- الخلفية التاريخية والثقافية للخوفقراطية بالمغرب


المزيد.....




- الأونروا: أكثر من مليوني نازح في غزة يحاصرهم الجوع والعطش
- الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- الاونروا: الحصول على وجبات طعام أصبح مهمة مستحيلة للعائلات ف ...
- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إدريس ولد القابلة - أداب مهنة الطب و حقوق الإنسان