أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي الحبوبي - غزّة العزّة والإباء.. إشتدّي أزمة تنفرجي














المزيد.....


غزّة العزّة والإباء.. إشتدّي أزمة تنفرجي


فتحي الحبوبي

الحوار المتمدن-العدد: 3920 - 2012 / 11 / 23 - 23:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غزّة الصامدة منتصرة اليوم على إسرائيل بفضل صواريخها "العبثيّة" التي أصبحت تطال عمق تل أبيب من فرط عبثها . وكذّبت بذلك ادعاءات محمود عبّاس صاحب السلطة الكارتونيّة بالضفّة الغربيّة، وهو الذي لم يستح من وصف صواريخ المقاومة بأنّها كارتونيّة. غزّة اليوم، رغم مئات الشهداء ورغم الدمار الهائل الذي لحقها جرّاء العدوان الذي أطلق علية العدو الصهيوني "عامود السحاب" ، تعيش اللحظة التاريخية المفصليّة المناسبة لفكّ الحصار عنها ورفعه في غير ما رجعة. ولا يتحقّق ذلك -بداهة- إلّا بموقف شجاع رسمي وشعبي موحّد للعالمين الإسلامي والعربي، يسنده موقف أوروبّي داعم وقوي، رافض للحصار الهمجي البربري الظالم على شعب أعزل أمام جلاّد متوحّش لم يعرف له التاريخ مثيلا. فلا نيرون ولا هولاكو ولا جنكيز خان و لا هتلر ولا بول بوت ولا صدّام ولا القذّافي ولا بشّار (الأب والابن)، ولا حتّى جوزيف ستالين الذي سمّي بالشيطان الأكبر لإعدامه لأكثر من 50 مليون روسي، قد يكون أتى من الجرائم الفظيعة ما أتته دولة إسرائيل اللقيطة ،المسخ، منذ أن زرعها الغرب كالسرطان في جسد الوطن العربي الوهن.
من المفارقات أن نسجّل حتّى الآن، أنّه رغم الحراك الشعبي في كافة أصقاع العالم، ورغم الزيارات الإستعراضيّة لبعض الوفود الرسميّة، ومنها الوفدين التونسي والمصري، أنّه لا ينطبق على غزة وسكّانها اليوم سوى ما قاله الشاعر وقد أسمعت لو ناديت حيّا ولكن لا حياة لمن تنادي".
ذلك أنّ المجتمع الدولي الرسمي والمجتمع المدني غير الرسمي في شبه غيبوبة عمّا يجري، و صمت النظام العربي يشبه، لا بل يزيد ،عن صمت القبور، والوعي الأخلاقي لساسة إسرائيل لمّا يفق بعد، لاسيما وقد عزّزت غيابه المواقف الأمريكية البهلوانية التي تصبّ -على الدوام- في خانة اللامنطق واللاأخلاق واللاوعي، لا بل والإستخفاف أيضا بحقوق الشعوب، المعادية بطبعها للإحتلال، المناضلة و التوّاقة أبدا إلى الإنعتاق والحريّة.
لذلك فإن العيون لتدمع وتذرف دما سخيّا ساخنا. وإن القلوب لتحزن وتنفطر دهورا طويلة من الزمن لما تشاهده من مآس لا تنتهي لشعب يستغيث و لا من مغيث له. ويصرخ صرخات اليائس من أمّة "كانت خير أمّة للناس". فهل من غيور على ما بقي من الشرف العربي؟ وهل من حام- يا أصحاب الحميّة- لأهل غزة الأباة من هذا الكائن الممسوخ المغتصب، الموغل في الوحشية؟. وهل من رادع لآلة دماره الحربية المستوردة من الولايات المتحدة الأميركية، قامعة الشعوب في افغانستان والعراق ولبنان والسودان وفيتنام وكوريا وليبيا وسوريا وغيرها؟
إن المضحك المبكي اليوم ، أن يراهن بعض الساسة العرب على أمريكا ويعتبر أن الحل السحري لقضيّة العرب المركزية إنّما هو بيدها كليّة. وتبعا لذلك فمن البديهي عدم رفع العصا في وجهها. لا بل وطاعتها إلى درجة الخنوع والذلّة. ولكن هيهات منّا الذلّة نحن العرب الأقحاح، كما ردّد ذلك الحسين شهيد كربلاء وسيّد الشهداء ورمز الثورة على الطغاة في الفكر الشيعي.
غزّة بالقطع لن تركع. وقادة حماس لن يصيبهم الذعر والهلع والوهن، ولن ينكسروا، مهما قتلوا أبناءهم كما فعلوا مع "محمود الزهار"، ومهما شرّدوا أطفالهم وعذّبوا أسراهم وشنّعوا بأجساد أبطالهم المضمّخة بالدماء وسحلوها، ومهما قطعوا الغذاء والدواء عن السكان وأغرقوهم في ظلام بهيم. فهم ما داموا أصحاب حق مبين، ويؤمنون ويأملون في بارقة أمل تتراءى لهم في الأفق، رغم تواطؤ المتواطئين وخيانة الخائنين وطعنات وظلم ذوي القربى- وهو أشدّ مضاضة- ومهما طال بهم النفق فإنّهم سيخرجون يوما إلى النور، ومهما طال ليلهم فالصبح حتما سينجلي. وإنّ غدا لناظره قريب.
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر هكذا قال للإستعمار الفرنسي الغاشم، شاعر تونس الفذّ أبو القاسم الشابّي، وهكذا بالقطع، سيستجيب الإحتلال الإسرائيلي البشع لإرادة غزّة الصامدة ، الشامخة الأبيّة، رغم المحن والكروب والتواطؤ والمؤامرات والداء والأعداء. أرادت ذلك اسرائيل الصهيونية وأمريكا المتصهينة أم أبتا . إنّنا نعيش اليوم اللحظة التاريخية المفصليّة لرفع الحصار نهائيا عن غزة ورفع الغبن وفسخ العار والشنار من غير ما رجعة عن الأمة العربية التي كانت مجيدة في حقبات خلت من تاريخها. فصبرا جميلا ياغزّة، يا درّة الأوطان وزهرة المدائن الصامدة .
المهندس فتحي الحبّوبي



#فتحي_الحبوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجلس التأسيسي التونسي إمبراطوريّة للجشع
- لا للاستفزاز و لا للعنف المجاني واللصوصيّة المنظّمة
- وقفات نضاليّة خارح الإتّجار ومنطق الغنيمة السياسيّة
- الأجر الأدنى المضمون بين نوّاب المجلس التأسيسي التونسي والرئ ...
- جولة في زحمة عنف ما بعد الثورة
- عن الأسس النظريّة للدولة المدنيّة
- نقّاد الفكر الديني وثالوث التكفير والإضطهاد والقتل
- عن سيرورة تشكّل مفهوم الحداثة
- جدليّات الحداثة والقدامة والثورة وارتداداتها
- في علاقة المفكر الحر بالسلطة والفقيه
- المثقف بين السياسة والفكر
- بين هروب محمود درويش وهروب القادة العرب المهزومين
- فضل إنتعاش المقاومة على الثورات العربية
- إستأصالية مقال نصيحة تونسية إلى الإسلاميين الحداثيين
- في ذكرى محرقة غزة بالرصاص المسكوب
- عن سرية دفن فولتير والقذافي
- البداوة الفكرية لمحترفي الإفتاء وفق الأهواء
- ممارسات سياسية بين فلسفة القوة والنظرية الداروينية للخلق
- لا لحوارالأديان في ظل إنحباز بابا الفتيكان
- الشيوعية والإسلام والفشل في ممارسة الحكم


المزيد.....




- -غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق ...
- بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين ...
- تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف ...
- مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو ...
- تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات ...
- يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع ...
- قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
- ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
- ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي الحبوبي - غزّة العزّة والإباء.. إشتدّي أزمة تنفرجي