أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-الحذر مطلوب














المزيد.....

بدون مؤاخذة-الحذر مطلوب


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3919 - 2012 / 11 / 22 - 14:00
المحور: القضية الفلسطينية
    


وقف اطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية في غزة واسرائيل أمر مطلوب ومقبول، لأنه يحقن دماء زكية ما كان يجب أن تراق، لكن اتفاق الهدنة المعلن يثير تساؤلات كثيرة ومريبة، صحيح أن العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة فشل فشلا ذريعا في تحقيق أهدافه، وكشف عن فشل كبير في السياسة الاسرائيلية القائمة على استباق الأحداث وضرب أي قوة محتملة يمكن أن تهدد اسرائيل، واذا كان تحالف نتنياهو –ليبرمان وباراك يريد كسب أصوات اليمين واليمين المتطرف في الانتخابات القادمة، فان نتائج الحرب قد قلبت السحر على الساحر من خلال توازن الرعب الذي فرضته صواريخ المقاومة بوصولها الى تل أبيب ومستوطنات كفر عصيون، وغيرها من البلدات الاسرائيلية، وقد أثبتت نتائج هذه الحرب فشل الاستخبارات الاسرائيلية في تقدير ومعرفة قوة المقاومة في منطقة محاصرة برا وجوا وبحرا ولا تزيد مساحتها عن مائتي ميل مربع.
ولعل كثافة النيران الاسرائيلية وقوتها التدميرية الهائلة التي استهدفت المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، ومنازل ومساجد ومكاتب صحفية ومؤسسات مدنية تندرج جميعها تحت جرائم الحرب، قد جاءت نتائجها معكوسة على اسرائيل، فقد أوقعتها في ورطة أمام الرأي العام العالمي، كما أن هذه الحرب قد أثبتت أن ثورات الربيع العربي قد أتت أكلها على الأقل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وهذا ما دفع النظام العربي الرسمي الى هذا الاهتمام المصحوب بالخوف من غضبة الجماهير، فهرع وزراء خارجية عرب مع أمين عام الجامعة العربية ووزير خارجية تركيا لزيارة قطاع غزة متضامنين مع مواطنيه، وقد استشعرت الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل خطورة الأوضاع الحالية فقبلت بوقف اطلاق النار.
لكن اللافت للانتباه هو الدور الكبير الذي أعطي لمصر للوصول الى هذا الاتفاق، وتحميلها وحدها مسؤولية ضمان الاتفاق الذي تم التوصل اليه، وهذا يعني حصر مصر في خانة الضامن المحايد، مع أن مصر وما تمثله في الوجدان العربي والاسلامي ليست بعيدة عن القضية الفلسطينية، بل هي طرف فيها، لكن جرى حصرها في اتفاقات كامب ديفيد، والتأكيد على حياديتها غير المنطقية.
واذا كان الاتفاق ينص على فتح المعابر فعن أيّ معابر يتم الحديث؟ وهل سيتم فتح المعابر مع اسرائيل، أم فقط معبر رفح مع مصر؟ وان كان ذلك كذلك فان هذا سيرسخ تبرئة اسرائيل من مسؤولياتها كدولة محتلة، وتحميل ذلك لمصر، بما في ذلك المسؤوليات الأمنية، واذا ما تم ذلك وهذا ما لايريده الفلسطينيون فان ذلك سيرسخ الانقسام، وسيلحق قطاع غزة بمصر، وبالتالي سيجهض امكانية قيام الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة في حرب حزيران 1967.
ومن حق المرء أن يتساءل عن أسباب إبعاد منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية عن الاتفاق الذي حصر التفاهمات حول قطاع غزة فقط؟ في حين ان اسرائيل تواصل سياساتها الاستيطانية والتهويدية في الضفة الغربية وجوهرتها القدس، وتجاهل السلطة الفلسطينية يعني اضعاف موقفها في طلب عضوية الأمم المتحدة كدولة غير كاملة العضوية.
لكن المتفاوضين حول الاتفاق قد أهملوا كليا جوهر الصراع وهو الاحتلال الجاثم على الأرض الفلسطينية منذ حزيران 1967، خصوصا وأن حكومة نتنياهو قد أنهت حل الدولتين من خلال التكثيف الاستيطاني في الضفة الغربية، وصرفت الأنظار عنه الى الملف النووي الايراني، والملف السوري، وانساقت أمريكا خلفها كما هي العادة، ووضعت الملف الفلسطيني على الرف، وجاء فشل العدوان بصمود الشعب والمقاومة في غزة، ليعيد الملف الفلسطيني الى الصدارة من جديد، فلماذا لم يُنتبه لذلك؟
ويجدر التذكير أن نتنياهو نجح في اختباره للرئيس الأمريكي أوباما، فقد جدد الأخير ولاءه اللامتناهي والأعمى لاسرائيل، وعداءه الفاضح للفلسطينيين بشكل خاص والعرب بشكل عام، فهل سيتعلم القادة العرب شيئا من موقف أوباما أم أنهم سيبقون يراهنون على الموقف الأمريكي؟
22-11-2012



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات الحزن الدّامي-23- سُعار
- يوميات الحزن الدامي-22- يسرى
- يوميات الحزن الدامي-21- طبيب
- يوميات الحزن الدامي- 20-الحاج عبد الله
- يوميات الحزن الدامي-19- أين رِجلاي؟
- يوميات الحزن الدامي-18- يوم عادي
- يوميات الحزن الدامي-17-مذبحة
- غزة عار الانسانية
- يوميات الحزن الدامي-16- سماهر
- يوميات الحزن الدامي-15-بدون اسم
- الحاجة صفيّة
- نقاش-كنت هناك- لجميل السلحوت في اليوم السابع
- يوميات الحزن الدامي-13-هبة
- بدون مؤاخذة-يكتبون دعايتهم الانتخابية بدماء شعبنا
- يوميات الحزن الدامي-12- رنان
- بدون مؤاخذة-اسرائيل لا ترى غيرها
- يوميات الحزن الدامي-11- غياضة
- يوميات الحزن الدامي-10-الشيخ عمر
- يوميات الحزن الدامي-9-لمى
- يوميات الحزن الدامي- أشرف


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-الحذر مطلوب