عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 3919 - 2012 / 11 / 22 - 02:18
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
كم وقفت بإحترام وإجلال أمام وزارة التربية والتعليم، ذلك الصرح العظيم الذي يضم في رحابة ملايين المدارس في حنايا الوطن!
وكم وقفت متأملاً، وآملاً في ذلك الاسم، الذي يشارك كل أب وكل أم في تربية أولادهم، وتعليمهم بما هو اسمى من المعرفة: المبادىء، والمثل، والفضيلة!
وأجدني اليوم، أقف مطأطىء القلب، والمصير، وأنا أرى نزيف الأخلاق منحدراً من سبوراتها السوداء، عابراً بواباتها الحديدية إلى التراب!
البداية من الصباح المظلم.. حيث يذهب طلبة الشهادات العامة إلى فصولهم فلا يجدوا مدرساً، وإذا وجدوه، قال لهم بجرأة ساخرة: "ايه اللي جبكم"؟!..
تحتضنهم الدروس الخصوصية، ينسون شكل مدارسهم، لكن إدارة المدرسة لا تنساهم، فهي تعدّ عليهم أيام غيابهم، وترسل لهم انذارات بعدد أيام الغياب، ثم الخطاب الأخير بالفصل!
يتساءل ولي الأمر: ما سبب ارسال خطابات الانذار، مع معرفتكم بأن جميع الطلبة لا يذهبون إلى المدرسة، وإذا ذهبوا لا ترحبون بهم؟!..
يجيب السيد المسئول: الخطابات ما هي إلا اخلاء لمسئوليتنا القانونية!
وما العمل في قرارات الفصل؟..
يجيب السيد المسئول: على الطالب أحضار شهادة مرضية عن أيام الغياب!
وما على الطالب، أو الطالبة، سوى الكذب؛ للحصول على الشهادة المرضية!
أعرف أماً ملتزمة بالصدق، ذهبت إلى الطبيب، وقالت له: ابنتي لم تكن مريضة، ولكن المدرسة تطلب شهادة مرضية؛ حتى تعيد قيدها بالمدرسة من جديد!
وعند الطبيب، تكتشف الأم، أن الكذب أصبح لغة العصر، وأن الطبيب من كثرة سماعه الأكاذيب، لم يعد يحتاج إلى سماعها؛ وقد أمسى يدوًن الكذب بتلقائية على التذكرة الطبية؛ حفاظاً على مستقبل طالب معرضاً لفصل تعسفي!
يا وزارة التربية والتعليم، ان كنتِ لا تريدين تعليم أولادنا، فلا تربيهم على الكذب!...
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟