منع نصب خيمة إعتصام امام السفارة الإسرائيلية خطأ قاتل

أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 3918 - 2012 / 11 / 21 - 19:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إنهم يقصفون بصواريخهم وقذائفهم محيط المستشفى الميداني الأردني في غزة ،وهذه رسالة بالغة بليغة على مدى حقد إسرائيل على الأردن،ومع ذلك فإن حكومتنا" الرشيدة" لم تستغل هذه الحالة وتسجل لها ولو نقطة حيية واحدة ولو لذر الرماد في عيوننا،بل رفضت السماح لشبيبة معطاء من هذا الوطن ،من نصب خيمة لهم في منطقة مسجد الكالوتي في محيط السفارة الإسرائيلية التي يطالب الشعب الأردني بإغلاقها وإلى الأبد وطرد السفير الإسرائيلي من عمان وطاقمه إلى غير رجعة ،حفاظا على طهارة الأردن أرض الحشد والرباط المقدسة.
داو جرحك لا يتسع ،وإغتنم هبوب ريحك،هاتان مقولتان لم تسمع عنهما حكومتنا الرشيدة ،ولذلك لم تعمل بهما ،ما جعل الأمور تزداد سوءا خاصة بعد إتهام اليافع المراهق تقي الدين أحمد الرواشدة البالغ من العمر 16 عاما ،بأنه يعمل على تقويض النظام؟؟؟!!!
إسرائيل لا تترك شاردة ولا واردة سواء في إجتماعات مجلس الوزراء أو إجتماعات الكنيست ،أو مجالس الحاخامات ،إلا والنيل من الأردن عملا لا قولا فقط ،يكون على جدول الأعمال،ومع ذلك لا نجد من يرد عليهم لا من الحكومة ولا من الإعلاميين المنضوين تحت لواء كتيبة كتاب التدخل السريع الذين تنشر بأسمائهم مقالات لا علاقة لها بالوطن ولا بمنطق ما يدور فيه.
الشعب الفلسطيني وكذلك الشعب الأردني بإنتظار أي خطوة مثل نصب الخيمة وغيرها دعما لغزة وتكريسا لدور الأردن الحقيقي في الدفاع عن المقدسات التي تنتهك يوميا من قبل قوات الإجتلال وقطعان مستوطنية، ولم تسلم حتى المقدسات المسيحية ،ولذلك فإن رفض نصب الخيمة إنما يشكل دعما ولو غير مقصود للعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة .
إسرائيل هذه الأيام ومنذ حرب تموز 2006 وهي في أضعف حالاتها ،وها هي أمام الإمتحان العسير مرة أخرة لأنها تؤمن أن فشلها في إقتحام غزة سيكون محتما، خاصة بعد أن تبين ما فيها من صواريخ أجزم ان الأخطر لم يظهر بعد لحسن تقدير القائمين على المقاومة هناك ،ويكفي إسقاط طائرة إف 16 وإطلاق صواريخ على القدس وتل الربيع.
كم سيكون مقدرا ومفرحا نصب خيمة الإحتجاج الأردنية للتعبير عن الموقف الأردني رسميا وشعبيا وليفهم الآخرون من ذوي الشأن أن التحول ممكن في الأردن ،وان الحكومة الأردنية قادرة على إعادة رسم خارطة طريق جديدة للأردن ،وبإمكانها لعب دور مؤثر وموجع في ذات الوقت.
نكتب كثيرا عن الأسلحة التي يمتلكها الأردن لقلب الطاولة على رؤوس الجميع .ومن ضمنها هذا الموقف ،وقد رأينا من نسير في فلكهم ماذا قالوا عند "حزها ولزها" أن الشعب الأردني متعطش للتغيير ،وأن الإصلاحات شر لا بد منه في الأردن.
آن وقت التفكير بالمصالح الأردنية فقد ظهرت بوادر غرق السفينة وكان من الأولى أن نحمي سفينتنا ولتغرق كل سفن الأعداء.

#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات