أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - التحالف الشيعي الكردي الذي إنتهى.. ضد من كان قائما














المزيد.....

التحالف الشيعي الكردي الذي إنتهى.. ضد من كان قائما


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3918 - 2012 / 11 / 21 - 13:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عزت الشابندروسامي العسكري لا ينطقان عن هوى ولا يرميان في هواء.. كلاهما يتناوبان على التعبير عما تريد دولة المالكي أن تقوله, وفي قضية المواجهة الدائرة بين حكومة بغداد ممثلة بالمالكي, وحكومة كردستان ممثلة بالبارازاني, والتي تدور رحاها حول كركوك بشكل خاص, فإن تصريحات شخصية بهذا المستوى لا يقدم عليها هواة السياسة فكيف ونحن أمام رجلين إعتادا أن يتقدما سرب إعلام المالكي كنسرين من نسوره الجارحة.
ومع أن الخلاف مع الأكراد ليس جديدا غير أن أهم ما حمله لنا هذه المرة هو أن التحالف الشيعي الكردي الذي أسس للدولة العراقية الجديدة قد إنتهى إلى غير رجعة. ولم تكن هناك حاجة لإنتظار تصريحات بهذا المعنى لمعرفة المطب الذي وقع فيه هذا التحالف الإستراتيجي, فثمة أحداث متلاحقة كان من الممكن قرائتها بهذا الإتجاه منذ أن عاد المالكي من إجتماعات أربيل التي أدت إلى حل عقدة تشكيل الوزارة وهو يتخذ الخطوات التي تؤكد على أنه كان عازما على إنهاء دور حجر القبان الكردي, إذ لم يكن يحتمل أن يبدأ دورته الرئاسية الثانية وهو يحمل رجلين ثقيلين على كتفيه, يفرملان حركته ويفسدان عليه دنياه.
كان علاوي الذي خرجت القائمة العراقية بقيادته منتصرة في إنتخابات جاءت نتيجتها خلافا لحسابات المالكي قد أرهق كتف المالكي وشل ذراعه وإشترط عليه أن يشاركه نصف الدولة, في حين كان البارزاني قد سبقه إلى إحتلال الكتف الأخرى من خلال قيادته لتحالف كردي شيعي لم يكن بإستطاعة سياسي الشيعة تصدر الحكم لولا معاونته, وهذا طلب منه أن يأخذ ربع نصفها المتبقي.
وفي أربيل أحنى المالكي رأسه للعاصفة وهو يعلم تماما أن الإتفاق هناك, وإن هو أفلح في تسليمه الوزارة, إلا أنه قيد يديه وأثقل أكتافه بشروط كان القبول بها يعني أنه خسر منتصرا, أو إنتصر خاسرا !..
وهكذا إبتدأت رحلة إزاحة الأثقال وتحرير الأكتاف. نية المالكي منذ وقع إتفاق أربيل أن ينظم دولته بدون الإهتمام كثيرا بالحبر الذي كتب به الإتفاق فدخل العراق أزماته الأخيرة المعروفة تحت عنوان تجاوز إتفاقات أربيل التي أقرت نظام الشراكة.
كل ذلك كان من الممكن أن يسير الهوينا, لكن التطورات الإقليمية أبدلت مشي الهوينا بالقفز مع الأرانب والرقص مع الذئاب, فلقد دخلت المتغيرات الإقليمية على الصورة, وخاصة على صعيد الوضع السوري, لكي تشرع لمزيد من متغيرات الداخل العراقي, إن لم يكن على صعيد المعنى فعلى صعيد سرعة تحقيقه.
لقد أصبح الإقليمي يهيمن على الوطني ولا يتقدم عليه فحسب.. صحيح أن ذلك لم يكن مرهونا بالتطورات السورية بل أنه كان سمة التغيير الجديد الذي أتى في معظمه وعناوينه المركزية كإستجابة دولية أكثر منها تناغما مع إرادة داخلية, لكن سرعة دخول الحدث السوري أدت بدورها إلى طغينة العامل الإقليمي على العامل الداخلي, الذي لم تكن تأثيراته قد بانت بما فيه الكفاية لكي تفرز فعلا وطنيا متمتسك الخطاب ومرجعية سياسية تملك أدنى مستوى لوحدة الصف ووحدة الهدف .
بالتأكيد, هناك الكثير مما يمكن أن يقال حول طبيعة العلاقة بين حكومة بغداد وحكومة كردستان, سواء أكانت سياسية أم إقتصادية أم جغرافية, وأن هناك فرصا أكيدة للإنحياز لهذا الطرف أو ذاك, لكن ذلك لا يمنع الإشارة إلى أن المسألة هنا لم تعد تناقش على مستوى علف الحصان بل أنها يجب أن تناقش على مستوى الحصان نفسه. فالخلاف الأخير, على الأقل بما يخص مستويات تصعيده وتسريعه, قد أتى متلاحقا وحتى كنتيجة سياقية لخلافات كانت قد سبقته وتناولت مسألة سحب الثقة ورد فعل المالكي على تلك الممارسة الديمقراطية التي أعادت إلى الأذهان ثقافة الدكتاتوريات المنقرضة, يوم إعتبر طلب إستجوابه بمثابة مؤامرة خطيرة.
وبفعل عقلية كهذه صار من اللازم مراقبة التداخل في شخصيته بين ما هو وطني وما هو شخصي وبما يوجب الوقوف في منطقة وسطية للحكم على تلاحق الأمور.
هل يملك خطاب المالكي بشأن كركوك مشاهده الوطنية.. نعم هو يملك الكثير منها, لكن ذلك نفسه قد يشكل مصدر الخطورة الحقيقية لأنه قد يرتب للبعض إنحيازا سياقيا دون حساب لكلام الحق الذي يراد به باطل. كما ويبقى من اللازم معرفة ما إذا كان بوسع رجل كان فشل في بناء مشروع وطني داخلي أن يعالج لوحده قضايا وطنية بهذه الخطورة, وما إذا كان من حقه أصلا أن يكون خصما وحكما في نفس الوقت.
ليس من حق أحد, أن يطلب من أحد, الإصطفاف مع المالكي أو مع البارزاني ويفصل لنا قياس القميص الذي نلبسه. لقد آن الأوان لأن نتوقف عن ثنائية الإنحيازات السلبية التي كلفتنا كثيرا.. أما أن تكن معنا أو تكن ضدنا.
إن ثمة مساحة ثالثة ورابعة يمكن لنا أن نتحرك فيها بإستقلالية رأي وبشجاعة قرار لكي لا يدخل البلد في مآزق القتال مجددا.
ويبقى أن من حقنا أن نتساءل .. ألا يعني إعتراف العسكري والشابندر بوجود تحالف شيعي كردي سابق إعترافا حقيقيا بالمصدر الذي أتت منه الريح. أليس هذا تأكيدا على أنه كان هناك غياب وتغييب لدولة المشروع الوطني التي كان بإمكانها أن تقدم مشاريع وطنية حقيقية لا يتقدم فيها الإقليمي على الداخلي ولا تضيع فيها قدرة أن نعرف سريعا من في خدمة من ولماذا من أجل لماذا.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغزو الإسرائيلي لغزة .. محاولة للقراءة
- الفساد في العراق.. موروث أم مكتسب
- الأغلبية السياسية.. بين أزمة المفهوم وعبثية النوايا
- لا تنتظروا المعجزة ... العلمانية هي الحل
- من هو الطائفي تحديدا
- مجلس القضاء يفعلها مرة أخرى
- الطائفية.. شتيمة العصر الأولى
- ثقافتنا .. بين التلقي والاستجابة
- العلمانية والإلحاد
- العراق وإزدواجية جنسية الحكام.. وطن أم فندق
- الفلم المسيء .. بين الفعل الرخيص ورد الفعل الأرخص, وما بينهم ...
- أمريكا.. حرية تعبير أم حرية تفجير
- الحب على الطريقة الغوغائية
- القدس.. عاصمة إسرائيل
- بين حمد والعلقمي وبن سبأ .. ثلاثية القراءة الممسوخة
- هلهولة ... دخول العلم العراقي في كتاب غينيس للأرقام القياسية
- الحمار الطائفي
- هل كانت الدول الإسلامية .. إسلامية
- الدولة العلمانية لا دين لها.. ولكن هل هي ضد الدين
- العلمانية.. أن تحب الحياة دون أن تنسى الآخرة


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - التحالف الشيعي الكردي الذي إنتهى.. ضد من كان قائما