أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هويدا طه - الأفلام الوثائقية العربية: عقلية ثنائية ترى العالم شرا مطلقا أو خيرا مطلقا














المزيد.....

الأفلام الوثائقية العربية: عقلية ثنائية ترى العالم شرا مطلقا أو خيرا مطلقا


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1134 - 2005 / 3 / 11 - 11:50
المحور: الادب والفن
    


كنا ندرس في المرحلة الثانوية فرعاًً في مادة الأدب والبلاغة اسمه(تراجم)، كانت التراجم هي دراسة لسيرة حياة كبار الأدباء والمفكرين والشعراء والمؤثرين في حياة شعوبهم، وكيف أثرت تجربتهم الشخصية فيما أبدعوا، وخارج المدرسة كانت هناك كتب كثيرة تتعرض لنفس الفكرة، مثل كتاب"أعلام القرن العشرين"لمؤلفه نبيل راغب، وغيرها كثير، ومثلها كتب عن كبار العلماء أو الفنانين أو الفلاسفة إلى آخره، كانت قراءة تلك الكتب تدرب خيالنا الخصب على التمدد، ليسع الكون بأكمله، من خلال تجارب هؤلاء الأفراد، الذين عبروا بفكرهم وابتكاراتهم وإبداعاتهم عن حلم البشرية(بحياة أفضل)، تتخيل صورة وصوت وملامح تلك الشخصية- قديمة أو حديثة، توفرت لها صورة أو لم تتوفر- وتتخيل البيئة الاجتماعية والمادية التي عاشوا فيها، أو عانوا فيها، طبقا لما يقدمه لك الكتاب من مفاتيح، خاصة إذا كانت الشخصية موضوع الكتاب غير عربية، ومؤلف الكتاب ليس عربياً، إذ تجد حياتها تتقلب بين إبداعاتٍ وتضحيات وكبوات وأخطاء، فلهم هفواتهم أيضاً.. هؤلاء المبدعون.. كما لكل البشر! كان ذلك قبل أن يصبح(الإنتاج التليفزيوني)لسيرة الشخصيات العظيمة أو الشهيرة.. مجالاً واسعاً ومألوفاً في حياة الإنسان المعاصر.
ثم بدأ التليفزيون العربي، منذ وقتٍ باكر في تاريخه، إنتاج أفلام ٍ قصيرة أو مسلسلات، عن شخصيات هامة في تاريخنا، وعندما تراقبها، تجد معظمها يدور في فلك ما يمكن للعقلية العربية الثنائية أن تنتجه، الشخص الذي يتناول الفيلم أو المسلسل حياته هو إما(شرير)محض، أو(ملاك)محض، إذ كيف يصور تليفزيون عربي حياة(أبو لهب)مثلاً! وفي المقابل كيف صورت الأفلام التسجيلية والمسلسلات وحتى الأفلام السينمائية.. حياة شخصية مثل(خالد بن الوليد)! وقريباً في السنوات الأخيرة، كيف تم تصوير حياة(أم كلثوم)، في مسلسل حمل عنوانه اسمها، وكيف رويت حياة(قاسم أمين)وغيرهما، وكيف عالج فيلم(مصطفى كامل)حياة هذه الشخصية في التاريخ المصري المعاصر، وكيف قدمت سيرة حياة(جميلة بوحريد)المناضلة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي للجزائر، هناك إما(إدانة كاملة)للشخصية، أو(تبجيل كامل)، هذا عن الأفلام والمسلسلات الدرامية التي تصور حياة تلك الشخصيات تمثيلياً، هناك نوع آخر هو الأفلام الوثائقية، وهو الذي يروى حياة الشخصية(على الطبيعة)، ويستشهد بما توفر لهم من صور تليفزيونية حقيقية، لأحداث شاركوا في صنعها، وشهادات أشخاص آخرين كانوا حولهم أو عاصروهم أو شاركوا معهم في صناعة الأحداث أو شهدوا عن قرب إبداعاتهم، أي بدون اللجوء إلى ممثلين ودون اللجوء إلى تحويل حياتهم إلى قصة درامية، كتلك الأفلام التي أنتجت عن جمال عبد الناصر، أو نجيب محفوظ، أو ياسر عرفات أو الملك حسين، أو عبد الحليم حافظ، أو ناجي العلي، أوغيرهم، وفي كل تلك الأفلام.. تتجلى هذه الثنائية العربية في تصور وتصوير(سلوك البشر)حتى المبدعين منهم، شر مطلق أو خير مطلق، خائن أو شهيد، جشع مريض أو إنكار تام للذات، عبقري فذ تنطلق منه الإبداعات بسهولة كالسحر، أو غبي بليد فاشل، وفي المقابل.. هناك مثل هذا النوع من الأفلام من إنتاج غربي، كفيلمٍ وثائقي عن(نيلسون مانديلا)أو عن(غاندي)أو(جاكلين كينيدي)أو(ألبرت أينشتاين)أوغيرهم، تجد فيها تناولاً قريباً إلى حدٍ كبير(وليس تام)من الموضوعية والواقعية.. لذلك الجانب البشري في حياتهم، أخطائهم، هفواتهم، خطأ بعض حساباتهم، إلى جانب إبداعاتهم وتضحياتهم، صحيح أن بعض الأفلام التي أنتجتها السينما الغربية(الأمريكية خصوصاً)أو التليفزيونات الغربية(كتليفزيون BBC)، تتخفى فيها(مواقف ما)من الشخصية وانتماءاتها، كذلك الفيلم الذي أنتج عن(هتلر)مثلا، أو الفيلم الذي تناول حياة(تيتو)، لكنها لم تصل أبدا إلى إلغاءٍ(كامل)لجانبٍ ما من حياته لحساب جانبٍ آخر، هناك(حرفية عالية)في تناولهم لسيرة الأشخاص، تراعي(احترام عقل)المشاهد المتلقي، السؤال هو: لماذا تحكمنا هذه الثنائية دائما في معالجة سيرة حياة الشخصيات المؤثرة في حياتنا؟ هل العيب في كتاب تلك الأفلام؟ أم في الثقافة التي تترعرع في ظلها(معاييرهم)؟ أم في المشاهد العربي نفسه.. الذي(لا يستسيغ)إلا(تصنيف)الشخصية الشهيرة في خانة(الشرير)أو خانة(البطل الطيب)؟ لماذا يغضب العربي إذا(انتقدت قداسة) شخصيات في تاريخه؟ حتى أن شخصية مثل أبي بكر الصديق.. لا تجرؤ جهة أبدا على إنتاج فيلم ٍ عنه.. مستعينة بممثل يقوم بدوره، وتستخدم صوتا(حكواتي)مكانه، درءً لحملةٍ شعواء متوقعة! بينما استقبل سكان الأرض ببساطة- وبأقل قدر من الاحتجاج-، فيلما- بل أفلاما- عن المسيح، تنتقده أحيانا، وتشكك فيه أحيانا أخرى، فإلى جانب فيلم(آلام المسيح)الذي تناول حياته بتقديس ٍ ديني واضح، هناك أفلام عن المسيح تتضمن تشكيكا في قدرته مثلاً على(إعادة البصر للأعمى)، بل وحتى(سخرية)من مسألة(بنوته)لأم ٍ دون أب، ترى.. هل يتحمل العربي- مثلاً- فيلماً عن على بن أبي طالب.. المبشر بالجنة.. يشير فقط.. مجرد إشارة.. إلى عدد زوجاته وجواريه؟!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد الأرز في بيروت، النسر المصري يستعد للإقلاع: استغلال الفض ...
- الذهنية العربية الإسلامية تكره الأنثى المتمردة النشطة عقليا ...
- مبارك: تعدّل.. متعدّلش... برضه كفاية
- الحسين كان رجل سياسة وليس رجل دين، فلماذا القداسة؟
- إصلاح الشرق الأوسط يبدأ بالتغيير حول ضفتي البحر الأحمر
- من لا يربيه شعبه.. كونداليزا تعرف تؤدبه!
- صفوت الشريف: الريس مقبل على-ضبط إيقاع-المعارضة المصرية!
- الرئيس مات قبل التمديد: اللي خلف مماتش، المثل من مصر والريس ...
- مآخذ على التيارات السياسية المصرية في ظل نظام يحتضر
- رحيل ماهر عبد الله الإخواني الحداثي
- عدوى الخوف من الغزو الثقافي تنتقل من العرب إلى الفرنسيين
- المسلسلات التاريخية فن زراعة الوهم في نخاع العرب
- الأعلانات التجارية على الفضائيات من الأسمدة الزراعية إلى الم ...
- بمناسبة الحملة البريطانية على القرضاوي لا يوجد تعريف دولي لل ...
- مبارك : أنا عايش ومش عايش
- فوضى الساعات الأخيرة في حكم آل مبارك
- أخبار مملكة الخوف الشعب السعودي بين الاستبداد والإرهاب
- استجابة الفضائيات للهوس الديني بين الواحد القهار وأبينا الذي ...
- مصر التائهة بين مبادرة أمريكية للهيمنة ومبادرة مباركية لمزيد ...
- مصر قوة هائلة كامنة فأين توارت؟ المقاومة العراقية هدية للشعب ...


المزيد.....




- الفن في مواجهة التطرف.. صناع المسرح يتعرضون لهجوم من اليمين ...
- عائشة القذافي تخص روسيا بفعالية فنية -تجعل القلوب تنبض بشكل ...
- بوتين يتحدث عن أهمية السينما الهندية
- افتتاح مهرجان الموسيقى الروسية السادس في هنغاريا
- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هويدا طه - الأفلام الوثائقية العربية: عقلية ثنائية ترى العالم شرا مطلقا أو خيرا مطلقا