علي الأسدي
الحوار المتمدن-العدد: 3918 - 2012 / 11 / 21 - 03:07
المحور:
الادب والفن
هل بدأ الزحف.. يا ولدي..؟
أنا أمك .. هل تسمعني..؟
مابك.. لا تجبني.. ؟
انا.. هنا تحت الأنقاض..
أنقاض مطبخنا..ياولدي ..
هل تهدمت بيوتا أخرى.. غير بيتنا..؟
ما هذا الذي أسمع ..يا ولدي ..؟
ربما هو هدير دبابات ..
أتسمعها ..أنت أيضا.. يا ولدي..؟
أترى الدبابات .. تتقدم نحونا يا ولدي..؟
أنا لا أرى شيئا .. لأنني تحت الانقاض..
شقيقتك هنا بجانبي..
انها تحت الانقاض..
هي.. تنزف دما ..مثلي..
تحت الأنقاض..
لقد تأخرت كثيرا.. سيارة الاسعاف..؟
هل بدأ الزحف ياولدي..؟
انا أسمع هديرا .. هل تسمعه أنت..؟
أنا أسمع أزيز رصاص ..
واسمع أطفالا يبكون ..
وصراخ نساء..
وأصوات .. سيارات الاسعاف..
وطائرات ..وانفجارات
و أطفالا .. يبكون ..
لعلهم أطفال دار الأيتام ..
وربما أبناء جارتنا أحزان..؟
التي اغتال زوجها..اسرائيليون " شجعان "
ما خطبك .. يا ولدي ..لا تجيب؟
هل تحول بيتنا كله...الى أنقاض..؟
فأنا لا أرى شيئا..لأنني تحت الأنقاض
أجبني يا ولدي .. فأنا أقلق عليك..
ربما جرحت أنت أيضا .. يا ولدي ..
ألم تصل بعد سيارة الاسعاف .. ؟
قل لهم ..جميعنا.. تحت الأنقاض ..
نعم .. عشرتنا تحت الانقاض ..
أختك .. وأخوانك ووالدك ..
كلنا.. تحت الأنقاض.
هل جرحت انت أيضا .. ياولدي .؟
ما بك ... لا تجبني ياولدي .؟
هل جرحت أنت أيضا .. ؟
هل تنزف أنت أيضا.. يا ولدي .. تحت الأنقاض..؟
فمن ينقذنا بعدك .. من تحت الانقاض..؟
علي الأسدي 20-11-2012
#علي_الأسدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟