أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل السعدون - إرهابيات - ثلاث قصص قصيرة














المزيد.....

إرهابيات - ثلاث قصص قصيرة


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 1134 - 2005 / 3 / 11 - 11:04
المحور: الادب والفن
    


1-
_______

- سأفطر الليلة مع محمد ...
- عفوا ...ماذا قلت يا أخي ..
- أنا ...لا ...لم اقل شيئا " تذكر أنه همس بشيء ، ربما بصوت عالي " ...ها ...لا كنت أذكر نفسي بموعد مع صديق ، يبدو أنه لن يأتي ...لأذهب الآن ...
- مع السلامة ...
- الله يسلمك ..." غادر المقهى على عجل ...جلس إلى المقود ...إبتلع ريقه ...كان جافا ...هرش لحيته للمرة الأخيرة ...تردد برهة ...تذكر وجه محمد ...تذكر العشرات من الصبايا البكر من كل جنس ولون وهن يتقدمن صوبه ليلعقن صديد جروحه فتبرأ بالحال ..ابتسم لنفسه وشد القيد إلى المقود بهمه "
الساعة تدنو من العاشرة ...الحشد يتجمع عند الهدف ...نساءٌ ...اطفال...عجائز ....باعة متجولين ...و..
- اشهد إن لا إله إلا الله وإن محمد ......إنتظرني على الإفطار يا ابا القاسم ...أنا آت إليك في الحال ..
ضغط على دواسة الوقود بقوة وانطلق صوب الجمع بسرعة جنونية ...
ليس إلا ثوانٍ وإذ بعشرات الأجساد تتطاير في فضاء الرب ...
ليس إلا ثوانٍ وإذ بمحمد وحده يفطر لحما عراقيا مشويا ...أما الآخر فلم يجد منه عمال البلدية إلا كفين
مسودتين لما تزالا مشدودتين إلى المقود المتفحم ...!

_______________

2-
______________

كانت هناك أكثر من عين ترصده من بعيد وهو يبتلع ريقه الجاف بقوة بينما تمتد يده المرتعشة المتعرقة بشكل لا إرادي صوب خصره لتلمس شيئا ما تحت الحزام ...تقدم خطوة أخرى صوب البوابة ...تناهى لسمعه أصوات الجمع المحتشد في حديقة الدار...رفع اليمنى وبسمل في سره وخطى وإذ بضربة ماحقة تنزل بقوة على أم رأسه من الخلف ...دارت الدنيا بعينه لبرهة ...رأى حور العين يرقصن وهن عرايا ...وسقط على أسفلت الشارع وعلى شفتيه إبتسامة خبيثة عاهرة ...
حين أفاق تطلع حوله ...أين حور العين ...همس بعينين نصف مفتوحتين ...
- سيأتين في الحال يا بني ...سيأتين في الحال ...كم تريد ؟
- تلمس أسفل بطنه ...ابتسم ...ثمانون ...قالوا لنا ثمانون ..أم إنكم تريدون أن تقللوا العدد علينا ...هذا ليس بعدل ...أريد ثمانون ...
- أمرك ....ايها الشهيد السعيد ...
- ولكني لا أرى شيئا ...ماذا حل ببصري ...
- أو كان لديك بصر يا رجل ...أو كنت مبصر قبل أن تأتينا ...!
" هتف به الطبيب المعالج وهو يهمس لضابط الشرطة ...يبدو أن الضربة كانت قوية لدرجة أنها أفقدته البصر "
- وماذا نفعل يا أخي وهو مزنر بأكثر من ثلثين كيلو غرام من المواد شديدة الإنفجار ...كان يجب أن نبادر في الحال وإلا قتل العشرات بضغطة واحدة على الصاعق ....!!

______________

3-
______________

اليوم يوم جمعة ، وفي الجمعة يحلو يا أحباب... النفاق ، وتهبط القيم والأخلاق في هذا الركن العتيق من الكون إلى حضيض ليس كمثله حضيض ... كيف لا وهو يوم قريش وفيه تحل دماء القبائل والطوائف المنافسة على المنزلة عند رب العزة والجلالة .
عشرات ...بل مئات ...بل قل آلاف الشيوخ بعمائم حمراء وسوداء وبيضاء وكوفيات مزركشة وملونة يرتقون المنابر في هذه الساعة في الف مسجد وجامع في طول الشرق وعرضه حاضين الناس على الجهاد الأصغر و.....الأكبر ....!
كانت بغداد تنزف في هذا اليوم ...كما كل يوم ...ثلاث سيارات حبلى بالقنابل والصواريخ تفجرت قبل هنيهة عند مسجد للرافضة وكنيسة للمسيحيين ومستشفى في حي رافضي فقير بائس .
سيارات الإسعاف تعوي ...عشرات من السيارات تعوي ...
- أعوذ بلله ...لا أدري لم كل هذه الضجة ...مشركين وقتلوا لعنة الله عليهم ..." علق إمام المسجد الضئيل بعينيه الذئبيتين ووجهه الخلاسي كوجوه الغجر ، ثم رفع صوته ثانية ويده تشد بقوة على عارضة المنبر القدسي الشريف "
- عذرا يا أحباب فقد قطعت حبل الحديث تلك الأصوات الزاعقة لا بارك الله بها " وأعتدل في وقفته وتنحنح ثم هتف :
- تخيلوا يا أحباب الله ما فعله الكفرة بهذا المسلم الموحد الذي حكم قدر الله عليه أن يقع بين أياديهم شُلت أياديهم ومن والاهم من المشركين ، أفهذه من أخلاق الإسلام بربكم ؟
بل واخلاق من لديه دينٌ منزل من الرب الواحد القهار ؟
أفعل صلاح الدين رضي الله عنه مع اللعين قلب الأسد ، ما يفعله اتباع ريتشارد بحاكم هذه الأمة الذي سقط في الأسر ...؟
إنها وربي لكبيرة من الكبائر، تدمي القلب وتوجع الضمير وتوجب سخط الرب المعبود ...!
كبيرة ورب محمد ( صلعم ) أن يفعل بنا أعدائنا كل هذه الأفاعيل الخسيسة ...!
كبيرة ورب الراشدين رضوان الله عليهم أجمعين ، أن يعبث بعورة شريفة لموحدٍ ناطق بالشهادتين ..!
ولكنها ذنوبنا أيها الأحباب ..." وتهدج صوته حتى استحال إلى ما يشبه البكاء ، تناول منديلا كبيرا من جيبه ...مسح دمعة صغيرة ، نشج ...سعل ...ثم أضاف " :
- ذنوبنا التي أوجبت سخط الرب علينا ...ذنوبنا إذ فقدنا الصلة بالرب وتهاونا في العبادات وأمتنعنا عن الجهاد وركنّا إلى أولياء الشيطان ....حتى سلط الله علينا المشركين والمنافقين وعبدة الأوثان .
ورفع كفيه في الأفق وهتف وعيناه تتطلعان إلى كريستال السقف:
- اللهم أنصر الإسلام والمسلمين ...
- آمين ..
واخذل الكفار والمشركين ..
- آمين ..
- اللهم فك أسر ...
- آمين ...
- اللهم .......اللهم .........اللهم .........اللهم ..
وأهتزت بغداد مجددا لرشقة من الهاونات أصابت سوقا شعبيا في حي رافضي آخر ...
وتبسم الشيخ ودمعت عيناه ...وحمد الرب في سره على سرعة الأستجابة ....!!!!!!!!

_______________



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأثير التصورات الذهنية في إنتاج السلوكيات المختلفة - مقال سي ...
- عن الثامن من آذار والحوار ونسرين إذ تزهو عند عتبة الدار
- تعرف على ذاتك - الجزء الثاني
- عراكََََََية وسلوته الدمعة - شعر شعبي عراقي
- المهمة العاجلة لقوى التحرر والتقدم - الوقوف مع البرنامج الشر ...
- أسطورة - قوى - اليسار والديموقراطية في عراق ما بعد الفاشية
- ضعف النضج العاطفي لدى الإنسان الشرقي - مقال سيكولوجي
- عيناها ...غابتا نخيلي - شعر
- احمد الجلبي - الإختراق الجميل والمرشح الأفضل لرئاسة الوزارة ...
- لن يتغيير الشرق ويتحضرمع بقاء النظامين السوري والإيراني
- أظن أن الدائرة بدأت من هنا - إضاءة على مقال السيدة وجيهة الح ...
- مهمة عاجلة أمام شعبنا في الداخل والخارج - تشكيل منظمة مدنية ...
- أكذبّ - شعر
- الفيدرالية الطائفية مجددا - ردٌ على أعتراضات بعض الأخوة
- فيدرالية الطوائف ثانية
- العزيز الجلبي وفيدرالية الطوائف
- تتحداني - شعر
- أغاني للوطن والناس - شعر شعبي عراقي
- إلى صديقي - شعر
- عرس بلادي - شعر


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل السعدون - إرهابيات - ثلاث قصص قصيرة